الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

موسيقى - ردّة إنتاجية معاكسة: الأسطوانة القديمة السوداء تعود إلى الدوران

نداء عودة
موسيقى - ردّة إنتاجية معاكسة: الأسطوانة القديمة السوداء تعود إلى الدوران
موسيقى - ردّة إنتاجية معاكسة: الأسطوانة القديمة السوداء تعود إلى الدوران
A+ A-

الاختيار الصحيح في الموسيقى كان غاية سليم بسال منذ دخوله مجال الإنتاج والتوزيع الموسيقي، و"Right track" كانت الملاذ لعشاق أرقى الخيارات الموسيقية التي يقدمها إلى المستمع اللبناني.


بعد سنوات من الجهد لدعم أهم موسيقات وفناني لبنان والعالم، ها هو عاشق الموسيقى سليم بسال ينضم إلى اتجاه تغييري في الإنتاج الموسيقي، ويعود إلى الأسطوانة القديمة بما فيها من قيمة فنية وسمعية وتقنية في إنجاز لبناني ينضمّ إلى تيار عالمي يعيد الاعتبار الى الموسيقى الراقية وإلى أساليب إنتاجها.
ماذا عن علاقتك بالموسيقى من البداية حتى عملك في الإنتاج والتوزيع؟
- أعشق الموسيقى منذ طفولتي. بدأت عازف أكورديون وبيانو، بعد ذلك اتجهت إلى الإنتاج والتوزيع الموسيقي مدة تسعة وعشرين عاماً أسست بعدها "Right track". كل الإنتاجات لم تكن للتجارة وهو الخط التي تسير فيه الشركة.
تقدم أعمالا متنوّعة من لبنان أو العالم فما هي معايير خياراتك الموسيقية؟
- في إنتاجاتنا أو توزيعنا نتعامل مع الموسيقى ذات القيمة سواء في توكيلاتنا مع شركات نمثلها أو مع فنانين عالميين أو لبنانيين وعرب. وهكذا قدمنا أعمالا ذات مستوى عال لتريو جبران مثلاً وإيمان حمصي وجاهدة وهبي وريما خشيش وعازف البيانو الشهير بيير نيكولاييف وكريمة نايت وأنطوني خوري وفرقة أدونيس اللبنانية وغبريال عبد النور ومالك اليمن وإياد كنعان وكارول عون وغيرهم.
وكيف بدأ مشروع العودة إلى الأسطوانة القديمة السوداء المعروفة باسم "Vinyle"؟
- من نحو عام برز اتجاه عالمي نحو الأسطوانات القديمة لأن من الصعب نسخها. المسألة، من حيث المبدأ، إنتاجية لأن مبيع قرص الـCD في هبوط مستمر بسبب الإنترنت، لذا بدأ بعض الشركات والفنانين يتجهون نحو الأسطوانة القديمة، وفضلاً عن محاولة تعويض الخسارة ثمة موضوع تقني، فالديجتال كلما كان مضغوطاً قلّت جودة الصوت.
أنتجت ثلاث أسطوانات للسيدة فيروز، ماذا عنها؟
- فكرت في العمل على ريبيرتوار عربي وتحويله إلى أسطوانات قديمة وإعادة نشره على مستوى العالم ليكتشفه جمهور جديد. فأصدرنا، بداية، ثلاث أسطوانات للسيدة فيروز: "القدس في البال"، "لبنان الحقيقي جايي"، وحفلة السيدة فيروز في مسرح الأولمبيا في باريس. وبعد أسبوعين ستصدر "نزل السرور" لزياد الرحباني و"إلى عاصي"، وثمة عشر أسطوانات قيد الطباعة.
بدأتم بأعمال السيدة فيروز، فما الأعمال المقبلة وكيف تمّ اختيارها؟
- وقعنا حقوق كاتالوغات واسعة تضم أسطوانات للفنانين الرواد مثل وديع الصافي وصباح، وأعمالا لزياد الرحباني أيضاً. عملنا على ترميم التسجيل الصوتي للأعمال القديمة وكذلك الأغلفة التي تركناها في صيغتها القديمة مع ترميم ما لحق بالصور والكتابات نتيجة ما أصاب طباعتها بفعل الزمن.
هل هذه الردّة إلى الأسطوانة هي إعادة اعتبار لحماية الإنتاج الموسيقي عبر العالم؟
- بالطبع، لكنها في الوقت نفسه إعادة اعتبار للإنتاجات الموسيقية الراقية، إذ لا نختار سوى نخبة الأعمال لإعادة إصدارها على أسطوانات قديمة.
ما الخطوات التي أوصلتك إلى الأسطوانة القديمة، وماذا عن الناحية التقنية والتكلفة المالية؟
- وقعنا عقود حقوق إعادة الطباعة مع أصحاب هذه الحقوق ودفعنا ثمنها. أولى الشركات التي تعاقدنا معها كانت "صوت الشرق". تطلب الأمر ثمانية أشهر من العمل مع متخصصين إذ للأسطوانة القديمة شروط مختلفة عن الديجيتال، والمواد التي كانت مسجلة عملنا على تنقيتها لتتطابق مع مواصفات التكنولوجيا الحديثة، وما ستسمعينه لا يحتاج الى أيّ تعديل صوتي من "بايس" أو "تريبل"، وجاءت النتيجة مذهلة.
وانطلاقاً من هذه النتيجة تمّ إختياركم للتعاون مع أحد المصانع في فرنسا؟
- بالفعل، فقد اتصل بنا أحد المصانع في فرنسا وسلمناه الإنتاج الجديد ليطبعوه بأعلى المواصفات، وقد حصلنا على الأسطوانة التي أصبحت متوافرة في متاجر الموسيقى في لبنان والعالم.
معظم الناس تخلوا عن أجهزتهم القديمة لتشغيل الأسطوانات، ومن لا يزال يحتفظ بها فمن باب الديكور لأن معظمها لم يعد يعمل، فهل التكلفة باهظة على من يريد التحول إلى نظام التشغيل هذا؟
- الجهاز القديم يمكن إعادة تأهيله، وثمة أجهزة حديثة بمواصفات مميزة منها إمكان وصله بالكومبيوتر، لكن يبقى الجهاز القديم هو الأفضل.
هل تعتبر أنك حققت حلمك الكبير بالموسيقى؟
- بالفعل، فقد حققت حلم إيصال الموسيقى إلى العالم، وأتحت الفرصة لأولادنا للتعرف الى الأعمال الخالدة التي تعكس قيمنا الجمالية التي تتراجع أمام نمط الحياة السريع.
هل هذه الردّة الإنتاجية المعاكسة في العالم ستتيح، برأيك، بروز فنّ وفنانين جادين؟
- إن كنا لا نستطيع منافسة الكمّ الهائل من المال الذي يصرف على الإنتاجات السائدة، فإننا بالتأكيد قد تركنا بصمتنا، والدليل التقدير العالمي لفنانين لبنانيين عبر العالم مثل جاهدة وهبي وريما خشيش وتانيا صالح وغادة شبير وفاديا طنب الحاج وأمال طنب ورونزا وأسماء أخرى.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم