"الفارس" للرحابنة: رسالة سلام من دبي الى العالم
"مسرحية "الفارس" رسالة سلام من دبي إلى العالم". بهذه العبارة يختصر الفنان مروان الرحباني العمل المسرحي الغنائي الجديد الذي يتميز هذا العام بأن أشعاره من توقيع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بعضها باللهجة الإماراتية المحكية والبعض الآخر قصائد بالفصحى تحمل مضامين وجدانية فيها الشهامة والمروءة والكرم والحب.
"الفارس" لا تروي حكاية شخصية معروفة. فبطلها، بحسب غدي الرحباني، شخصية إفتراضية تحلم ببناء مدينة فاضلة "مدينة من لا شيء ليصير فيها ناس وعدالة وتجارة وفنون". لكن الفارس تعترضه عقبات عديدة من صنع بعض الحاقدين، منها خطف حبيبته "شموس". هل تتحقق المدينة الحلم؟ سؤال سنعرف جوابه في هذه المسرحية الغنائية التي تُعرض أيام 6 و7 و8 و9 كانون الثاني في دبي من إنتاج Brand Dubai "الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي".
الجديد في المسرحية، بحسب مروان الرحباني، أنها تتألف من فصل واحد مدته نحو 75 دقيقة، مما فرض ترتيبات مختلفة في التجيهزات. كما أن السينما حاضرة فيها هذه المرة أكثر من أي وقت مضى، والإخراج تطلب أسلوباً مختلفاً نظراً إلى ضخامة العمل.
"أي إنسان ممكن أن يكون فارسا" يقول مروان، ليتابع غدي: "المسرحية إفتراضية لا تنتمي إلى مكان وزمان معيّنين، والإسقاطات رمزية. المُشاهد سيتابع عملاً مختلفاً بألحانه لأن التلحين سيتمّ على اللهجة الإماراتية، غير أن التجانس الذي وُلد يجعلنا أمام عمل أوبرالي.
لا يكتم مروان الرحباني فرحته بأنّ ثمة من لا يزال يفكر بهذا الفن الراقي رغم الظروف التي تمرّ فيها البلاد العربية، منوّهاً بالصور الشعرية في قصائد الشيخ محمد بن راشد التي جاءت في خدمة الكلمة.
"الفارس" هي المسرحية الثالثة التي تقدم في دبي بالفصحى بعد "المتنبي" و"زنوبيا"، لكن الأمر هذه المرة مختلف، لأن حكومة دبي ستكون عرّابة هذا العمل. "هدفنا، يقول مروان، أن نقدم العمل، بعد دبي، على مسارح عالمية وعربية عدة لأن الفارس هو حلم كل إنسان".
الفنان غسان صليبا الذي يجسد شخصية "الفارس" يرى الدور هذه المرة مختلفاً من ناحية اللهجة التي تدرب عليها حتى أتقنها "صار عندي عشق لهاللهجة خصوصاً في إلقاء الشعر". يعود صليبا إلى المسرح في العمل رقم 15 "هيدا المكان حبي الأول والأخير وملعبي اللي بعشقه وبلاقي حالي بهالفن المتقن الراقي"، لذلك فضل المسرح على الدراما التلفزيونية في هذه المرحلة. العمل، بحسب رأيه، متكامل بين الشعر والموسيقى والإستعراض والمشهدية. أما الحلم الذي يحمله الفارس فعظيم وأمنية كل مواطن عربي. ما يختلف في هذا الدور هو خصوصية اللهجة والأداء الدرامي الغنائي والتقنية الجديدة. أما عن وقوفه أمام الفنانة الإماراتية بلقيس في أول دور تمثيلي لها، فأكد أن حضورها لطيف ولديها رغبة كبيرة في التطور تتبلور يوماً بعد يوم.
الفنانة الإماراتية بلقيس في دور "شموس" تعيش تجربتها التمثيلية الأولى، وقد أفرحها الإتصال الأول الذي تلقته من مروان الرحباني الذي دعاها فيه الى بطولة المسرحية، فوافقت بلا تردد لأن هذا الحلم كانت تعيشه حتى قبل أن تقرأ النص. "مشاركتي مع الرحابنة نقطة تحوّل، تقول. يكفي أن أتمرّن على أيديهم فهم أصحاب خبرة عالية". تلعب بلقيس دور "شموس" وهي شخصية رومانسية لديها انتماء كبير للوطن "أحلامها متل كل البنات إنو تتزوج حبيبا. العمل يحمل رسالة إنسانية مؤثرة".
الممثل نزيه يوسف يلعب دور "غيران" الذي هو في نظره من أهم الأدوار المركبة في المسرحية، ويمثل الحاقد "إسمو على كسمو ما بيحب يشوف حدا ناجح، يعني معقّد وبدو ينتقم ويقضي على كل شي جيد". يوسف يعبر عن سعادته بهذه العودة في المسرحية رقم 13 مع الرحابنة، ويرى أن العمل سيلقى صدى طيبا في الوطن العربي لأن مضامينه غنية.
الممثل القدير جهاد الأطرش يعبر عن فرحته الكبيرة بالمسرحية ويرى فيها عودة الوهج المسرحي الذي عاشه لبنان حتى أيام الحرب. اللافت في هذا العمل، بحسب رأيه، هو التركيز على الإزدهار والثقافة ومحاربة الظلم "طلو الرحابنة بهالعمل الكبير بالمضمون وبالعودة إلى الفصحى اللي أصبح إعتمادها شبه نادر بإستثناء الأعمال التاريخية"، معتبرا أن الرحابنة برعوا هذه المرة في الجمع بين الفصحى واللهجة الإماراتية المحكية الأمر الذي ولّد تناغما لطيفا.
يلعب الأطرش في المسرحية دور "الحكيم" الذي يوجه الفارس ويقدم إليه النصائح والإرشادات لبناء هذا الحلم، في تلميح إلى ضرورة العودة إلى المعرفة "هيدا الحلم اللي تحقق بالإمارات ونحن ما زلنا ننتظره ولكن يكفي أن نعيش الحلم على المسرح".
"الفارس"
قصة وسيناريو: مروان الرحباني ومؤيد الشيباني.
تأليف موسيقي: مروان، غدي وأسامة الرحباني.
إشراف وإخراج: مروان الرحباني.
ديكور: بيار عبود.
تصميم الرقص: سامي الحاج ومساعدة دانيال الرحباني.
تصميم الملابس: بابو لحود.
تعرض في دبي بتاريخ 6 و7 و8 و9 كانون الثاني.