الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

فوتوغرافيات لي ميلير في برلين: من فظائع الحرب إلى فراش هتلر

لور غريّب
فوتوغرافيات لي ميلير في برلين: من فظائع الحرب إلى فراش هتلر
فوتوغرافيات لي ميلير في برلين: من فظائع الحرب إلى فراش هتلر
A+ A-

تعرض الفوتوغرافيات غير المسبوقة للفنانة لي ميلير الاميركية (1907-1977) في مارتن غروبيوس بو، في برلين، إلى 12 حزيران، بعدما عرضت في مصر وعدد من العواصم الاوروبية.
لعبت هذه الفنانة دورا مهماً في حياة الفنان الفوتوغرافي مان راي الذي يعتبر من اهم مصوري عصره في الثلاثينات من القرن الماضي. كانت حبيبته وملهمته لفترة، ولها صور كثيرة منشورة في اهم كاتالوغات الفوتوغرافيات. لم يعرف الناس الدور المهم الذي اضطلعت به ابان الحرب العالمية الثانية حيث صوّرت الغارات الالمانية على لندن وفظائع الحرب والاجرام في مخيمات الموت. المعرض المقام لها في برلين يلقي الضوء على هذه المراحل الموزعة في صالات كبيرة وفق مواضيع معينة حيث ننتقل من "الموديل" الفائق الجمال، الى الحبيبة والملهمة، وفي حالات أخرى ننتقل منها الى فراش هتلر بعد نصف ساعة من اختراق المخبأ حيث كان يلتجئ مع عشيقته ايفا براون.
تعيدنا هذه الصور المذهلة الى ايام موجعة، لكنها تسجل ببراعة فنية وتألق بصري حوادث دراماتيكية تبقى شاهدة على حالات واوضاع ومشاهدات اليمة راسخة في الذهن والعين.
عملت لي ميلير مراسلة صحافية لمجلة "فوغ" الشهيرة وتركت بصمات لامعة في تعاطيها المواضيع المختارة، أياً كانت طبيعتها وخصوصيتها الانسانية او الجمالية او الاجتماعية التي تهم المجتمعات المتقدمة ثقافيا وعلميا. في كل هذه الصور التي نمر امامها بحركة متشابهة، نكتشف إلى فظائع الحروب، اشياء مهمة ومستغربة عن القرن العشرين؛ الموضة، الملابس، الاهتمامات الانية، التحولات في أذواق المجتمعات والثقافات وتياراتها المختلفة.
جالت لي ميلير الدنيا كما يقال وحصدت مئات الصور وحبستها في وحدتها التي اخذت "تنوس" وتقربها من نهاية جد مأسوية. هذا المخزون من الصور الواقعية والمذهلة والسرية كانت ترافق وحدتها وانحدارها وسقوطها في الانغلاق والابتعاد عن الاخرين واللجوء الى الكحول وتخبئة روائعها، وهي شهاداتها الفوتوغرافية التي ابعدتها عن عيون الفضوليين وأبقتها محجوبة عن الانظار إلى ما بعد وفاتها بعدما خبّأتها في سقيفة المنزل (التتخيتة) بعيدا من العيون والعقول.
لا اعرف لماذا كانت هذه النهاية المذلّة لفنانة لامعة التقطت عدستها مشاهدات وشهادات ووثائق بصرية غير مسبوقة، كشفت للانسانية والعالم بعض ما كان يحدث في الخفاء وبالسر من فظائع وفضائح وأعمال إجرامية. المعرض موجع ومفرح في آن واحد، إذ يقول لنا حقائق مخفية، ويرسم لنا طريقا نسلكها إن اردنا خدمة الانسانية.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم