قلّما يكتب الديبلوماسيون بأسلوب الأكاديميين، يبتعدون عن التسويق المبتذل لسياسات حكوماتهم ويبحثون عن الحقيقة المجرّدة بين الكتب والمراجع والتقارير. ولا يتوصّلون، بالنتيجة، إلى خلاصات لا تنصف حكوماتهم بل توجّه لها عند اللزوم سهام النقد دون مسايرة.قبل بضعة أيام، صدرت عن "دار سائر المشرق" في بيروت النسخة العربية لكتاب الديبلوماسي المخضرم دايفيد هيل "الديبلوماسية الأميركية تجاه لبنان – ست محطّات وأمثولاتها". وهيل هو المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركية ومتخصّص بأدقّ تفاصيل الملف اللبناني. وإن كان الرجل يهدف من وراء بحثه إلى الظهور بهذا المظهر الأكاديمي فهو نجح تماماً.المحبطون بين اللبنانيين أو المعرّضون للإحباط لا يُنصحون بقراءة الكتاب، لأنّه يبيّن على مدى العديد من المحطّات أنه لا وجود للبنان على خريطة الأولويات لدى السلطات المقرّرة في الولايات المتحدة الأميركية. إن اهتمام الأميركيين الوحيد بلبنان، حسب الكتاب، يعود إلى كونه ساحة تلتقي فوقها الأطراف المتصارعة في الساحة الإقليمية. والإدارة الأميركية تقرّر سياستها في لبنان كامتداد،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول