طهّروا الهيكل من باعته ليعمر الوطن!
في مواجهات الحياة الطبيعية نجد دائماً لكل عقبة حلاً، وفي حال كان هذا الحل غير مجدٍ نلجأ إلى الحل البديل، لكن ماذا لو استهلكنا الحلول كلها وكانت النتيجة تضخم العقبة؟
وماذا يكون الحل في بلد خُذِل َ فيه كبار الروح ولَمع فيه كبار الجيوب؟ جيوب كبرت من حسابات مواطنين كادحين زرعوا وقبل الحصاد انتهى دورهم!
ولتنجح في هذا البلد يجب أن تتمتع بمقوّمات معيّنة، من شجرة العائلة العريقة إلى "الدعمة" القوية الثابتة التي لا تخضع لرقابة أو نقاش، فنحن بلد خدماتي بامتياز ونعيش تحت شعار "مرّقلي لمرّقلك".
وإن بحثنا عن سُبل لنبني وطناً يجب ألا نفقد الأمل، فهي موجودة وإن كانت تعجيزية. وكما جاء في الكتاب المقدس في إنجيل يوحنا (2/ 13-25) "كانَ فِصحُ اليَهود قَريباً، فصَعِدَ يسوعُ إِلى أُورَشَليم فوَجَدَ في الهَيكَلِ باعةَ البقَرِ والغَنَمِ والحَمامِ والصَّيارِفَةَ جالِسين فَصَنَعَ مِجلَداً مِن حِبال، وطَرَدَهم جَميعاً مِنَ الهَيكَلِ مع الغَنَمِ والبَقَر، ونَثَرَ دَراهِمَ الصَّيارِفَةِ وقلَبَ طاوِلاتِهم". هذا هو السبيل الوحيد، تطهير الهيكل من باعته.
من السهل جداً إصدار الشعارات الجماهرية التي تشعل الشوارع وتخلق روح الثورة في قلوب الناس، لكن للحفاظ على الشعلة متقدة يجب على كل من يعد أن يفي، لأن المواطن أصبح مثكلاً، وأوجه معاناته تزداد وتتمرجح بين هموم ثابتة وأخرى تظهر فجأة مع التبدلات الحاصلة.