الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

داليدا الشجاعة المكسورة... انتحارها ربما خيار صائب!

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
داليدا الشجاعة المكسورة... انتحارها ربما خيار صائب!
داليدا الشجاعة المكسورة... انتحارها ربما خيار صائب!
A+ A-

ظهرت المغنية العالمية #داليدا في فيلم جديد يحمل اسم "داليدا" (سيناريو وإخراج الكاتبة والمنتجة الفرنسية من أصل مغربي ليزا أزويلو) "عارية" من ضوابط وقيود اجتماعية، لتتحول امرأة كونية تبحث عن الحبّ "على قياسها"، تتوق الى الأمومة كما تراءت لها في حلمها.


يجد المشاهد شيئاً من ذاته في هذا الفيلم، تكاد أن تكون الشخصية مرآة حالنا في الحياة. عكست داليدا شخصية أنثى محكومة بالألم، حاولت أن تعكس روح التمرّد على الواقع الملعون الذي راح يسرق منها الحبيب تلو الآخر من دون استئذان.


اختبرت داليدا ألواناً من الألم. لم تشفها الشهرة من ألم الطفولة، ما زالت تسمع صدى صوت صديقاتها في المدرسة، هن يردّدن كلاماً جارحاً في حقها: "أنت قبيحة جداً، لديك أربعة عيون، إثنتان في وجهك وإثنتان في النظارات الطبية التي تضعينها!".



 


حكمت الحياة على داليدا بحكم مؤبّد هو الألم الوجودي الذي نتج منه البحث عن حب "على قياسها"، مجرّد من المصالح، سوريالي لا وجود له إلا في الأساطير أو المسرحيات التراجيدية. بحثت في رِجالها عن ملامح والدها قبل احتجازه وقضائه أشهراً في السجن لأنه كان إيطاليًا في حين كانت مصر، البلد الذي أقام فيه في مرحلة الحرب العالمية الثانية تحت حماية بريطانيا. رفضت وجه والدها الجديد، ونبذت شخصية الأب الذي تحوّل طاغية وزوجاً عنيفاً يضرب ابنته وابنه من دون رحمة.


لا يختلف شعور الوحدة القاتلة التي عرفتها داليدا في كواليس حياتها عن مفهوم الحب الذي حاول جاك بريل استرداد المعنى الصافي له من خلال أغنية "لا تتركني".



 


طيف نجومية داليدا الخالدة في أغنياتها ظهر واضحاً في هذا الفيلم (يعرض في الصالات المحلية)، الذي تناول قصة حياة مبهرة في ظاهرها، بمأساة لم تنتهِ حتى بعد قرار انتحارها. داليدا امرأة شجاعة في الظاهر ومكسورة في الداخل، أدركت أنها لم تعش كامرأة بل مغنية "تصنع" الأغنيات... رغم الخيبات، فكانت تردد مراراً أنها لم تذق طعم السعادة. انتحارها خيار صائب ربما! أرادت الرحيل لأنها خشيت لعنة القدر، لا بل غدر الزمن الذي لم يرحمها حتى الآن.


 وجسّدت عارضة الأزياء الإيطالية سفيفا آلفيتي (32 عاما) شخصية داليدا، بعدما اختيرت من بين 200 ممثلة رشّحن لتأدية دور المغنية الراحلة.
استغرق العمل على الفيلم أكثر من أربع سنوات تبدلت خلاله عناصر عدة في المشروع، منها الممثلة الرئيسية والزاوية المعتمدة في معالجة القصة ليبصر النور أخيرا في عام 2016.


وفي النسخة الأخيرة المعتمدة للفيلم، اختارت المخرجة معالجة أكثر من زاوية في حياة النجمة الراحلة إيمانا منها بأن الحوادث في حياتها متشابكة من طفولتها في القاهرة إلى علاقتها المضطربة مع والدها، تلك العلاقة التي كان لها الدور المحوري في خياراتها العاطفية لاحقا إلى نجاحها الفني.


ويركز الفيلم على قدرة الفنانة على الإطلالة بصورة النجمة المتألقة أمام جمهورها المتيم بشخصيتها المسرحية التي تنقل الفرح والسعادة والأمل وانكسارها الشخصي كامرأة عرفت كلّ الأحزان وحاولت مواجهة القدر ومعاكسته المستمرة لها.


وتأمل المخرجة وشقيق الراحلة إحياء طيف الفنانة بهذا الفيلم إلى الأبد، والأهم أن يفهم الجمهور دوافع استسلامها لليأس واختيارها الانتحار.


واضطلعت الموسيقى التصويرية في الفيلم بدورها المحوري في دعم الحوادث المعالجة والتي أطلت في صورتها النهائية غير متسلسلة زمنيا.
ومع انتهاء العرض الأول للفيلم في بيروت أمس، قابل الجمهور العمل بالتصفيق مطولا وبعضهم ذرف الدموع تفاعلا مع قصة غير عادية لامرأة غير تقليدية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم