اشترِك في نشرتنا الإخبارية
لهذه الأسباب خسرت لائحة "أمل" و"حزب الله" في دير انطار!
المشهد كان مختلفاً في بلدة دير إنطار في قضاء بنت جبيل، فمحدلة الأحزاب لم تستطع التأثير على قرار هذه البلدة التي بقيت وفية للإنماء فيها. لائحة "عائلات دير إنطار" المكتملة والتي يرأسها رجل الاعمال قاسم حجيج فازت بالكامل بوجه اللائحة المدعومة من "حزب الله" و"أمل" لتكون البلدة الوحيدة التي خرجت عن العرف السياسي المتبع، فيحافظ حجيج على موقعه في منصب رئيس البلدية منذ العام 1998 على التوالي من دون منازع وخارج سقف الحزبين الرئيسيين في قضاء بنت جبيل.
المتابعون لشؤون البلدة يعيدون حظوظه في الانتخابات البلدية الى فرص العمل التي يؤمنها حجيج لابنائها في مؤسساته في لبنان او في افريقيا، فضلاً عن الخدمات الحياتية التي يوفرها لسكان البلدة على مدار السنة والتي يفترض أنها من مهام الدولة. وهذا الامر يؤكده أيضا حجيج في اتصال مع "النهار"، إذ يشير الى ان الانماء الذي يوفره لقريته الجنوبية هو الذي صب في صناديق الاقتراع، ليثبت حاجة الناس الى الفعل لا الشعارات الرنانة.
اذا، تختلف حسابات الانتخابات البلدية والاختيارية في هذه البلدة على نحو جذري عن بقية البلدات الجنوبية. ففي هذه البلدة رجل أعمال كبير، هو المرجع الأول لاختيار المرشحين. وتجربة الانتخابات البلدية بين عامي 1998 و2016 أكدت قدرة هذا الرجل، على الخروج عن "العرف" السياسي المتّبع، والفوز في الانتخابات والمحافظة على موقعه في منصب الرئاسة من دون أي منازع وبالشروط التي يراها مناسبة. وهذا أمر ليس مستغرباً خصوصا وأن اللائحة التي يرأسها اجتمع فيها الكثير من عائلات القرية وبعضهم لم يفارق اللائحة منذ عام 1998.
ولم يقتصر فوز حجيج على اللائحة البلدية، إذ انسحبَ انتصاره على فوز لائحة المخاتير المدعومة منه بفارق أصوات كبير. وهذا الامر أزعج بعض انصار اللائحة المنافسة فعمدوا الى اطلاق النار عشوائيا في البلدة، كما يقول. ورغم معرفته بالاشخاص الذين اطلقوا النار الا أنه أكد لـ"النهار" أن الامر لا يتعدى كونه "فورة غضب استوعبناها... فهؤلاء من أبناء القرية التي ننتمي اليها والقضية انتهت عند هذا الحد".
وتبدو دير انطار وكأنها تتمتع بـ «استقلال» عن الدولة وخدماتها منذ أعوام، فأزمتا الماء والكهرباء اللتان تعانيهما معظم المناطق اللبنانية، لا أثر لهما في البلدة بعدما عمد حجيج وفق ما يؤكد بعض ابناء القرية الى حفر بئر ارتوازية تؤمن المياه مجاناً للبلدة، والى شراء مولّد كهربائي ضخم يغطّي حاجات جميع أبنائها مجاناً، وعلى مدار الساعة، حيث لا أحد من السياسيين يستطيع منافسة رئيس البلدية هناك. ووفق العارفين، فإن حجيج يقدّم ما تعجز الدولة عن تقديمه. ومنذ السبعينات، يؤمن هو وعائلته فرص العمل لشباب البلدة في لبنان والمهجر، ويوفرون الكساء والطبابة والاستشفاء لكل محتاج حتى في بلدات أخرى مجاوره . وقد أنشأ أخيرا في المنطقة مشروعا زراعيا أمّن العمل لنحو 70 شاباً في البلدة التي أقيمت في ساحتها حديقة كبيرة وطرقات تربطها بقرى محيطه بها، و يتم تأمين الأقساط والكتب المدرسية لجميع الطلاب المحتاجين، وبُنيت عشرون شقّة سكنية لإسكان شباب من البلدة راغبين في الزواج ريثما يؤمنون منازلهم الخاصة. ويذكر أبناء البلدة أن «مؤسسة حجيج الخيريه» وفّرت فرص العمل لنحو مئة شاب من أبناء البلدة، وهي تقدم نفقات العلاج لغير المقتدرين، ورواتب شهرية تفوق الـ 30 ألف دولار للمرضى والمعوزين من البلدة.
أمام ما تقدم، قد يبدو من الطبيعي ان يلتف ابناؤها حول حجيج ولائحته ومختاريه ايضا عند كل استحقاق بلدي ويتناسون فيه حزازياتهم الحزبيه، معطلين بذلك دور الحزبين الرئيسيين أقله في تلك المناسبة الانتخابية.
اللائحة الفائزة بالاسماء والارقام: قاسم محمد حجيج: 889، محمد نمر قصير:832، محسن يوسف ياسين:820، حسين علي مجبر:808، مصطفى حسن شعيتو:819، حسن محمد شعيتو:718، حسين محمود ناصر الدين:789، حسن احمد أيوب:780، عبد الرؤوف محمود محسن: 784، علي يوسف الاطرش: 781، محمد سليم ناصر الدين: 771، فادي ابرهيم الاطرش: 763، وسام أحمد حجيج: 777، رانيا جواد سلامي ناصر الدين: 755، خزعل علي حجيج: 753.
واوضحت دائرة العلاقات الاعلامية في "حزب الله" ان الحزب لم يرشح احداً في الانتخابات البلدية في دير انطار، والمرشحون الذين خاضوا الانتخابات في البلدة المذكورة محسوبون من حركة أمل.
