السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"الستاتيكو" لا زال جامداً... فرنجية على حافة الأكثرية؟

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
سلام بين فرنجية والسفير السعودي. (نبيل اسماعيل)
سلام بين فرنجية والسفير السعودي. (نبيل اسماعيل)
A+ A-
دخل لبنان أسبوعه الثاني من الفراغ الرئاسي، من دون مبادرات جدية تفتح ثغرة في جدار الاستحقاق الصلب، على الرغم من الجلسات الأسبوعية التي وعد رئيس مجلس النواب نبيه بري باستمرارها حتى وصولها الى نهاية سعيدة، يبدو، أنها لن تكون قريبة.
 
وعلى هامش الوقت الضائع تتحرك القوى السياسية في الكواليس، لمقاربة هذا الشأن ودرس الخيارات ووضع الخطط، تحدد عبرها أقصى الممكن، وأقصى التنازل بما يناسب سياستها وطموحاتها.
 
يسجل هذا الاسبوع، دخول عامل جديد وهو الاعلان غير الرسمي لقوى الثنائي الشيعي وحلفائه عن تبنّي اسم رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، وهو ما ظهر جليًّا من خلال التصريح الاعتراضي عالي السقف الذي أطلقه النائب أسعد درغام عبر قوله "اليوم ليس خافياً على أحد عملية دعم الثنائي الشيعي للوزير فرنجية وأقول لهم: إذا استطعتم تأمين 65 نائباً له "شو بتكونوا عملتوا بالبلد؟ ورح نوصل لشلل بالدولة لـ 6 سنوات".
 
وفي الإطار، يتحدث النائب طوني فرنجية بلغة الواثق من حسم موقف "حزب الله" لجهة تأييد والده لرئاسة الجمهورية، تاركاً أمر الإعلان عنه إلى اللحظة السياسية المناسبة التي يملكها الحزب نفسه.
 
ومن الواضح أن النائب الشاب وعبره تيار المردة يعوّل على حركة الرئيس نبيه بري للوصول الى نتيجة ما، من دون الإفراط في التفاؤل، إذ "إن الستاتيكو الحالي لا يزال جامداً وإمكانية الخرق حتى هذه اللحظة لا تزال صعبة جداً" بحسب قوله.
 
يغمز فرنجية من قناة رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل معتبراً أن دعوة سليمان فرنجية للاتفاق على مرشح ثالث هي "تجليطة" ومحاولة حشر وتوريط، "فليطرح مرشحه" وليسر به فنحن لا نؤثر عليه، معتبراً أن "جرّ سليمان فرنجية الى هذا الخيار هو جرّ من يدعم سليمان فرنجية إليه، وهذا الأمر لن نجاريه به".
 
يتحدث فرنجية أمام ضيوفه عن رقم مرتفع من الأصوات يمكنه أن يؤمّنه والده في أي انتخابات في مجلس النواب، لكنّه لا يملك النصف زائداً واحداً في حال بقي باسيل والتيار الوطني الحر على موقفه، ويقول: "بإمكاننا حصد أكثر من 55 صوتاً عبر الثنائي والحلفاء، وربما تشكيل خرق في موقف النواب السنّة خصوصاً الشماليين منهم، لكنه غير كاف للفوز".
 
أضف إلى ذلك يعوّل فرنجية على تحوّل في موقف النائب السابق وليد جنبلاط على الرغم من تكرار اعلاناته أنه لن يدعم فرنجية فـ"جنبلاط رجل تسويات، ودائماً لديه مبادرات خصوصاً اذا شعر أن الأمر بدأ يخرج عن السيطرة والأمور بحاجة الى حلّ ما، يمكن أن يبادر في هذا الاتجاه".
 
ويستند فرنجية إلى تأكيدات الفريق الآخر لجهة عدم تعطيل النصاب، وخصوصاً موقف "القوات اللبنانية" التي أكدت عبر أكثر من مسؤول فيها أنهم لن يقاطعوا أكثر من جلستين.
 
وبرأي فرنجية أن "التشرذم المسيحي الحاصل يضعف إلى حد كبير المسيحيين بشكل عام ويضعف حضورهم في الملف الرئاسي، لذا لا بد من تلاقٍ معين بين بعضنا البعض ليجعل الحضور أمتن وأقوى".
 
الكلام عن تأثير سعودي في انتخابات رئاسة الجمهورية، يؤكده فرنجية، ويؤيده أيضاً، إذ "لا يمكن للبنان تحمّل رئيس معادٍ للسعودية ودول الخليج وخصوصاً في هذه الظروف، نافياً أن يكون والده قد تبلّغ فيتو سعودياً على اسمه. ويسأل: "هل سمع أحد منكم مرة هجوماً سعودياً على سليمان فرنجية؟، هل اعلنت السعودية يوماً عبر ممثليها أنها ترفض سليمان فرنجية؟ هل أبلغت أحداً بذلك"؟.
لا يستبعد فرنجية أن يكون مرشح جبران باسيل هو جبران باسيل ولا أحد غيره، و"هذا الامر بات واضحاً"، لكنه في الوقت نفسه يعتبر ألا فرصة لهذا الأمر وربما تبلغ الأمر من أقرب الناس إليه، موضحاً أن اللحظة السياسية التي أتت بميشال عون رئيساً مختلفة في الظروف الحالية لا بل غير موجودة.
 
وعما اذا كان يراهن على تغيير في موقف باسيل بعد تيقنه من انعدام فرصه، ودعمه لوالده، فيشير الى أنه لا يملك اجابة عن السؤال حتى هذه اللحظة.
 
يبدي فرنجية امتعاضه من محاولات حصر تمثيل المسيحيين بمكوّنات محدّدة ومحاولة السيطرة على حركيّتهم. ويردّ على كلام رئيس الجمهورية السابق ميشال عون اعتبار تكليف الرئيس نجيب ميقاتي ليس ميثاقياً، بالسؤال، أين ذهبت بأكثر من خمسين ألف صوت مسيحي نالها تكتلنا في الانتخابات؟ (الخازن، طوق فرنجية والمر)، ألا يحق لهؤلاء التعبير؟، "لا نقول إن حجمنا مثلكم، لكن لا يمكن نكران حجمنا أيضاً".
 
وإذ نفى أن يكون أحد الأطراف بحث معهم خوض المعركة الرئاسية بمرشح آخر "سوى جبران على التلفزيون"، أقرّ فرنجية بأنّ قائد الجيش بشكل عام أصبح مرشحاً رديفاً بشكل دائم الى الرئاسة وهذا الأمر يؤثر على المؤسسة العسكرية، كما أصبح له تأثير على اختيار قائد الجيش في مرحلة باعتباره سيصبح مرشحاً وهنا تتداخل الأمور ببعضها البعض، مؤكداً في الوقت عينه "أنّنا ضدّ مخالفة الدستور، ولن نوافق على تعديله، "ولا أعتقد ان أحداً سيمون علينا هذه المرة بهذا الأمر".
 
وفي حال نجاح والده ووصوله الى قصر بعبدا، يشدّد فرنجيه على أنّ الخطوة الأولى التي سيعمل عليها هي الحفاظ على المؤسسات خصوصاً أنها اصبحت هيكلاً فارغاً والسعي الى تفعيلها، لافتاً إلى أنه "بالطبع لن يكون القصر مقراً للمردة ولن تُدار الأمور بطريقة حزبية أو فئوية".
 
ويختم فرنجية بالتأكيد أن والده بإمكانه الحصول من سوريا وفي الملفات كافة أكثر بكثير مما يمكنه غيره الحصول، في تلميح لقضية الحدود والمعابر وحتى المعتقلين.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم