الخميس - 02 أيار 2024

إعلان

مؤتمر عن الأمن في خضم الانحلال... السنيورة: لضرورة اتخاذ موقف واضح وصريح من إيران

مؤتمر عن الأمن في خضم الانحلال... السنيورة: لضرورة اتخاذ موقف واضح وصريح من إيران
مؤتمر عن الأمن في خضم الانحلال... السنيورة: لضرورة اتخاذ موقف واضح وصريح من إيران
A+ A-

افتتح الرئيس أمين الجميّل المؤتمر الذي نظمه بيت المستقبل بالتعاون مع مؤسسة كونراد اديناور بعنوان: "الأمن في خضم الانحلال"، تحديات ضمان استمرارية الترتيبات الأمنية في الشرق الأوسط واقع انحلال النظام الإقليمي، الذي عقد في بيت المستقبل سرايا بكفيا صباح اليوم، وشارك فيه الرئيس فؤاد السنيورة، سفير المانيا مارتن هوت، مالتي غاير عن مؤسسة كونراد اديناور وشارك فيها العديد من الباحثين والأكاديميين ورؤساء مراكز الدراسات العربية والأجنبية. 

والقى الرئيس الجميل كلمة، قال فيها "نلتقي اليوم في خضمِّ حالة الانحلال التي طالت أكثر من صعيد وتأثيرات هذا التفكك على أمن المنطقة واستقرارها، وكأن التغيير الذي يطال عالمنا العربي من عام الى عام، من عقد الى عقد، يسير متدهوراً من السيء الى الأسوأ: نزاعاتٌ تحولت الى معارك عبثية وانتحارية دمرّت البشر والحجر، نزاعاتٌ سياسيةٌ في الاقليم، لم توفّر أي جانب من حياة المجتمع، ولم تقتصر على النزاعات السياسية بين الانظمة، بل استهدفت بشكل اساسي المجتمع والانسان في وجوده وحرياته وسلامته ورفاهيته. فكانت نزاعاتٌ سياسيةٌ وإقليميةٌ: عربيةٌ عربية، وعربيةٌ ايرانية، وعربيةٌ اسرائيلية، واسرائيليةٌ ايرانية، ودوليّةٌ إقليميّة". 

وتابع: "إزاءَ هذا الواقع المتفلّت، وضع الكبار إقليمياً ودولياً يدَهم على جزءٍ من المشكلة، وتورّطوا فيها، وانغمسوا في رمالِ الارضِ المتحرّكة، فحضروا عدداً وعتاداً، براً وبحراً وجواً، ومخابرتياً، بحِجّة المساهمة في الحل. أمّا في الواقع، تفاقم الوضع من مشكلة الى أزمة بدل أن ينحو الى برّ الأمان. فكانت:
صواريخٌ روسيةٌ على مواقعِ المعارضة السورية، صواريخٌ اميركيةٌ على مواقعِ النظام المشبوهة، صواريخٌ اسرائيليةٌ على مواقعِ ايرانية في سوريا،صواريخٌ ايرانيةٌ حيث تدعو الحاجة، صواريخٌ بالستيةٌ من اليمن على السعودية، اسلحةٌ كيماويةٌ سوريةٌ على المدنيين، غاراتٌ اسرائيليةٌ على غزة بحِجَة حمايةِ القدس. يضاف الى هذا المشهد المأزوم، تداعياتُ القرار الاميركي بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس وما يُمثّلُ هذا الاجراء من تحدٍّ للمشاعر الفلسطينية والعربية، المسيحية والاسلامية". 

وسأل "كل هذا التصعيد هل ينتهي وكيف؟
هل ينتهي على طريقة "إشتدّي ياأزمة تنفرجي"؟ أم ينتهي على طريقة لا غالب ولا مغلوب؟ أو تبويس لحى وعفى الله عما مضى؟ لكن مهلاً، ماذا عن مئات ألوف الضحايا؟ ومشاعر الناس؟ وطموحات الشعوب؟ ما هو جدوى كل هذا الخراب والدمار؟ وهل المطلوب تجهيلُ الفاعلِ وتبديد المسؤوليات؟ 

هل نحن امام أزمةٍ مفتوحة، وأمنٍ مفقود، وانحلالٍ سياسي، وتفكُكٍ جغرافي-ديموغرافي؟ وهل نحن أمام إنفجارٍأم إنفراجٍ؟ وهل الانفراجُ يحصلُ بقوةِ السلاح أم بفعلِ الدبلوماسية؟ أي جهةٌ دوليةٌ ستبادر لإرساءِ أمنِ المنطقة الذي يجب أن يقوم على الحق والعدل وطمأنينة الشعوب؟ ودون هذه الثلاثية، لا أمنٌ على الاطلاق، أو أمنٌ هشٌ ومستعارٌ لا يدوم! وهل ثمة جهةٌ دوليةٌجاهزةٌ أو قادرةٌعلى فرض السلامِ الحقيقي القائم على الحق والعدل والطمأنينة؟أمّا الخشيةُ هي من سلامٍ مزعوم من نوعٍ آخر؟ فالسلامُ بقوةِ السلاحِ على حساب الحقِ والعدلِ هو إستسلامٌ للقدر. السلامُ بالمدفعِ هو تسليمٌ بالأمرِ الواقع، فإمّا قبولٌ ورضوخٌوإما هجرةٌ قسريةٌ، وهذا لا يؤسّس لاستقرار دائم. لا بل على العكس.إن الادعاءَ بهذا النوعِ من السلامِ هو على طريقةِ انتصارات القيصر، التي قيلَ فيها "إنه فَرَضَ الصمتَ وادعى انه السلامُ"؟
.

واوضح الرئيس الجميل: في المنطقة بدءاً من لبنان، بقدرِ ما ننجحُ في بناء السلام المسند إلى الحق والعدل والطمأنينة، بقدر ما سيكون هذا المنتَجُ صالحاً لإرساءِ الأمنِ والسلامِ المنشودين لصالح الأمم والشعوب. ولا أمنَ دائمٌ ولا استقرارَ ثابتٌ ولا سلامَ حقيقي إلا على أساسِ ثلاثيةِ الحق والعدل والطمأنينة.وفي لبنان، الرهان اليوم هو على تثبيت الإنجازات السياسية على علاّتِها، بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية رغم فضيحة الفراغ ومدلولاتها، ثم إجراء الانتخابات النيابية رغم ثغرات القانون وبعض التجاوزات.كما تثبيت للأمن والاستقرار النسبي السائدع لى معظم الأراضي اللبنانبة. يبقى علينا التركيز على إقامة حوكمة رشيدة تعالج مشاكلنا البنيوية، وتضع حدّاً للفساد والهدر في مفاصل الدولة. وأن يترافق كل ذلك مع تحقيق السيادة الكاملة غير المجتزأة وغير المنقوصة على كل التراب الوطني، سيادة وفق منطق القانون الدولي والدستور اللبناني والميثاق الوطني!
.

من جهته، قال الرئيس السنيورة: "إن الوطن العربي في هذه الآونة بأزمات طاحنة،  وإنّ هذه الأزمات الطاحنة تطرح قضيتين مهمتين تمثلان مصدراً لتغذية وتعميق حالة التراجع والانحسار للأمن والاستقرار في المنطقة العربية وهما: أولاً، وجود أقطار عربية باتت مهددة بالانزلاق إلى مصاف الدول الفاشلة، بل إنّ بعضها مهدد بالتفكك والتشرذم ككيانات سياسية. وثانياً، تمدد أدوار الفاعلين السياسيين من غير الدول الذين يمارسون العنف. وتُعد التنظيمات الجهادية الإرهابية العابرة لحدود الدول، وفي مقدمتها "تنظيم داعش"، التجسيد الأبرز لهذه الظاهرة. في مواجهة مخاطر التمزق والتفكك، ما هو السبيل للخروج من تلك المآزق؟.

وتابع: "مما لا شك فيه، أنّ المشكلة الأساس في المنطقة العربية، هي المشكلة الفلسطينية، فما جرى ويجري من اعتداء وتنكيل واقتلاع للفلسطينيين من ديارهم على النسق الذي يستمر عليه الاحتلال الإسرائيلي في ممارساته الإجرامية في القدس والضفة الغربية، وقطاع غزّة، وكذلك في محاولاته المستمرة من أجل تصفية القضية الفلسطينية برمتها، يقتضي عملاً عربياً تضامنياً لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، ولتعزيز الصمود لدى الفلسطينيين أينما كانوا. كذلك فإنه يقتضي عملاً جاداً وعقلانياً ومنظماً من أجل تظهير طبيعة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وتظهير ممارساته الفاقعة للتمييز العنصري من أمام الرأي العام الدولي. ومن جانب آخر لتظهير فكرة المبادرة العربية للسلام كحل منطقي وعادل ودائم للمشكلة الأساس في الشرق الأوسط واستمرار الثبات عليها، ومن دون تنازلات إضافية، بكونها المفتاح الأساس لحل الكثير من المشكلات في المنطقة العربية".

واعتبر الرئيس السنيورة ان "هناك ضرورة لاتخاذ موقف واضح وصريح وحازم أيضاً، من الدولة الإقليمية الجارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية يقوم على التأكيد على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل الذي يجب ان يحكم العلاقة العربية الإيرانية بما يؤدي إلى الحد من التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية. وطالب بوجوب التنبه إلى أن إيران لا تستطيع الاستمرار في الامتداد والتخريب الذي تسببت وتتسبب فيه حتى الآن، وذلك على قاعدة واقعية تتمثل بتداعيات إرغامات التعب والإنهاك والضيق الذي يتسبب به ذلك التورط المتمادي والمنفلش من جهة والتداعيات الناتجة عن العقوبات الدولية المفروضة عليها من جهة ثانية. أكان ذلك على اقتصادها أو على سياساتها ونسيجها الاجتماعي. إنّ هذا يقتضي اعتماد دبلوماسية مبادرة تستند إلى موقف عربي متماسك يبين المخاطر التي قد تحدث إذا استمر الحال على ما هو عليه من تدخل وتخريب- وكشرح في ذات الوقت- للفرص والمنافع القائمة على تنمية المصالح المشتركة جراء المبادرة إلى التعاون البنّاء بين الدول العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية".

واعتبر إنّ الموضوعين الرئيسيين للتضامُن العربي هما: أولاً، استنقاذ الدولة الوطنية واستعادة الثقة بها وضمان سيادة الحكم الصالح والرشيد فيها والتأكيد على الالتزام بمبادئ القانون والنظام، وثانياً، إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض فلسطين. وهما عاملان رئيسيان في صُنْع الاستقرار. بل إنّ الاستقرار لا يمكن تصوره بدون الوصول إليهما.

وراى ان "عوامل استعادة الاستقرار، وإعادة بناء الدولة الوطنية العربية، وهي أمورٌ ضروريةٌ تعتمد على بناء دولة القانون والمؤسسات والمشاركة السياسية، وتوفير العدالة الاجتماعية بالتنمية وحكم القانون، وتطوير أنظمة التربية والتعليم، وتجديد الخطاب الديني."

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم