السبت - 04 أيار 2024

إعلان

ما صحة حصول اشتباكات بين عناصر من "حزب الله" والجيش السوري؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
ما صحة  حصول اشتباكات بين عناصر من "حزب الله" والجيش السوري؟
ما صحة حصول اشتباكات بين عناصر من "حزب الله" والجيش السوري؟
A+ A-

لا صور أو فيديوات ولا بيانات أو تسجيلات عن معارك بين النظام السوري و"#حزب_الله" في ريف حلب الشمالي، لكن ثمة مؤشرات كانت كافية لناشطي المعارضة ومقاتليها للتمسك برواية وقوع الاشتباكات، من بينها سماع صوت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وسماع كلام عناصر من الحزب عبر الأجهزة اللاسلكية فيه تخوين لعناصر النظام.


أما رواية المقربين من "حزب الله" فتقتصر على نفي حصول أي اشتباكات وأنه لم يعد وحده على جبهات القتال بل يشارك مجموعات من الحرس الثوري الايراني. وتناقلت صفحات حلبية موالية للنظام هذا النفي، اذ اعتبرت صفحة "#حلب الآن" إن الحديث عن اشتباكات هو "بهدف تبرير خسائرهم (المعارضة) وتوبيخ الرأي العام الموالي لمليشياتهم وعدم الاعتراف بالعدد الكبير لقتلاهم خلال المعركة الأخيرة على مشارف خلصة وزيتان بريف حلب الجنوبي"، وأن كل ما نشر "عارٍ من الصحة ولا يمت للواقع بصلة". لكن في كل الأحوال، فإن اعلام النظام العسكري والموجّه فقد صدقيته مع اندلاع الأزمة.
لم تشهد سوريا منذ تورط "حزب الله" بالأزمة أي اشتباكات مماثلة، لكن الأكيد أن الثقة بين الطرفين مهزوزة منذ معارك القصير، حيث اتخذَ القرار بفصل الجبهات وعدم القيام بأي دمج بين عناصر النظام والحزب، وتالياً يخوض كل فريق معركته وحده وذلك لأسباب عدة. أولُها سقوط نحو 30 مقاتلاً من الحزب، وفق رواية معارضة، جراء توقف القصف المدفعي والجوي على القصير تزامناً مع دخول الحزب برياً إلى البلدة، وتالياً اقدام مقاتلي المعارضة على الالتفاف وتكبيد الحزب الخسائر، فضلاً عن اختلاف بيئة الطرفين من ناحية الالتزام بالدين والعقيدة. ويشتكي كثيرون من مقاتلي الحزب من تصرفات الجيش النظامي وميليشيات الدفاع الوطني لاقدامهم على السرقة والثمالة والتشبيح.


وتضاف إلى هذه المشاكل، التعالي الذي يتعاطى فيه عناصر الحزب مع النظام السوري ومليشياته، فهم يعتبرون أنه لولا دخول الحزب لما استمر النظام حتى اليوم، فيما تعتبر قوات النظام أن الحزب قوة رديفة في سوريا ولا يمكنها ان تكون وصية عليهم. 


من وجهة نظر معارضة، من الممكن تأكيد حصول الاشتباكات التي أدت إلى قطع الطريق باتجاه نبل والزهراء، لكن الأسباب لا تزال ضبابية والروايات كثيرة تتناقلها المعارضة. الأولى أن ضباط النظام في منطقة المياسات في ريف حلب الشمالي حاولت الهروب من المعركة فأطلق عليهم عناصر حزب الله والمليشيات النار، الثانية أن طياراً من النظام ضرب تل المياسات بقنابل فسفورية فأصاب الميليشيات وعناصر الحزب فاشتعلت المعركة بين الطرفين، أما الثالثة فقيل أنه بعد القرار الروسي بإعلان هدنة في حلب لمدة 48 ساعة بدأت من يوم 16 حزيران، كان هناك رفض للهدنة من "حزب الله"، خصوصاً بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها على جبهة خالصة في ريف حلب الجنوبي وأدت إلى مقتل 8 من عناصر الحزب بصاروخ "تاو" أطلقته الفرقة 13 في الجيش السوري الحر.
أما في شأن خسائر الاشتباكات، فأجمعت مصادر المعارضة على مقتل 7 عناصر من النظام السوري بينهم ضابط. ويؤكد قائد غرفة عمليات حلب الرائد ياسر عبد الرحيم لـ"النهار" حصول الاشتباكات، قائلاً: "كان هناك اشتباك بين النظام وحزب الله في مناطق عدة خاضعة لسيطرة النظام: البريج والمياسات وتلة المضافة وماير وهناك قتلى لدى النظام"، معيداً سبب الخلاف إلى "عدم مؤازرة النظام لحزب الله في خالصة بالريف الجنوبي وزيادة عدد قتلى الحرب بسبب فشلهم وأرادوا إلقاء التهم باتجاه النظام، وكذلك الأخير يتهمهم بالتقصير في واجباتهم وتوجد اتهامات متبادلة بالهروب والانسحاب".



ويجزم بحصول المعارك ليل الاربعاء ليعود الهدوء الى هذه المناطق صباح الخميس، لافتاً إلى أن "الضابط الذي قتل هو برتبة نقيب وسقط في اشتباكات تلة المياسات"، مذكراً بأن "الخلاف ليس جديداً، فدائماً تتدخل روسيا بالضغط على الطرفين. ويحاول النظام ان يكون وصياً على "حزب الله" لكن الأخير يرفض ذلك، وسمعنا خلال الاشتباكات عبر ترددات الأجهزة أصواتاً لعناصر من "الحزب" تقول: نحن من حررنا لكم الاراضي ولولانا لكان نظامكم سقط".



[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم