الخميس - 09 أيار 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - المياه والسلام الصعب في الشرق الاوسط

المصدر: أرشيف "النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - المياه والسلام الصعب في الشرق الاوسط
أرشيف "النهار" - المياه والسلام الصعب في الشرق الاوسط
A+ A-
اذا كان النفط ابرز الحاجات الحيوية والموارد الطبيعية في العالم طوال العقود الماضية، والمبرر لمجموعة حروب ونزاعات لم تقتصر نارها على منابعه في الشرق الاوسط، بل امتدت لتشمل في تأثيراتها مختلف مناطق العالم، فان المياه تبدو اليوم مرشحة لان تكون ابرز الحاجات الحيوية لدول العالم، بعدما برزت بدائل جديدة للطاقة النفطية، وهي مرشحة في الشرق الاوسط لان تكون مدخلا الى السلام او الى الحرب نظرا لطبيعة الصراع في المنطقة، وقياسا على التزايد المطرد في عدد السكان وتوسّع مخططات التنمية لتلبية الحاجات الغذائية والحياتية في طبيعة جغرافية ومناخية تفتقد وفرة المياه، بل تتخوف من ندرتها. ومع تزايد الحاجة الى المياه وندرة الموارد في الشرق الاوسط، فان هذه القضية بدأت تتحول بسرعة موضوعا شائكاً ينطلق من مبدأ تقاسم المياه واستغلالها ليصل الى حد العمل للسيطرة على الموارد مباشرة تحت شعار "الامن الغذائي او الانمائي"، او تحت شعار ضبط العلاقة المائية في استراتيجية متكاملة للشرق الاوسط مبنية على النظام الاقليمي الذي قد تنتجه المحادثات الثنائية او المتعددة الطرف حول الصراع العربي - الاسرائيلي في الشرق الاوسط. ولان المياه كانت تاريخيا سببا لمجموعة حروب في التاريخ القديم والحديث، فان المياه في الشرق الاوسط بصورة خاصة كانت ولا تزال احدى العقد المستعصية منذ خمسين عاما وحتى اليوم، وهي مرشحة لان تتحول الى ابرز المواضيع في ارساء السلام اذا تم التوصل اليه او الانكفاء نحو الحرب على المنابع والانهار والاقنية وحتى اساليب الجر والتوزيع على دول المنطقة. ولان موضوع المياه في الشرق الاوسط ليس جديدا على متتبعي التطورات السياسية في المنطقة منذ مطلع هذا القرن، فقد رأينا ان نتناول هذا الموضوع في ضوء التطورات الجديدة وما ينظر اليه المحلل السياسي كحدث متوقع قد يؤدي الى تأثيرات كبيرة على المنطقة بصورة عامة، وعلى لبنان بصورة خاصة. ان هذا الموضوع لا يزال مجهولا نسبيا لدى الرأي العام العربي واللبناني بصورة خاصة. وهو لا يجد قوى ضاغطة من اجل معالجته حفاظا على الموارد المائية في وجه الاطماع الاسرائيلية، وفي وجه ما يرسم من اطار اقليمي هدفه المعلن التعاون في اطار السلام، وتفاصيله المبطنة استغلال الموارد او اقتسامها وفق اسس لا تراعي حاجات الانماء الوطني ولا تأخذ في الاعتبار السيادة الحقيقية على الثروات الوطنية واولوية استغلالها في سبيل مصلحة الوطن. ولعل ابرز الهواجس اللبنانية في اطار التفاوض الثنائي مع اسرائيل هو المدى الذي قد تحاول اسرائيل الوصول اليه في تحديد اتفاقات للتعاون تكون ترجمة لانهاء حال الحرب ودخول النظام الاقليمي من بابه الواسع. وابرز هذه الهواجس ما يتعلق بالواقع الاقتصادي والمالي والسياحي في لبنان، وما يتعلق بصورة خاصة في الموارد المائية اللبنانية التي لم تنفع كل التطمينات الاميركية والدولية في نزعها، والتي لم تنجح الاتفاقات الاسرائيلية مع كل من مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية والاردن في اقناع المسؤولين اللبنانيين بعدم وجود مطامع اسرائيلية بالمياه اللبنانية. والواضح حتى هذه اللحظة ان اسرائيل تمكنت من خلال الاتفاق المنفرد مع كل من منظمة التحرير والاردن من احكام قبضتها على الموارد المائية المتعلقة بحوض نهر الاردن وما يعنيه هذا من تقاسم للمياه يعطي الاولوية بالمطلق لاسرائيل، ويحدد للاردن جوانب جزئية من استغلال مياه...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم