الخميس - 02 أيار 2024

إعلان

أيّ لبنان ما بين واشنطن والدوحة؟

المصدر: "النهار"
داود الصايغ
داود الصايغ
Bookmark
علم لبنان خلف سياج شائك (أرشيفية - نبيل اسماعيل).
علم لبنان خلف سياج شائك (أرشيفية - نبيل اسماعيل).
A+ A-
بين تموز 1958 موعد نزول مشاة البحرية الأميركية على شواطئ الأوزاعي في بيروت، وتموز 2023، موعد انعقاد اللجنة الخماسية المعنية بالأزمة اللبنانية في الدوحة، مرّت خمسة وستون عاماً! جاء الأميركيون يومذاك بناءً على طلب رئيس الجمهورية كميل شمعون أيام ما عُرف "بأحداث" 1958 أو بالثورة تبعاً للأطراف التي شاركت فيها. فاستجاب الرئيس الأميركي دوايت آيزنهاور وأرسل قواته البحرية إلى لبنان، في وقت كانت أحداث العراق أيضاً تشهد سقوط النظام الملكي على يد قائد الانقلاب عبد الكريم قاسم، لأن لبنان في تلك الحقبة من تاريخه، كان يمثل مصلحة حيوية للولايات المتحدة، وهي نظرية متكاملة أُرسيت عليها الديبلوماسية الأميركية لسنواتٍ طويلة، وهو فقدها بعد ذلك.آنذاك كان لنا رئيسٌ، ورئيسٌ ذو قامةٍ كبيرة ما زال حتى اليوم مطبوعاً في الضمائر اللبنانية، من فرط الغصّة الرابضة على صدورهم وهم يفتشون عن الكبار من صنفه.ولكن السؤال الذي قد يتبادر ليس الى ذهن أي مراقبٍ أو محلل سياسي داخلي أو أجنبي، بل إلى ذهن أي طالب جامعي هو: لماذا بعد خمسة وستين عاماً، وطوال تلك السنين، ما زال لبنان بحاجة إلى يدٍ أجنبية لتساعده كما بالأمس أو لتنتشله كما اليوم من مآزقه؟فأمام هذه الأبواب الموصدة في الداخل والمشرعة على الخارج، غاص الكثيرون في التاريخ القريب أو البعيد، ومنهم مَن حاول إعادة النظر في الأساس، وفي ظروف النشوء. ولعل البعض الآخر رجع إلى قرون إلى أيام فخرالدين وتوسكانا، ليصل إلى زمن المتصرفية، ثم إلى سايكس – بيكو عام 1916، وقيام الكيان عام 1920 لمحاولة الاستنتاج أن الاتصال مع الخارج رافق لبنان في مختلف مراحله، وذلك مع تساؤل بعضهم، حتى من المفكرين ومدّعي الثقافة والتجربة، عمّا إذا كان لبنان الحالي هذا هو الذي كان يجب أن يُرسم في اتفاقية فرساي عام 1919، ليُعلن بعد ذلك على درج قصر الصنوبر، من قِبل الجنرال هنري غورو متوسطاً كما هي الصورة التاريخية المشهورة البطريرك الياس الحويك والمفتي مصطفى نجا في أول أيلول 1920. هؤلاء هم مفلسون. وكما يُقال بالعامية مَن يخسر كل شيء يعود إلى دفاتر والده ا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم