عن "سواكن" أردوغان العثمانية!

ليس في هذا أي مبالغة. فمنذ الثالث من تموز ٢٠١٥، عندما افتتح أردوغان قصره الخرافي الذي يتألف من ألف غرفة ويمتد على مساحة ٢٠٠ الف متر ويساوي ٣٠ مرة البيت الأبيض ويتجاوز مساحة قصر فرساي، بدا واضحاً أنه يطمح الى استعادة دور السلطنة أيام العثمانيين، ومنذ ذلك الحين بدا أنه يتصرف من منطلق الافتراض ان انقرة هي- أو يفترض ان تكون- محور المنطقة والإقليم كما كانت في زمن السلطنة التي حكمت المنطقة أكثر من ٤٠٠ عام. لكن أردوغان الذي وصل الى السلطة رافعاً شعار محمد داود أوغلو "صفر مشاكل مع الجيران"، يبدو الآن على خلاف شعاره، في مشاكل مع الكثيرين من هؤلاء الجيران، كما كان الأمر مع رفاقه في الحكم، عبدالله غول وأوغلو ثم في علاقات تركيا الخارجية.وهكذا جاءت تصريحاته في الخرطوم موضع إثارة عندما وعد "بأن يهلّ الخيرعلى السودان"، بعد زيارته، وهي الأولى لرئيس تركي منذ عام ١٩٥٦، وخصوصاً بعدما فجّر الرئيس عمر البشير عنده كل مشاعر الافتخار، عندما التفت إليه قائلاً ان السودان ينظر الى تركيا "باعتبارها آخر معاقل الخلافة الإسلامية، وما تمثّله من رمزية تاريخية لتوحيد الأمة"!لكن البعض تساءل من أين سيهّل الخير على السودان، وخصوصاً بعدما أفرط أردوغان خلال زيارته في رفع أصابعه الأربع أينما حلّ، متعمّداً التذكير بما كان يفعله "الأخوان المسلمون" في مصر أيام محمد مرسي ورابعة العدوية...