صور... قطار الثنائي السريع ثُقب إطاره حيثُ العصب العائلي أقوى من التكليف الشرعي!

لم تكن بلدات قضاء صور وصولاً الى المدينة لتشهد حماسة انتخابية لولا ارتفاع منسوب العصب العائلي في عدد من القرى. وعمل ثنائي حركة "أمل" و"حزب الله" على اطفاء هذا التنافس قدر الامكان في اكثر من قرية، الا ان جمهورهما غير الحزبي تفلت من قبضة تحالفهما وصب كثيرون اصواتهم في وجه لوائح وقفت في وجه لوائح "التنمية والوفاء" اعتراضا على مرشحين ضمّتهم . وكان المعيار هنا عائلياً اكثر منه سياسياً بدليل عدم اعتراض اللوائح المتمردة وغير المكتملة على سياسات "الثنائي". وثمة معارضون رفعوا صور الرئيس نبيه بري ولم يتراجعوا عن ولائهم لخط المقاومة.

وشهدت البلدات السنية: يارين والظهيرة ومروحين والبستان والزلوطية مواجهات عائلية من "العيار الثقيل" مع توقعات لوصول نسبة الناخبين فيها الى 60 في المئة . ولم تغب الحرارة السياسية عن شريط هذه البلدات الحدودية بفعل ميول وجدان اعداد لابأس بها من اهلها الى "تيار المستقبل" و "الجماعة الاسلامية". ولم يلاحظ اي تدخل لـ"حزب الله" و"أمل" مع مجموعات فيها تسبح في فلكهما.

وكانت القوى الأمنية قد اتخذت اجراءات امنية مسبقة بسبب حصول اشكالات عائلية وقعت في الساعات الـ24 التي سبقت بدء الانتخابات، الا ان الناخبين توجهوا الى اقلام الاقتراع وسط اجواء انتخابية هادئة بعيدة من الصخب والتهديدات المتبادلة التي ترافق هذا الاستحقاق عادة. ولوحظ ان اكثر من لائحة استقدمت كتائب من الناخبين الاحتياط في الخارج ولا سيما من بلدان افريقية واوروبية، وظهر هذا الامر في قانا وجويا. ويبدو ان كثيرين منهم ولو سافروا وابتعدوا عن بلداتهم، الا انهم لم يخرجوا بعد من نطاق "حارة التحتا وحارة الفوقا" وهذا الجب العائلي وذاك.
وعمل المشرفون على ماكينتي الحركة والحزب على اصدار دفعة جديدة من القرى التي فازت مجالسها بالتزكية. ولدى توجه الناخبين الى مراكز الاقتراع صباح امس تبلغوا ان مرشحين من خارج دائرة الثنائي انسحبوا من المواجهة نتيجة ضغوط عائلية وحزبية ولم يبق في الميدان سوى الاسماء المطلوبة. وانضمت باتوليه وشمع ورشكنانية والحميري الى سلة البلديات التي خرجت من مولد هذا الاستحقاق من دون انتخابات. ولم تسلم اكثر البلدات من مواجهة بين المرشحين على المخاتير.

ألوان يسارية
وفي المناسبة ثمة بلدات لا تزال الوان الأحزاب اليسارية تطل منها: في صريفا والقليلة والبازورية مسقط الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله. ولمن لا يصدق فإن وجوها من البعثيين العراقيين تحت اسم "حزب الطليعة" خاضوا هذه المواجهة ولا يزالون يحتفظون في منازلهم بصور ملهمهم صدام حسين . ولم يتخلّ الشيوعيون عن رفع راياتهم الحمر ولا القوميون عن زوبعتهم وما زالوا يقولون لمن يعنيه الامر"نحن ما زلنا هنا"، وان كان حضورهم في بلدات صور اقل مما هو في قرى النبطية ومرجعيون.
ولم تكن صور عاصمة القضاء الا نسخة عن شقيقاتها بفعل الفوز المتوقع للائحة "التنمية والوفاء" التي يقودها جناحا "امل" والحزب مع سريان اخبار تشطيب عند ابواب مراكز الاقتراع وقد كذبتها ماكينة الطرفين، وينافسهما مرشحون من "حركة مواطنوان ومواطنات" الى مستقلين. وخاض الصوريون مواجهات في المخاتير وخصوصاً في حي الجورة الذي تنافس عليه ستة لاحتلال مقعدين.
يرجع اطمئنان "أمل" و"حزب الله " في قضاء صور الى عدم وجود منافسين حقيقيين في مواجهة عجلات قطارهما وان تعطلت اطاراته في اكثر من بلدة حيث كان العصب العائلي اقوى من التكليف الشرعي!