الخميس - 09 أيار 2024

إعلان

ماذا تعرفون عن المتحف العسكري للجيش اللبناني ونصب أمل السلام؟

جاد محيدلي
ماذا تعرفون عن المتحف العسكري للجيش اللبناني ونصب أمل السلام؟
ماذا تعرفون عن المتحف العسكري للجيش اللبناني ونصب أمل السلام؟
A+ A-

هل سمعتم يوماً بالمتحف العسكري أو قمتم بزيارته؟ يقع المتحف المكرس للحفاظ على التحف العسكرية اللبنانية القديمة في مقر وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، جنوب شرق بيروت، وبدأت فكرة إقامته بُعيد الاستقلال وتسلّم الوحدات العسكرية اللبنانية التي كانت ضمن جيش الانتداب الفرنسي في سوريا ولبنان، من قبل السلطات الوطنية اللبنانية في الأول من شهر آب عام 1945. وبعد جلاء الجيوش الأجنبية عن لبنان، فكرت قيادة الجيش اللبناني في ذلك الوقت بانشاء لجنة تعنى بكتابة تاريخ الجيش اللبناني وحفظ تراثه، وذلك منذ العام 1947. ومنذ العام 1948 بدأت قيادة الجيش بتجميع بعض المعدات والأسلحة والألبسة العسكرية القديمة في مكان واحد.

المكان لا يبعد سوى أمتار قليلة عن المدخل الرئيسي لمبنى وزارة الدفاع الوطني. الصورة أقرب إلى شبه جزيرة فنية. ساحة مفترشة باللونين الأخضر والبني، يشغل أحد أطرافها برج شاهق بطبقاته الثماني المؤللة أملاً بالسلام، فيما تنبسط الأرض في الجهة المقابلة أمام هيبة شعارات ألوية الجيش الممتدة بشكل نصف دائري محتضنة رمز شهدائها تخليداً. البرج الذي نتحدث عنه هنا ليس سوى "نصب أمل السلام" الذي صممه وقدمه الفنان آرمان تجسيداً للسلام الوطني في لبنان، بمناسبة اليوبيل الذهبي للجيش اللبناني في 1995/8/2.

وما يقابله في الجهة الثانية عبارة عن "نصب الخالدين" الذي أزيح الستار عنه في 1996/11/22، تخليداً لشهداء الجيش اللبناني.

أما بالنسبة إلى المتحف العسكري، فهو مكان يلفه التاريخ، تاريخ كُتب بدماء لم يعرف أصحابها سوى الولاء لوطن واحد. الرئيس الراحل اللواء فؤاد شهاب أول المرحبين بالزائرين، إذا ما بدأوا رحلتهم يميناً.. صورته الكبيرة بالأسود والأبيض ترمي بظلالها فوق الخزانة الخشبية التي تحتضن بزته العسكرية المليئة بأوسمة الشرف، وإلى جانبها بندقيته فرنسية الصنع (عيار 7.5 ملم) وسيفه، بالإضافة إلى باقي الأعتدة العسكرية الخاصة به.

أما بالنسبة لما يضمه المتحف، فبالتأكيد هناك الأسلحة القديمة التي تنشّط ذاكرة الزائر لتعيده إلى أزمنة لم يعرف عنها سوى ما قرأه في كتب التاريخ..السيوف والفؤوس تزيّن الجدران، أما البنادق فتأخذ حيزاً كبيراً، بعضها كان يعمل بواسطة حجر الصوّان، وأخرى يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر استعمل بعضها أيام نابوليون الثالث، ونقش على بعضها الآخر كلمة "محمد علي باشا" ، فيما زركشت أخرى بزخرفات دمشقية، وجميعها تعمل بواسطة" الكبسول". بنادق شاركت في الحربين العالميتين، وغيرها من تلك التي تطورت لتصبح في ما بعد أوتوماتيكية.

الصور واللوحات لها مكانها أيضاً في الداخل. فهناك مثلاً صور للضابط طالب حبيش وهو أول ضابط لبناني في عهد السلطة العثمانية، يظهر بطربوشه ولباسه العسكري من خلال لوحة زيتية. بالإضافة مثلاً الى صور  لفوج الخيالة لسنة 1937 أو لعرض عسكري قديم أو للحظة رفع علم لبنان في عهد الإستقلال.

التاريخ لا يتوقف في المتحف.. فباستطاعة الزائر أيضاً الاطلاع على وثائق تاريخية مثل الوثيقة الموقعة من 41 ضابطاً لبنانياً بناءً على اقتراح من النقيب جميل لحود "اللواء لحود" والتي بموجبها قرر الضباط أن لا يخدموا إلا في ظلال العلم الوطني، محفورة على الخشب. 
وتستمر النصوص المشرفة عارضة البطولات، ومنها نص عن معركة المالكية حين نجح مجاهدون لبنانيون وسوريون وعراقيون بمشاركة متطوعين يوغوسلافيين، بتاريخ 15/16 أيار 1948 في طرد الإسرائيليين من المالكية. كذلك لا يخلو المتحف من الهدايا والدروع التذكارية وشهادات التقدير المقدمة إلى الجيش اللبناني عربوناً للعطاءات المستمرة.  

المتحف العسكري في لبنان بوابة تاريخية مفتوحة على مصراعيها، تستقبل كل راغب في إنعاش ذاكرته الوطنية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم