الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

4 "سفاحين" ضربوا ستيفن ورموه في الساقية ... كيف يرد بيار فتوش على الاتهامات؟

المصدر: "النهار"
مجد بو مجاهد
مجد بو مجاهد
4 "سفاحين" ضربوا ستيفن ورموه في الساقية ... كيف يرد بيار فتوش على الاتهامات؟
4 "سفاحين" ضربوا ستيفن ورموه في الساقية ... كيف يرد بيار فتوش على الاتهامات؟
A+ A-

لم يخل ستيفن حداد ان سيارة صغيرة بيضاء من نوع "كيا بيكانتو" ستكتب له مصيراً رهيباً، ينتهي به طريح السرير في مستشفى الجبل في قرنايل. 5 كسور في الأنف، 12 جرحاً في الرأس ورضوض في العين، هي الكلفة الجسدية الاولية التي دفعها ابن بلدة عين داره.  وتتشارك عائلة ستيفن وبلدية عين داره القول ان الاعتداء نتيجته "حبّ ستيفن لقريته وشغفه في المحافظة على ربوعها الخضراء، رفضاً لاقامة معمل الاسمنت "الكابوس" الذي يأبى ان يغادر هواجس الناس وهمومهم، ويكاد يتسبب بتداعياتٍ خطيرة على المستويين الامني والسياسي، اضافةً الى الكلفة البيئية المترتبة عنه". كان قادماً من مكتبه في زحلة متوجهاً الى بيروت في تمام الساعة العاشرة والنصف مساء الثلثاء، كما هي العادة. وهو ما لبث ان تجاوز حاجز الجيش في ضهر البيدر، حتى طاردته السيارة البيضاء المذكورة، والتي تراءى له وجود شخصٍ واحدٍ فيها. حصل اصطدامٌ طفيف بين السيارتين، لكن ستيفن وفق ما يروي رئيس بلدية عين دارة فؤاد هيدموس لـ"النهار" شعر بالقلق، ولم يرد ان يتوقّف ليعاين ما حصل. لكنه ما لبث ان اوقف سيارته بعدما اجتاز مسافةً قصيرة، واطمأن قلبه انّ في داخل السيارة التي تلحق به شخصاً واحداً فقط، يقود عربة صغيرة، ما كانت تفاصيلها توحي بالرهاب. ترجّل من السيارة، واذا بسائق "الكيا" يترجّل بدوره منها مخاطباً اياه بعبارة "الحمدالله على السلامة"، قبل ان يتبعه 3 رجال ملثمين كانوا متخفيين داخل السيارة نفسها. ابرحوه ضرباً، ولم يستطع مقاومة بطشهم، خصوصاً ان الأذية التي فتكت بجسده، عرّضته لموتٍ محتم، ولا احد يعلم، ما اذا كان الهدف فعلاً من الحادثة الاجرامية، هي ازهاق حياة ستيفن نفسه، ليكون عبرةً لمن اعتبر، في "نظر المجرمين الذين لا يرتدعون، ووجدوا ان قرار مجلس شورى الدولة اوقف مساعيهم الخبيثة وابعد مخططاتهم عن عين داره مؤقتاً، فاذا بهم يلجأون الى خيار العنف الجسدي"، وفق ما يروي هيدموس. لماذا اختار المعتدون ستيفن حداد من دون سواه اذاً؟ يجيب هيدموس "لأن احدهم امتعض و"حط ستيفن براسو" لأنه هو من يقود الحملة الاعلامية ضدّ مشروعه المقيت، خصوصاً انه مصوّر محترف يتقصّى عن معمل الاسمنت ويزوّدنا بالصور والفيديوهات التي يلتقطها شخصيًا وهو المسؤول الاعلامي في البلدية، وابن بلدة عين داره، ويظهر شخصياً ليتكلّم باسمنا كلّما اردنا التنديد او توصيل الرسائل والمواقف".  

وتؤكّد زوجة ستيفن لـ"النهار" ان زوجها كان قد تمعن في تفاصيل المعتدي الشخصية، ووفق ما سرده لها، انه متوسّط القامة ويتكلّم بلكنة زحلاوية، خصوصاً انه خلال واقعة الاعتداء، كان الشخص المذكور يخاطب ستيفن بعنجهية ويقول: "بدّك تصوّر افلام وتعرضها؟ صوّر لقلّك من هلّق ورايح".
رمى المجرمون ستيفن في ساقية المياه، وخالوا ربّما انه توفي، وفق ما تقول الزوجة المتوتّرة، التي تلقّت اتصالات جمّة اليوم من الوسائل الاعلامية وما عادت تعي من يتصّل بها، ومن اين ولماذا تتكلّم. حتى ان رهبة ما تعرّض له زوجها، جعلتها تخاف من ان يكون الاتصال الذي تتلقاه، عبارة عن تهديدٍ اضافيّ يلحق بعائلتها التي لم تؤذ احداً. وهي لم تقل ذلك صراحةً، لكن حذرها اثناء الاتصال، وسؤالها اكثر من مرّة عن هوية المتصل ودوافعه، وطلبها اثباتاً ان من يتحدّث معها هو فعلاً مندوب مؤسسة اعلامية، جعلت من مخاوفها تبدو واضحة.  وتروي ان ستيفن قاد السيارة بنفسه "بعين واحدة" ووصل الى مخفر المديرج حيث اخبرهم ما حصل معه، فطلبوا له الاسعاف فوراً ونقلوه الى المستشفى، واضطر الاطباء فور وصوله الى اسعافه من طريق "البنج العمومي" جرّاء الاوجاع المبرحة التي كان يعانيها. اللافت ان احداً لم يساعد ستيفن بعد الاعتداء، ذلك ان طريق شتورا "مخيفة" ليلاً، وما من سائقٍ يتجرّأ على الترجّل من سيارته، كما في مناطق لبنانية عديدة، نخال احياناً اننا سنموت فيها، نظراً الى غياب وجود القوى الامنية وكثرة اعمال السرقة التي لا توفّر احداً".  

اجراءات البلدية والعائلة

لا تعتبر البلدية ان "بيار فتّوش" وفق ما تقول "تقصّد توصيل رسالة معينة الى البلدية او الى اهالي عين داره"، بل انه وفق هيدموس "يقول لنا ان في امكانه ان يفعل ما يريده ولا احد يستطيع محاسبته او ردعه، وهو تالياً اذا استمر في نهج عمله الحالي سيوصلنا حتماً الى مصيبة".
وتتحضّر البلدية لرفع دعوى قضائية ضدّ فتوش بعد اجتماعها اليوم مع المحامي الموكّل متابعة القضية، وتدعوه الى اقامة معمل الاسمنت في زحلة حيث حاز على 3 تراخيص تخوّله تدشينه هناك. فيما تؤكّد زوجة ستيفن حداد ان الدعاوى قائمة من قبل زوجها ايضاً، وتشكر كل من اطمأن الى صحّته، اذ ان الحادثة البغيضة ساهمت في توحيد اهالي عين داره، حتى الذين ايّدوا اقامة معمل الاسمنت في فترةٍ معينة، باتوا اليوم يعارضونه"، وفق ما تسرد، و"وقفوا الى جانبنا بعد الاعتداء السافل".  

فتوش

وأجرت "النهار" حديثاً مع بيار فتوش لتبيان وجهة نظره من الاتهامات التي تطاوله وتحمّله مسؤولية الحادث الاجرامي الذي تعرّض له ستيفن حداد.
ينفي فتوش "كلّ ما يقال عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، ويقول انه لا يعرف الضحية، ولا يعلم ماذا حصل معه. ويردف: "ليس لنا علاقة، وان قابلته وجهاً لوجه لا أعرفه، "وحياة شبابي". ماذا اقول؟ "بكون بلا شرف اذا بعرفوا"، واذا كانوا يقولون انه يصعد بانتظام الى زحلة، فلماذا الاعتداء عليه حصل اليوم تحديداً؟ اذا كان موجوداً عند الساعة الثانية عشرة ليلاً في منطقة نائية، ما علاقتي انا؟ هل لديّ حواجز في ضهر البيدر؟ اذا اراد ان يتكلّم فليتكلّم بمنطق. لماذا لا نقول انه طابور خامس؟ بالامس، كتب على الانترنت انه يطلب اعدام آل يمين وهم عمدوا الى تهديده شخصياً". ويتابع: "بالامس العونيون هددوه وطلبوا منه ان لا يطأ ارض عين داره، كيف لي ان اعرف ماذا لدى هذا الرجل من سوابق وخلافات؟". ويجزم فتوش ان لا تفاصيل لديه عن القصة ويؤكد انه تحت سقف القانون. ويتهم عائلة الحداد والبلدية باختلاق التفاصيل "الواهية"، ويقول انه لا يعلم اين وقعت الحادثة وكيف جرت، وما قرأه في فايسبوك من اتهامات بعدما تلقى اتصالات من اصدقائه تنذره بالحملة الممنهجة دفعه الى متابعة المسألة بعدما كان في زيارة الى العدلية صباحاً، "ان العائلة تكذب، وتختلق تفاصيل متناقضة. لكني اسأل الشاب عن الاسباب التي جعلته يتواجد في ضهر البيدر منتصف الليل. ماذا كان يفعل؟".  وعن عزمه الاستمرار في اقامة معمل الاسمنت في عين دارة، يجيبنا فتوش: "مجلس الشورى اعطى قراره والقضية انتهت. وما يقوله المعترضون مجرّد اختلاقات واهية". اذاً المعمل سيقام في عين داره؟... "بالتأكيد، معمل الاسمنت لن يقام سوى في عين داره!". 



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم