الخميس - 09 أيار 2024

إعلان

مرشح ترامب للمحكمة العليا متهم بمحاولة اغتصاب

هشام ملحم
هشام ملحم
مرشح ترامب للمحكمة العليا متهم بمحاولة اغتصاب
مرشح ترامب للمحكمة العليا متهم بمحاولة اغتصاب
A+ A-

قبل 50 يوماً من الانتخابات النصفية، ووقت تدهورت شعبية الرئيس دونالد ترامب الى 36 في المئة وفقا لآخر استطلاعات الرأي، التي تظهر ايضاً تخلي الناخبين المستقلين عنه، واجه ترامب في الايام الاخيرة تحدياً جديداً يمكن ان يؤثر على مستقبل القاضي بريت كافانو الذي رشحه الرئيس لعضوية المحكمة العليا.

ويرى ترامب وانصاره ان أهم ما يمكن ان يحققه خلال ولايته هو تعيين قضاة محافظين مثل كافانو في المحكمة العليا نظراً الى نفوذ هذه المحكمة في الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد.

وفور انتهاء اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ من جلسات الاستماع الى كافانو والتي تناولت طوال اسبوع مواقفه وطروحاته، فضلاً عن خلفيته وسيرته الشخصية، برزت اخبار أولية عن تصرفات قديمة للقاضي تتعلق بشربه المفرط للكحول خلال سني المراهقة، واتهامه بالتحرش الجنسي بفتاة قاصرة قبل نحو 30 سنة.

وسارع كافانو الى اصدار نفي قاطع لتهمة التحرش الجنسي، ودعمه البيت الابيض بقوة، خصوصاً ان التهمة كانت مبهمة ودونما معلومات عن هوية المتهم. وكانت السناتور دايان فاينستاين كبيرة الديموقراطيين في اللجنة قد تلقت رسالة من امرأة تقول فيها إن كافانو حاول اغتصابها عندما كانت في الخامسة عشرة، وكان هو في السابعة عشرة. لكن المرأة، وهي الان أكاديمية وعمرها 51 سنة، اختارت عدم كشف هويتها. إلا أن مضمون الرسالة بدأ يتسرب تدريجاً الى بعض المطبوعات، وحين اقترب الصحافيون من معرفة كاتبة الرسالة، قررت ان تكشف هي هويتها، خصوصاً انها كانت على اتصال خلال الاشهر الاخيرة مع صحيفة "الواشنطن بوست".

والاحد، روت كريستين فورد ان كافانو، خلال حفلة لبعض المراهقين في منزل بضواحي واشنطن، ارغمها مع صديق له وكانا في حال سكر، على دخول غرفة واغلقا الباب، وبعدما رفعا صوت الموسيقى، دفعها كافانو الى السرير وحاول تعريتها. وعندما بدأت تصرخ وضع يده على فمها، واعتقدت لفترة انه يمكن ان يخنقها. وحين قفز صديق كافانو عليهما وهما يتصارعان فوق السرير، سنحت لها الفرصة للهرب من الغرفة. وقد أبقت كريستين فورد هذه التجربة المرّة التي عذبتها كل هذه السنوات لنفسها حتى عام 2012 حين أعلمت بها زوجها، ولاحقا ناقشت التجربة مع طبيب نفسي.

وشكلت الاتهامات صدمة كبيرة للبيت الابيض وكافانو ومؤيديه في اللجنة القضائية التي كان يفترض ان تصوت الخميس على تعيينه. وصباح الاثنين قالت محامية كريستين فورد انها مستعدة للمثول أمام اللجنة، وكذلك فعل القاضي كافانو مدعياً انه لا يعرف صاحبة العلاقة. وفجأة وجد الاميركيون أنفسهم يستعيدون حدثاً مماثلاً شهدته البلاد عام 1991، حين اتهمت المحامية أنيتا هيل، القاضي كلارنس توماس الذي رشحه الرئيس جورج بوش الاب لعضوية المحكمة العليا، بتهمة التحرش الجنسي بها. وهزت شهادة أنيتا هيل واشنطن، وعمّقت الخلافات بين الحزبين في الكونغرس، وأثارت جدلاً حاداً وشرساً في المجتمع بين مؤيدي توماس ومؤيدي هيل، وأثار استياء شريحة واسعة من النساء، وخصوصا بعد المصادقة على ترشيح توماس.

ووجهت اتهامات كريستين فورد للقاضي كافانو في مرحلة، تغيرت خلالها مقاييس التعامل مع التحرش الجنسي، حيث هناك حساسية جديدة في التعامل مع مثل هذه الاتهامات، وهذا ما يفسر الدعوات لاعطاء كريستين فورد الفرصة لشرح قضيتها. وسارع عدد من اعضاء اللجنة من الديموقراطيين الى المطالبة بالاستماع الى كريستين فورد، وتبعهم السناتور الجمهوري جيف فلايك عضو اللجنة القضائية. ويستطيع السناتور فلايك وحده عرقلة قرار اللجنة لأنه واحد من 11 عضواً جمهورياً، مقابل 10 اعضاء ديموقراطيين.

هذه التطورات، يمكن ان تؤخر بت مصير القاضي كافانو، بما في ذلك سحب ترشيحه، ويعتقد ان اتهام كافانو بمحاولة اغتصاب، حتى عندما كان مراهقاً، يمكن ان تكون من المسائل التي ستضر بالحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية. وتظهر الاستطلاعات ان فرص فوز الديموقراطيين بالغالبية في مجلس النواب قد ازدادت في الاسابيع الاخيرة، كما تحسنت فرصهم بعض الشيء في استعادة السيطرة على مجلس الشيوخ. وجاءت الاتهامات للقاضي كافانو، بعد قبول بول مانافورت المدير السابق لحملة ترامب الرئاسية بالتعاون مع المحقق الخاص روبرت مولر الذي يحقق في التدخل الروسي في الانتخابات، وهو تطور يعتبر نكسة قضائية كبيرة لترامب. وهذه التطورات السلبية ابقت ترامب بعيداً من الانظار أكثر من يومين. الاسبوع الماضي كان اسبوعاً سيئاً للرئيس الاميركي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم