السلام الداخليّ

أجواء الناس اليوم، كما في القديم، أجواء نزاعاتٍ بين الأفراد وحروبٍ بين الأمم: "يقولون سلام، وما من سلام". لكن لمّا وُلِد يسوع المسيح، أنشد الملائكة نشيدَ السلام: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام". والسيد المسيح أعطانا وديعةً قبل انتقاله من هذا العالم، فقال لتلاميذه في العشاء السرّيّ: "السلامَ أستودعكم. سلامي أعطيكم". ثمّ أضاف: "لستُ كما يعطيه العالم أُعطيكموه. فلا تضطربْ قلوبُكم ولا تجزع" (يوحنا 27:14). سلام العالم مبنيٌّ على عدم الحروب بين الناس، لكنّ هذا السلام لا يدوم، فقد يتزعزع لدى أوّل سوء تفاهم. أمّا سلام المسيح فهو سلامٌ داخليّ مبنيٌّ على المحبة وما تنطوي عليه من رحمةٍ وحقٍّ وعدل، بحسب المزمور القائل: "الرحمةُ والحقُّ تلاقيا، العدلُ والسلامُ تعانقا" (11:85). إنّه سلام القلب الممتلئ من روح الله. يبدأ السلام في داخلنا بالسلام مع الله. وهذا السلام قد أعطانا إيّاه السيّد المسيح أولاً بتعليمه: فكان الناس يخافون من الله ويُحاولون إرضاءَه بتقدمة ذبائح، حتى بتقديم أولادهم ذبائح. أمّا يسوع فقد أوضح لنا أنّ...