الخميس - 02 أيار 2024

إعلان

رد: الأسئلة السبعة "القاتلة" والسؤال الغائب

بدر الدين عرودكي
Bookmark
رد: الأسئلة السبعة "القاتلة" والسؤال الغائب
رد: الأسئلة السبعة "القاتلة" والسؤال الغائب
A+ A-
يبدو أنه كان على من أطلقوا "الثورة في سوريا" قبل سبع سنوات أن يتمهلوا قليلًا، قبل المسارعة إلى إطلاق ثورة "ماتت سريعًا" -كما حكم السيد جهاد الزين في صحيفة (النهار) اللبنانية مؤخرًا - ويدرسوا أفضل نماذج الثورات في تاريخ العالم، كي يتداركوا الأخطاء التي ارتكبت خلالها قبل وقوعها، ويجعلوا من ثورتهم بيضاء ناصعة من غير سوء! لكنهم لم يفعلوا. لا سيما أنهم كانوا - في غالبيتهم العظمى - شبابًا "أغرارًا"، كانت نخبة من "المثقفين" و"المناضلين" في المجتمع نفسه الذي يعيشون فيه وإليه ينتمون، تظن أنهم سادرون في مسرّاتهم اليومية الصغيرة، غير عابئين بكل ما عداها. لكنهم مضوا في تظاهراتهم، يحمل بعضهم الورد للجنود الذين وقفوا يحاولون صدّهم عما هم فيه من جهل "فداحة" و"خطر" ما كانوا يقترفونه، ويغنّي بعضهم الآخر كلمات لم يكن يجرؤ أباؤهم على قول بعضها، خلال أربعين سنة. لم يفكروا في ضرورة أن يكون من بينهم قائد كشارل ديغول، ولا بوزير مثقف كأندريه مالرو! لكنهم فعلوا ما بوسعهم في مجتمعٍ تمَّ تفريغه كليًا من السياسة، وحرمانه من "الحرية"، ودفعه إلى الانهماك يوميًا بحثًا عن قوته وحاجاته ؛ فأنشأوا التنسيقيات في الأحياء، ووحدوها في المدن، ثم على صعيد البلد، يحاولون بها وضع أسس مجتمع مدني ديموقراطي. لكنهم فوجئوا، قبل أن تطلق رصاصة واحدة في أي مكان في سوريا، بجثث بعضهم تعاد مشوهة من التعذيب إلى الأهل كي يدفنوها ليلًا وبصمت، أو باختفاء فجائي لبعضهم الآخر.. وذلك قبل أن يبدأ نظام الطغمة الأسدية بمواجهتهم برصاص البنادق، ثم بقصف المدافع فالدبابات، وانتهاء بالبراميل، وقبل أن يشهدوا جمعَ البعض الآخر منهم في ساحات القرى والمدن، وهم يداسون بالأقدام، ثم مجازر الأطفال والنساء والرجال تُرتكب يوميًا، وتتهم بتنفيذها "الجماعات المسلحة السلفية"، التي لم يكن أحد يعرف آنئذ بوجودها سوى دوائر الأمن والإعلام الأسدية، والتي بلغت الصفاقة ببعض المحررين من أنصار "حزب الله" في لبنان إلى الحديث بمناسبتها عن "قندهار" السورية.ليس لهذا كله أن يحرم أحدًا من طرح أكثر الأسئلة إحراجًا، بل قتلًا....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم