الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

كيم بلا فيلتر..."رجل الصواريخ" يبتسم وينكّت ويلهث أيضاً!

المصدر: "النهار"
كيم بلا فيلتر..."رجل الصواريخ" يبتسم وينكّت ويلهث أيضاً!
كيم بلا فيلتر..."رجل الصواريخ" يبتسم وينكّت ويلهث أيضاً!
A+ A-

خلال القمة التاريخية بين الكوريتين، تعهد الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-أون والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون السعي الى شبه جزيرة كورية خالية من السلاح النووي والعمل لانهاء رسمي للحرب الكورية هذه السنة، الا أن القمة انتهت من دون تقديم اية اقتراحات محددة عن الطريقة التي سيتمكنون فيها من تحقيق هذه الاهداف الطموحة. ومع ذلك، كان الحدث مناسبة لظهور الزعيم الشاب الذي لعب على اعصاب العالم بتجاربه النووية، وهدد أميركا ب"زر نووي" جاهز في مكتبه، وأعدم زوج عمته لانه غفا في اجتماع حزبي. 

كان الزعيم الشاب الممتلئ يمشي على سجيته مع نظيره الجنوبي في المنطقة المنزوعة السلاح، وكانت الكاميرات حاضرة لرصد كل خطوة وابتسامة ورفة جفن للبناء عليها ورسم شخصية الرجل الذي طالما تجنب الاعلام الغربي. وانتشرت صور لكوريين جنوبيين يتابعون في محطات المترو والمعارض خطوات الزعيم الذي سرق النوم من عيونهم طويلاً بتهديده بتدمير عاصمتهم مرارا، في تحول كبير بالنسبة الى شعب يمنع عليه الوصول الى وسائل الاعلام المؤيدة لكوريا الشمالية والمحظورة في الجنوب، تحت طائل العقوبة بالسجن.

 لحظة بلحظة تابعت الكاميرات الرجلين وهما يتنقلان في مواقع عدة في بانمونجون "قرية السلام" في المنطقة المنزوعة السلاح حيث أجريت المحادثات بينهما.

وفي بداية اللقاء، عبر كيم الى الشطر الجنوبي فوق خط التماس الذي يقسم الكوريتين ومون لوقت قصير الى الشمال ايضاً.

واوضح ناطق باسم البيت الأزرق، الرئاسة الكورية الجنوبية، كيف حصلت تلك اللحظة، قائلاً إن "مون قال لكيم: متى سأتمكن من زيارة الشمال؟" وأجاب الزعيم الكوري الشمالي لما لا يكون الآن؟". ثم انطلقا، يدا بيد، وقد علت الابتسامات على شفاههما، الى الجنوب، حيث تلقيا زهورا من اطفال يسكنون قرية قريبة من المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين.



وزخر حفل الاستقبال بكثير من اللحظات الرمزية. فقد سار الزعيمان على سجادة حمراء وسط حراسة مؤلفة من جنود كوريين جنوبيين بأزيائهم العسكرية التقليدية المزدانة بالالوان.

 وبعد الظهر، "زرعا" أيضا بصورة رمزية شجرة قرب خط التماس العسكري. وكانا يلبسان قفازات بيضاً، وألقيا بعض التراب تحت شجرة الصنوبر التي يبلغ عمرها 65 عاماً، وهو عمر الهدنة.

ثم رواها مون بماء أُحضر من نهر كوري شمالي عندما فعل كيم الشيء نفسه، انما بماء أحضر من نهر هان الكوري الجنوبي.

وبعد ذلك، قام الرجلان بنزهة طويلة في المنطقة المنزوعة السلاح، حتى منصة خشبية زرقاء مرتفعة حيث تحدثا في الهواء الطلق من دون وجود مستشارين.



بدا كيم مرتاحاً وواثقاً من نفسه. عانق خصمه اللدود وأمسك الرجلان يدي بعضهما وتبادلا النكات. حتى أن كيم شكر وسائل الاعلام على الحضور، بحسب شبكة "سي أن أن" الاميركية للتلفزيون.

  واستغل الكوريون الجنوبيون فرصة نادرة لرؤية لقطات حية لكيم وسماع صوته للمرة الاولى ربما للتكهن بكل شيء، من عاداته الخطابية الى صحته. حتى أن البعض وجده وسيماً.

  وحاول كيم ابتكار نكتة غير مقنعة عن المسافة بين الكوريتين عندما تحدث عن حلوى شهيرة في بلادهوقدمت على عشاء الرئيسين، قائلاً إنها جاءت من بعيد، مستدركاً: "لا لا يجب ألا اقول من بعيد".

وانتشرت هذه "النكتة" على وسائل التواصل الاجتماعي حيث تناقلها ناشطون غير مصدقين أنه يتمتع بروح النكتة. وحتى أن البعض توقع له مستقبلاً في الكوميديا.

وفي وقت آخر، بدا أكثر ثقة بنفسه، عندما سخر من طرق بلاده، بقوله لمون إنه عندما يأتي لزيارة بيونغ يانغ سيكون عليه الحضور بالطائرة لأن طرق كوريا الشمالية سيئة.


 وعندما سار كيم بضعة مئات الامتار من الحدود وصعد سلماً الى "منزل السلام" حيث عقدت القمة، تساءل كثيرون عما اذا كان الزعيم الشاب يعاني مشاكل صحية. فعندما كان يدون رسالة في كتاب الضيوف، كان كتفاه يتحركان صعوداً ونزولاً كأنه يلهث.

 الا أن كوريين جنوبيين برروا ذلك بأنه ربما ليس معتاداً على المشي كثيراً. نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن ربة منزل قولها: "كنت أجده مخيفاً على نشرات الاخبار، ولكنني اليوم شعرت أكثر بأنه إنسان".

بين النكات والابتسامات العريضة، ترك كيم انطباعاً جديداً لدى ناشطي التواصل الاجتماعي، إذ بدا في رأي الكثيرين ودياً ومختلفاً عما كانوا يعتقدون.

وفي المقابل، أثار هذا الراي غضباً لدى آخرين اعتبروا أن مثل هذه الاستنتاجات يشتت الانتباه عن واقع أنه ديكتاتور مستبد.

التشاؤم...مجدداً

 وفي أي حال، لم تدم طويلاً الحماسة التي رافقت ساعات تلفزيون الواقع أمس. فما ان أطفئت الكاميرات حتى تجدد التشاؤم حيال فرص جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة منزوعة السلاح النووي وتجريد الشمال من ترسانته الصاروخية.



 فبرأي الباحث البارز في شؤون آسيا ميها هريبنيك أن "كوريا الشمالية لا تنوي التخلص من اسلحتها النووية من دون نوع من الضمانات الامنية التي لا تستطيع واشنطن ولا سيول توفيرها". وزادت أن "حملة العلاقات العامة المفاجئة " لكيم ترمي الى انتزاع أكثر تنازلات أمنية واقتصادية ممكنة في مقابل القليل من جانب بيونغ يانغ".

وتتساءل كاثرين ديل، وهي باحثة كبيرة في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي في معهد ميدلبيري للدراسات الدولية في مونتيري: "كم صورة لدينا لكيم وهو في منشأة نووية مبتسماً وسعيداً...إذا بدا الرجل مرحاً فهذا لا يعني أن نواياه صافية أو أنه عاجز عن اطلاق صاروخ مجدداً". وقالت لـ"السي أن أن": "حتى لو كانت نية الرئيسين الحقيقية العمل في اتجاه السلام، كان في القمة الكثير من الابهة، وبمعنى ما كان كيم يمثل"، محذرة من أن "الشيطان يكمن في التفاصيل".



وذكر خبراء بقمم سابقة واتفاقات ايضاً لم تمنع النظام الستاليني من مواصلة برنامجه النووي والصاروخي.

وقال ديفيد ماكسويل، وهو كولونيل متقاعد في القوات الخاصة الأميركية: "ما حصل في بانمونجون مشجع، ولكن علينا أن نبقي اعيننا مفتوحة على طبيعة النظام العائلي لكيم وتاريخه من القمع والتهديدات والاستفزازات والادعاءات المعلنة لتوحيد شبه الجزيرة بقيادة الشمال والتعديات الموثقة لحقوق الانسان والتي ترتكب في حق 25 مليون كوري يعيشون في الشمال".

 وتساءل: هل تستطيع أحداث يوم واحد نغيير طبيعة النظام القمعي لعائلة كيم المستمر منذ سبعة عقود".










حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم