هل اهتز تحالف الأشهر بين "القوات" و"الوطني الحر"؟

أقل من 4 أشهر على اتفاق "اعلان النيات" بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر". وقد خاض هذا التحالف الجنيني  أول اختبار جدي له في الاستحقاق البلدي والاختياري. نجح في مناطق وأجهض في أخرى وعلى الرغم من ذلك يعرب الطرفان عن رضاهما الكامل على ما حققه الاتفاق، ويعيدان سبب عدم فاعليته في بعض المناطق إلى طبيعة الاستحقاق الذي يعتمد في جوهره على الانماء ورأي العائلات والواقع الأهلي للمدينة أو القرية، فيما يبقى الاختبار الحقيقي، حيث المعارك السياسية البحتة في الانتخابات النيابية، فضلاً عن مدى تأثر الاتفاق بالقانون، ونوعه.

بعيداً عن الارقام، فإن البعض لاحظ عدم قدرة التحالف على مواجهة موقع النائب ميشال المر في المتن، فضلاً عن نتائج جونية بعكس نجاح الاتفاق في زحلة ومناطق أخرى، إذ يؤكد عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب فريد الياس الخازن أن الاتفاق أظهر فاعليته في مناطق وغابت عن أخرى ويعيد السبب إلى "الواقع المحلي للبلدة، فحتى لو اتفقت الاحزاب مع بعضها فللمدينة او القرية كيانها وواقعها، والأكيد أنه كان هناك مسعى جدي من التيار والقوات بأن يتفقوا في المكان الذي يستطيعون الاجتماع فيه، لأن هناك مناطق كان لها خصوصيتها".
زحلة كان مثالاً بارزاً للاتفاق بعكس جونية، حيث خاض كل طرف المعركة وحده، لكن "على الأقل لم نشهد الحدة في المنافسة في جونية كان هناك مسعى جدي ليكون هناك لائحة توافقية وحصلت المفاوضات طوال اسابيع لكنها لم تنجح والطرفان كانا يسعيان جديا إلى ذلك، لكن واقع العائلات كان أكثر تأثيراً وفي الحدت الأمر نفسه، أما التحالف في كسروان وجبيل والشوف كان متأثرا بطبيعة القوى المحلية"، وعلى الرغم من تحالف القوات والتيار في المتن إلا أن النائب ميشال المر لم يهتز، ويقول الخازن "المتن له خصوصية فهناك الاحزاب وميشال المر وكل بلدة لها وضعها والخريطة السياسة تختلف عن الشوف وكسروان وجبيل، وللنائب المر موقعه ونفوذه في المتن وهو تاريخيا اقرب إلى الكتائب".
الخازن أكثر واقعية بقراءة النتائج ويوضح: "لا نستطيع أن تبني على أمال واحلام، فهذا التحالف عمره أشهر وعلى رغم عمره القصير أعتقد أنه كان هناك مساع جدية وصادقة من الطرفين ولم يتوقع أحد هذا الامر"، مذكراً بأن "الأحزاب التي تملك تحالفات مثل امل وحزب الله أخذت وقتا طويلا ليكون تحالفها فعالاً على المستوى المحلي، وبالتالي أي تحالف بين طرفين يحتاج إلى وقت لينضج".
هل ستظهر قوة الاتفاق في الانتخابات النيابية؟ يجيب الخازن: "يعتمد ذلك اولا على القانون الذي ستجري وفقه الانتخابات، فنحن نتحدث عن دوائر كبيرة وفي النيابة لن تكون الاعتبارات المحلية سيدة الموقف، بعكس البلدية حيث تجر هذه الاعتبارات الاحزاب، في الانتخابات النيباية ستكون المسائل أكبر ولا تأثير للخصوصيات وبالتالي الامتحان الحقيقي لأي تحالف بين قوتين اساسيتين هي في الانتخابات النيابية".

رضى عن الاختبار

"القوات" أيضا راضية عن الاختبار الأول للاتفاق، ويؤكد منسق حزب "القوات اللبنانية" في بيروت عماد واكيم لـ"النهار" أن "التحالف مع الوطني الحر لم يهتز"، معتبرا أن "هناك أطرافاً سياسية محلية تستهدفه، وسنظهر ما حصل في كل منطقة وفق الجداول والارقام، فهناك نجاحات لكل طرف ونجاحات سوياً ونحن نعرف قبل الانتخابات طبيعة الحدث، وهناك منطقة تحتاج إلى تغيير في سبيل الافضل ومناطق اخرى اعتادت على التقليدية والاقطاعية، وهي معركة محلية انمائية لكن في المدن تأخذ احيانا الطابع السياسي".
وفي شأن المتن يسأل: "النائب المر قال أنه ربح 41 بلدية والكتائب اعلنوا فوزهم في 31 ما يعني 72 بلدية، علما ان البلديات يبلغ عددها 54، فكيف ذلك؟ ونحن تحالفنا مع النائب المر في الخنشارة، وكانت هناك تحالفات في مناطق أخرى معه ومع الكتائب والوطني الحر"، ويضيف: "في ضبية مثلا فازت لائحة قبلان الاشقر، ويستطيع المر أن يقول انه فاز، ونحن ايضا لدينا عضوان وفازا فنستطيع ان نعلن فوزنا والامر عينه بالنسبة للكتائب والوطني الحر، ما يعني احتساب البلديات 4 مرات". أما عن جونية فيقول: "الجميع لاحظ اننا لم ندفع فيها نحو معركة من سقف عال لأننا نعتبر انها تخص الجنرال بالسياسة أكثر منا".
وفي رأيه، ان "الاتفاق كان ايجابياً في هذه الانتخابات، والتحالفات زادت من قوته، لكن يبدو أن هناك ماكينات حزبية ومحلية منزعجة من هذا التحالف ويعطونه الطابع السياسي في هذه المعركة، لكننا لم نقل ذلك، فأحياناً القوات نفسها تكون منقسمة في منطقة واحدة"، وأضاف: "في اول تجربة للاتفاق يمكننا القول إنه نجح ويجب ان نقومه بقدر حجمه فنحن لا نتحدث عن انتخابات نيابية، ويجب ان يتم نقويمه في المواقف السياسية الكبرى، ونقول لكل من يهاجمنا: هل استطعتم ان تغيروا قانون الستين في المجلس؟ ما الذي اوقف المجلس عن التشريع ودفع إلى درس القانون ؟ مواقفهم او مواقف القوات والتيار؟ هناك من يبالغ في وقت نبحث عن المصلحة المسيحية في سبيل المصلحة الوطنية ".

[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer