الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

هومنتمن استحق اللقب والرياضي فريق بطل الاتحاد نحر القانون بذريعة "حماية اللعبة"

نمر جبر
هومنتمن استحق اللقب والرياضي فريق بطل الاتحاد نحر القانون بذريعة "حماية اللعبة"
هومنتمن استحق اللقب والرياضي فريق بطل الاتحاد نحر القانون بذريعة "حماية اللعبة"
A+ A-

استحق هومنتمن بيروت ادارة وجهازاً فنياً ولاعبين، لقب بطولة الدوري بعد الجهود الكبيرة التي بذلت على مدار 9 أشهر حصد خلالها الفريق 3 ألقاب رسمية (بطولة الاندية العربية، كأس لبنان وبطولة الدوري) إضافة الى لقب دورة هنري شلهوب الودية.

لقد وفى رئيس لجنة كرة السلة غي مانوكيان وأهدى الذكرى المئوية لتأسيس جمعية هومنتمن في العالم ثلاثة القاب تاريخية لن تُمحى بسهولة من ذاكرة النادي والجمعية.

والفرحة التي زرعها الفريق في قلوب عشاقه في كل لبنان والعالم ترجمت في شكل رائع من خلال الاستقبال الذي حظي به الفريق في برج حمود بحضور جمهور كبير، تقدمه شخصيات رسمية وحزبية، احتفل حتى ساعات الصباح الأولى بالنصر الكبير.

نجح هومنتمن في كسر احتكار الرياضي وانتزع اللقب عن جدارة وعرف الجهاز الفني للفريق بقيادة المدرب الوطني القدير جو مجاعص ومن خلفه لجنة كفوءة بقيادة "المايسترو" مانوكيان من استخدام الاوراق الرابحة للفريق بطريقة ذكية وفعالة. وما ساهم في تأمين هذا الانجاز الاستقرار الفني وعدم الدخول في دوامة تغيير الاجانب.

لقد دخل هومنتمن "نادي الكبار" من الباب الواسع ولم يعد من السهل إخراجه منه.

 
في المقابل برهن الرياضي انه فريق بطل بكل المقاييس والمعايير، فريق يتقن خوض النهائي بطريقة محترفة.  

لم يستسلم بطل لبنان رغم الضربتين الموجعتين اللتين تلقاهما بإصابة نجمه وائل عرقجي وعملاقه الاميركي كريس دانيالز. ويقينا لو ان فريقا آخر غير الرياضي اصابه ما اصاب "ابناء المنارة" لما تمكن من فرض مباراة سابعة حاسمة على خصمه.

لقد برهنت المواجهات السبع في الدور النهائي ان الرياضي يضم في تشكيلته لاعبين مقاتلين لا يهادنون، أوفياء للقميص حتى آخر نقطة عرق.

صحيح ان الفريق خسر لقب الدوري الذي احتكره منذ موسم 2011 – 2012، لكنه استحق لقب البطل عن جدارة، بطل بأدائه وحفاظه على سجله خاليا من الخسارة على ارضه، بطل بالتزام ادارته وعلى رأسها الثنائي مازن طبارة وتمام جارودي اللذين لم يبخلا بشيء من اجل الحفاظ على هيبة الفريق، بطل بجهود جهازه الفني بقيادة المدرب الخلوق احمد فران الذي برهن مرة جديدة انه من طينة المدربين الكفوئين، بطل لأنه اثبت ان اللاعب اللبناني لا يزال الركن الاساسي في اللعبة. بطل لأنه خسر اللقب لكنه ربح مرة اخرى احترام جمهور كرة السلة.

 
ولكن مهلاً، ما حصل في مباريات الدور النهائي لبطولة لبنان لكرة السلة لنوادي الدرجة الاولى للرجال اقل ما يقال عنه انه "معيب ومقرف". 

فانحدار المستوى الى هذا الدرك من التشجيع امر غير مسبوق ولم تبلغه اللعبة حتى في عز المنافسة بين القطبين اللدودين الرياضي والحكمة في العصر الذهبي للصراع بينهما في تسعينيات القرن الماضي.

فانتهاك الاعراض والشتائم والكلام النابي من العيار الثقيل غير المسبوق والفريد بعباراته ومفرداته، حوّل الانظار عن المنافسة الفنية بين الفريقين من ارض الملعب الى المدرجات التي اصبحت حلبات لتنفيس الاحتقان الطائفي والمذهبي والمناطقي، ومنصات لإطلاق كل انواع الاجسام الصلبة والغريبة مرورا برمي اللاعبين والجهاز الفني ومقاعد الاحتياط بالعبوات الزجاجية والاحذية! وصولا الى استعمال "اللايزر" تحت انظار اعضاء الاتحاد والامين العام من دون تحريك اي ساكن والاكتفاء بالإشارة الى من يستخدمها كأن ما يحصل لا يعنيهم، او كأن قوانين "الفيبا" لا تعنيهم رغم التحذيرات من اكثر من جهة!
امام هذا الواقع المأساوي الذي بلغته كرة السلة يسأل الجميع عن دور الاتحاد وتحديدا الامانة العامة المؤتمنة على تطبيق القانون وحمايته وموقفها من تلك الاعمال التي وصلت الى الذروة من دون اي ردة فعل منها ومن المسؤولين عن اللعبة الذين يتفرجون ولا يترددون في الادعاء بحمايتها!  



حماية اللعبة يا كرام لا يكون الا بتطبيق القانون من دون مواربة او مسايرة! فهل طبقت الامانة العامة القانون؟ طبعا كلا.. فهي بدل ان تطبقه ساهمت مع بعض المسؤولين عن تطبيقه في نحره وطعنه!

الامانة العامة لم تكلف نفسها عقد اجتماع بين ادارتي ناديي هومنتمن والرياضي قبل انطلاق النهائي لترطيب الاجواء وتنفيس الاحتقان وتحديد المسؤوليات! كما لم تكلف نفسها اصدار بيان يذكر الناديين بالقوانين ويحذرهما من مخالفتها! وعندما تسأل المعنيين عن الاسباب يأتيك الجواب "ما في لزوم"!

والمضحك المبكي ان الاتحاد لا يكتفي بالتباهي بإنهاء المباريات على ارض الملعب بل يضعها في اطار الانجاز! متناسيا ان ابسط واجباته تنظيم المباريات وتأمين اقامة البطولات في أجواء سليمة وفي اطار احترام القانون وتطبيقه. وهذا ما لم يحصل مع هذا الاتحاد، وتحديدا في الادوار النهائية الحاسمة! اما قول البعض عند كل انتقاد يطاله "اننا نضحي ونسهر الليالي ونترك اعمالنا وعائلاتنا من اجل اللعبة"، فهذا ينطبق عليه المثل القائل "شر البلية ما يضحك"، لم يجبركم احد على الترشح وتبوؤ المناصب، ولكن عندما ارتضيتم هذه المهمة اصبحتم ملزمين القيام بها على اكمل وجه وضمن القانون والانظمة وغير ذلك فتبريركم لا يفيد ولا يقنع.

نعم، صحيح ان صورة كرة السلة تتشوه وتتأذى في حال لم تنته المباريات على ارض الملعب، ولكن صورة كرة السلة تتمزق عندما تتعامى الامانة العامة عن المخالفات وتتجاهل تطبيق القانون وتعتبر التحايل عليه والقفز فوقه انجازاً وعملاً بطولياً!

تطبيق القانون لا يحمي اللعبة فقط، بل يضمن حقوق النوادي واللاعبين والمدربين والحكام والمستثمرين والممولين ويطمئنهم إلى أن استثماراتهم ليست تحت رحمة وأهواء البعض الذين لا يعرفون سوى حب الظهور امام الكاميرات وادعاء انجازات وهمية!

ما حصل في نهائي كرة السلة فضح الذين يدعون حماية القانون وتطبيقه في الاتحاد، ما حصل فضح الذين يلهثون وراء المناصب ويتمسكون بالكرسي ولو على حساب اللعبة، ما حصل في النهائي اسقط اقنعة كثيرة كانت تخبئ وراءها وجوها صفراء همها الوحيد البقاء في منصبها ولو على حساب مصير اللعبة ومستقبلها.

ما حصل في النهائي اكد فشل الاتحاد في ادارة اللعبة.. وللحديث تتمة.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم