الخميس - 09 أيار 2024

إعلان

سليم حسين هادي ضحية جديدة للرصاص المتفلّت والطائش من عين الحلوة إلى حارة صيدا

المصدر: صيدا- النهار
سليم حسين هادي ضحية جديدة للرصاص المتفلّت والطائش من عين الحلوة إلى حارة صيدا
سليم حسين هادي ضحية جديدة للرصاص المتفلّت والطائش من عين الحلوة إلى حارة صيدا
A+ A-

صيدا - أحمد منتش: 

على واجهة أحد المحال التجارية في الشارع التحتاني داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينين في صيدا، وضع صاحب المحل صورة للكاتب الأميركي الساخر مارك توين مع عبارة أو قول مأثور وساخر له يقول: "مثل حفاظات الأطفال يجب تغييرهم باستمرار ولنفس الأسباب". لم يخبرنا توين مَن المقصود تحديداً بكلامه. إلا أن صاحب المحل الذي ينتمي كما زوجته إلى تنظيم فلسطيني "يساري" يجزم أن المقصود هم القيادات التي يفترض فيها قبل أي شيء آخر أن تتحمل مسؤولياتها، ولأن قياداتنا المسؤولة أثبتت أنها عاجزة كلياً عن تحمّل أي مسؤولية تجاه الناس وفشلت في معالجة أبسط الأمور المتعلقة بحياتنا اليومية، اخترت هذا الشعار لمارك توين.

ما شهده مخيم عين الحلوة، خصوصاً بعد انسحاب القوات الاسرائيلية وتحرير منطقة صيدا العام 1985، من اقتتال فلسطيني ــ فلسطيني داخلي واقتتال لبناني وفلسطيني، ومن حوادث فردية وإطلاق نار بشكل عشوائي، كل ذلك سبّب دماراً كبيراً وهائلاً وسقوط العديد من القتلى والمصابين يكاد يفوق بكثير ما سبّبه العدو الإسرائيلي الأول للفلسطينين داخل عين الحلوة منذ أكثر من عقدين من الزمن.

كثيرة هي القرارات التي اتخذتها القيادات الفلسطينية على اختلاف توجهاتها الوطنية والاسلامية منذ سنوات طويلة، حول منع إطلاق النار بشكل عشوائي خلال حفلات الزواج أو مناسبات الفرح أو الحزن ومعاقبة أي شخص يقدم على إطلاق النار. إلا أن عادة إطلاق النار ظلت قائمة، وكأنها من الثوابت الوطنية الفلسطينية، إما لعدم محاسبة أحد، أو لأن من يطلقون النار تتوافر لهم غطاءات سياسية وأمنية.

سليم حسين هادي ضحية الرصاص الطائش من عين الحلوة

نتيجة هذا الواقع السائد والمتفلت داخل مخيم عين الحلوة، بسبب عجز القيادات عن تحمل مسؤولياتها، أو بالأحرى غيابها عن هموم ومشاكل المخيم، حيث بات معظمها يقيم في فيلات أو شقق فاخرة خارج المخيم، تسبّب الرصاص الطائش خلال حفلة زفاف أقيمت في محلة البركسات مكان تواجد معظم مقرات قيادة حركة فتح والأمن الوطني، بإصابة الفتى سليم هادي ابن الـ 17 عاماً من مواليد وسكان صيدا (حي رجال الأربعين) والذي جاء مع عائلته من إحدى دول الخليج لقضاء عطلة الصيف، الذي كان أثناء إصابته في منزل جده في حارة صيدا يمارس السباحة داخل حوض خاص.

 ويقول ابن عمه انه سمع صوتاً غريباً داخل المسبح قبل أن يلاحظ بقعاً من الدماء تختلط مع مياه المسبح. وعلى الفور جرى نقل الفتى إلى مركز لبيب الطبي وأُدخل غرفة العناية الفائقة، وبعد مرور 48 ساعة فارق الحياة لأن الرصاصة أصابت دماغه. وساد العائلة حزن شديد لم يتمكن من خلاله والد الشاب أو والدته من الحديث، بعد أن كانت تحلم بقضاء عطلة الصيف بعيداً من هموم العمل والطقس الحار في الخليج.

من حق ابناء المخيم أن يفرحوا ساعة يشاؤون، ولكن من غير المسموح لهم أن يتسببوا بحدوث مصيبة أو مأساة لغيرهم.

بهية الحريري: لميثاق شرف في المخيم يحرّم إطلاق النار


واستنكرت النائبة بهية الحريري ظاهرة إطلاق الرصاص في الهواء في مخيم عين الحلوة، والتي تسببت أخيراً في وفاة الشاب سليم هادي ابن السبعة عشر عاماً في تعمير حارة صيدا .

وقالت الحريري في تصريح لها: "لم يعد مقبولاً السكوت عن ظاهرة اطلاق النار في الهواء بمناسبة وبغير مناسبة، وما ينجم عنها من رصاص طائش يودي بحياة أبرياء".

وأضافت: "إن تفاقم هذه الظاهرة المتنقلة بمآسيها في غير منطقة وما تسببت به أخيراً من وفاة الفتى سليم هادي في حارة صيدا منتزعةً إياه من ربيع عمره ومن وسط عائلته، يجب أن يكون حافزاً للمعنيين للتحرك السريع من أجل وضع حد لظاهرة "رصاص المناسبات" في لبنان عموماً، وفي مخيم عين الحلوة بشكل خاص. وإننا اذ سبق ونبهنا خلال لقاءاتنا مع الأخوة الفلسطينيين إلى خطورة هذه الظاهرة والى ضرورة العمل على ضبطها، نجدد الدعوة اليوم لجميع القوى الفلسطينية للتصدي لها ولجمها عبر ميثاق شرف في المخيم يحرّم إطلاق النار تحت أي عنوان كان، حفاظاً على أمن المخيم والجوار وسلامة المواطنين فيهما".



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم