الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

المياه في لبنان: واقعها ومستقبلها

المصدر: "النهار"
Bookmark
المياه في لبنان: واقعها ومستقبلها
المياه في لبنان: واقعها ومستقبلها
A+ A-
قرأت في "قضايا النهار" 6/8/1996 مقالا بعنوان "المياه في لبنان - واقعها ومستقبلها" كتبه السيد عبد السلام عمقية (خبير في شؤون المياه)، وقد لفت انتباهي هذا المقال لكونه يتعلق بالثروة المائية في لبنان وهي ضمن الملفات التي سيتم بحثها عند البدء بمفاوضات السلام القادمة، وثانيا للمغالطات التي وردت فيه وللاستنتاج الخاطئ الذي توصل اليه الكاتب بقوله "وبعد، هل يستطيع لبنان تصدير مياهه كما يروج البعض؟". ولكي يتمكن المواطن اللبناني من الالمام بحقائق الامور في ما يتعلق بأهم ثروة وطنية يملكها لبنان نطرح ما يأتي: يعاني المواطن اللبناني، منذ اكثر من ربع قرن، ازمة مائية خانقة تشتد عاما بعد عام، ومن يقرأ عنوان مقال السيد عمقية يظن ولو لبرهة قصيرة، انه سوف يطالع مقالا يشبع نهمه عن الثروة المائية في لبنان من سطحية وجوفية، يتضمن معلومات عن مختلف الاحواض المائية وكمية المياه المتوافرة فيها خلال فصلي الغزارة والشحائح، وعن الاوضاع المائية - الجيولوجية او الهيروجيولوجية لكل حوض وخصائص كل منه، غير انه سرعان ما تتبخر آمال القارئ بعد قراءته المقال ويجد ان المعلومات التي يتضمنها هي من العموميات التي لم تعد تصلح للتعاطي مع هذا الموضوع الحيوي، فضلا عن الاخطاء والمغالطات التي لا يجوز التغاضي عنها. اولاً: اشار المقال الى " ان اهم الينابيع في لبنان هي قاديشا في الشمال، افقا وجعيتا في كسروان، الباروك في الشوف والطاسة وعين الزرقا في الجنوب". وهذا مخالف للواقع حيث كان ينبغي على الكاتب ان يقول "ان بعض اهم الينابيع..." وتوضيحا للحقيقة واستنادا الى قياسات وكيول قامت بها الاجهزة المختصة في لبنان، اورد ادناه جدولا باسماء اهم الينابيع في لبنان والحوض المائي الذي تقع فيه والمعدل السنوي لتصريف كل نبع ونوع الطبقات الجيولوجية التي يتغذى منها. والجدير ذكره ان المقال لم يأت على ذكر "عين الزرقا" التي تغذي نهر العاصي والتي هي من دون منازع من اهم الينابيع اللبنانية واغزرها. اما الينابيع التي اتى على ذكرها فقد تم الاشارة اليها بوضع دائرة حول الرقم العائد اليها في الجدول ادناه. بالمقارنة مع الينابيع الاخرى التي تم ترتيبها بحسب تصريفها السنوي. ثانيا: يتطرق التقرير الى الانهار اللبنانية فيقول: "اما الانهار فكلنا يعرفها وهي: النهر الكبير، البارد، قاديشا، الجوز، ابراهيم، الكلب، بيروت، الدامور، الاولي، الزهراني، العاصي، الليطاني والحاصباني". يتضح مما تقدم ان كاتب المقال وقع في الاخطاء الآتية: 1- لم يشر الى نهر ابو علي، وما نهر قاديشا، الذي اتى على ذكره سوى رافد من روافد نهر ابو علي. 2- لم يشر الى الانهر الآتية: اسطوان، عرقا، سينيق. ثالثا: تطرق المقال الى المياه الجوفية، فاشار الى "انه في لبنان مياه مخزونة في باطن الارض لا نستطيع الوصول اليها الا اذا حفرنا الآبار الارتوازية" (؟). ان ما اتى الكاتب على ذكره هي معلومات يعرفها عامة الشعب في لبنان، وهي لا تسمن ولا تغني من جوع. فهل يجوز ان نعالج موضوع المياه الجوفية بمثل هذه السطحية والاعتباطية؟ فاين الدراسات التي قام بها مشروع دراسة المياه الجوفية في لبنان والتي استمرت لمدة خمس سنوات وشارك فيها نخبة من اهم الخبراء العالميين في حقل الجيولوجيا والهيدروجيولوجيا، ومنهم الجيولوجي الراحل لويس دوبرتريه، الذي قام بوضع الخرائط الجيولوجية في لبنان وسوريا وفلسطين، والمهندس الفرنسي لويس مولار، مدير المشروع، والمهندسان اليوغوسلافيان الاختصاصان بعلم الهيدروجيولوجيا الكارستيه، ماتيا باكتيش وبوريس مياتوفيتش والمهندس الاميركي دايفيد تود، والذي يعتبر من اشهر المهندسين بعلم الهيدرولوجيا في الولايات المتحدة، وغيرهم الكثير من كبار الاختصاصيين بحقل الهيدروجيولوجيا؟ والدراسات التي قام بها المشروع والذي شارك فيها جيولوجيون ومهندسون لبنانيون كانت مفصلة وشملت الطبقات الجيولوجية المنتشرة في لبنان بالاضافة الى احصاء شامل لجميع الآبار والينابيع وحفر عشرات الآبار في مختلف المناطق اللبنانية وتجارب الضخ التي اجريت لهذه الآبار، ووضع خرائط هيدروجيولوجية لمختلف الاحواض المائية بعد الاخذ في الاعتبار كمية المتساقطات فوق هذه الاحواض لتحديد كمية المياه التي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم