عاليه تقترع... لوائح ملغومة وتشطيب في الشويفات واقبال مسيحي في كفرمتى

من قال أن الجبل إرتاح نتيجة التفاهمات السياسية؟ ومن قال أن تحالفات زعيمي الجبل النائبين وليد جنبلاط وطلال ارسلان إنسحبت على كل الإستحقاقات؟ ها هي أولها، الإنتخابات البلدية والإختيارية أفضت إشكالات في أكثر من منطقة أبرزها مسقط رأس رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب ارسلان الذي خاض المعركة الإنتخابات البلدية برعاية عائلات المدينة مقابل الحزب التقدمي الإشتراكي الذي لبس عباءة المجتمع المدني وخاض معركته ضده أي ضد الحزب الديموقراطي اللبناني، ربما لإستنهاض الشارع الإشتراكي ولإعادة إثبات الوجود. إنتخابات الشويفات إنطلقت سياسية وإنتهت سياسية بإمتياز.
إلا أن المشهد السائد في بلدات وقرى قضاء عاليه فطغى عليه الدور الذي لعبته العائلات والأجباب في إنتخاباتها، فكانت لوائح من نسيج سياسي عائلي واجتماعي بكل تلاوينه.

الشويفات
الأجواء الهادئة إنسحبت طوال اليوم الإنتخابي في حارات الشويفات الثلاث. كثرة مندوبين لـ"لائحة قرار الشويفات" المدعومة من النائب أرسلان وللائحة المجتمع المدني "الشويفات مدينة للحياة" وبغياب شبه تام لاي حضور ظاهر للتقدمي الإشتراكي ول" الديموقراطي اللبناني".
وقد اتجه الشويفاتيون إلى ثلاثة مراكز اقتراع لاختيار ثمانية عشر عضوا للمجلس البلدي مرشحيهم مع وجود 53 مرشحاً إلى عضوية المجلس البلدي يتنافسون على ثمانية عشر مقعداً، فضلاً تسعة مخاتير، بعد استحداث موقعي مختار (أربعة في حي العمروسية)، (ثلاثة في حي الأمراء)و(اثنان في حي القبة). وسط إستنفار تام لماكينة الحزبين إنما بدون مظاهر حزبية، فيما عمم "المجتمع المدني" لائحة تضم ثلاثة عشر عضواً، عممت لائحة "العائلات – أرسلان" قائمة مكتملة من ثمانية عشر عضواً، وانتشرت لائحة ثالثة للحزب التقدمي الاشتراكي ضمت إلى أعضاء لائحة "الشويفات مدينة للحياة" خمسة أعضاء من الحزب.

ومع اكتظاظ مراكز الاقتراع قرابة العاشرة صباحاً حتى أصبح الكتف على الكتف، ظهرت لوائح "ملغومة" وأشار مقربون من اللائحتين إلى أن "التشطيب" كان سائداً، وهذا ما يعكس حدة المنافسة، وأشار الدكتور جهاد صعب، من المجتمع المدني (وهو غير مرشح) إلى أن "اللائحة تضم فقط ثلاثة عشر عضوا لاعتبارات متصلة بخصوصية التمثيل الطائفي، وهذا من المسلمات بالنسبة إلينا، فضلاً عن أن اللائحة تضم مرشحين من الطائفة المسيحية، هما فارس جريديني وامين ايوب، ومن الطائفة السنية داني الضاهر"، وشكر"الاشتراكي" لإعلانه "دعم الكوتا النسائية والمجتمع المدني"، لافتا إلى أن "اللائحة تضم ثلاث نساء هن: الدكتورة ندى صعب، الزميلة ميسم الريشاني وندى سلمان، فضلا عن ممثلين عن مختلف العائلات".
وأكد مصدر مسؤول في "الديموقراطي" أن "الحزب كان جزءا من تزكية بعض البلديات إلى جانب الحزب التقدمي"، لافتا إلى "اننا نحترم قرار العائلات وهذا موقف رئيس الحزب"، وشدد على أن "يوم الاثنين سيكون يوما عاديا مهما كانت النتائج"، وأكد أن "ليس هناك معركة وإنما تنافس".
وبحسب لوائح الشطب فهناك 12929 ناخبا ًفي الشويفات بأحيائها الثلاثة. وحتى السادسة مساء كان عدد المقترعين قد بلغ في حي العمروسية ما يُقارب ال 2000 وفي حي الأمراء 1500 وفي حي القبة 1600 من أصل 12929 ناخباً أي بنسبة 40%.

وقال النائب طلال أرسلان بعد الإدلاء بصوته في المدرسة الرسمية في حي الأمراء:"هذا استحقاق لا بد منه، وان شاء الله أن يكون اليوم مناسبة للوصول الى افضل الخيارات في الانتخابات البلدية والاختيارية للشويفات ولصالح اهل الشويفات. واعود وأكرر أن من يصل اليوم في العملية الإنتخابية فسيكون الصغير إبننا والكبير أخ لنا".
ورداً على سؤال قال: "لقد عملتُ جهدي للوصول الى توافق لكن مع الأسف وصلت الأمور الى ما وصلت اليه. إلا أن ما أؤكده بأني رفضت خيار الأحزاب ورفضت بأن يكون هناك محاصصة سياسية بموضوع المجلس البلدي ولجأت أخيراً الى قرار عائلات الشويفات".

حتى أن ارتفاع نسبة المقترعين التي تخطت الخمس والثلاثين في المئة قرابة الظهر، لم تعكس حيوية سياسية بقدر ما عكست حضور العصبيات في مداها الضيّق، حتى أنه لم يكن ثمة برامج إلا لزوم المشهد الانتخابي، إضافة إلى أن تزكية بعض القرى جاءت حاملة خصوصية بين الحزب والعائلة، ومنها، قرى وبلدات: شانيه، بتاتر، عين الرمانة (قضاء عاليه)، ديرقوبل، سرحمول وغيرها، فيما المعارك التي ارتسمت اليوم بعضها بدا بعضها "كسر العظم" وتحديد الأحجام (الشويفات نموذجا)، وقوى وأحزاب سياسية أعجز من أن تخوض الاستحقاق بروحية برنامج وتوجه عام، فضلا عن مصالح وكسارات ومرامل دخلت على خط المواجهة (حمانا وعين دارة)، مباشرة أو بالإنابة.

بيصور
من الشويفات، إلى عرمون، صعودا إلى الشحار الغربي، ومنه إلى بيصور صعودا حتى صوفر وعين دارة توزعت تراوحت الأجواء بين توتر وتشنج وهدوء وترقب. ففي بيصور، بدت الأجواء هادئة رغم شدة التنافس، ووصلت نسبة الإقتراع إلى عتبة الـ 60 في المئة حوالي الساعة الثانية والنصف بعد الظهر ويتنافس الأعضاء على لائحتين، "لائحة الوفاق" برئاسة نديم أنيس ملاعب ويدعمها الحزب الديموقراطي، ولائحة بيصور الغد برئاسة صلاح عارف ملاعب ويدعمها الاشتراكي، ولكن مع تداخل عائلي، حالَ دون توصيف التنافس على أساس حزبي، إذ توزَعت الأحزاب على اللائحتين.

عبيه –عين درافيل

وفي بلدة عبيه – عين درافيل، بدت المنافسة على أشدها على الرئاسة بين مرشحين من آل حمزة، إلا أن المجتمع المدني حضّر لوصول أحد أعضائه منفرداً للوصول إلى البلدية، لكي يكون له صوتٌ في موضوع مطمر الناعمة، ووصلت نسبة الإقتراع في عين درافيل 80 بالمئة، وفي عبيه اقترع 100 من أبنائها العائدين (مسيحيون) حتى الساعة الثانية والنصف، أما نسبة التصويت الدرزي فيرجح أن تتخطى الـ50 في المئة، وتركزَ التنافس بين "لائحة القرار الحر" برئاسة رئيس البلدية غسان حمزة و"لائحة الإنماء والتجدد" برئاسة خالد حمزة.

عرمون
وفي عرمون عكس المشهد تنافسا حادا، بين لائحة يرأسها رئيس البلدية فضيل الجوهري، وهي مكونة من عائلات وأحزاب، و"لائحة التضامن العرموني" تمثل الحزب التقدمي الإشتراكي والعائلات، وإنما في المشهد العام، بدا أن عرمون تقترع بعائلاتها التي شكلت رافعة للائحتين.

عين دارة
وتنافست لائحتان في عين دارة، "عيندارة بلدتي" بين برئاسة رئيس البلدية سامي حداد ومشاركة الدكتور فؤاد حداد، و"لائحة الكل عيندارة" بمشاركة العميدين مارون بدر وفؤاد هيدموس وشوقي بدر، وتهدف إلى كسر التقليد لجهة حصرية موقع الرئاسة الذي يؤول بالعرف إلى عائلة حداد، واللائحتان تمثلان تلاوين العائلات والمجتمع العينداري.

صوفر
وتنافست لائحتان في صوفر إحداهما مكتملة باثني عشر عضواً، وهي لائحة "صوفر الآن" مدعومة من الحزب التقدمي الإشتراكي بالتنسيق مع الحزب الديموقراطي برئاسة كمال شيا. ولائحة "جنة لبنان" برئاسة أكرم شيا وهي لائحة غير مكتملة.
وفي مجدلبعنا، تنافست لائحتان على 12 مقعد بلدي برئاسة روزبا عبد الخالق بالتنسيق بين الإشتراكي والقومي والديموقراطي والثانية برئاسة فواز عبد الخالق.

كفرمتى
وفي كفرمتى التي خاضت الإنتخابات البلدية للمرة الثانية من بعد إنتهاء الحرب اللبنانية بحضور مسيحي، كانت الساحة للائحتين، الأولى مدعومة من الحزب الإشتراكي ومكتملة، وهي برئاسة الإشتراكي أجود خدّاج وتضم خمسة مسيحيين بحسب الأعراف والثانية برئاسة نظير خداج الإشتراكي أيضاً إلا أنها مدعومة من عائلات البلدة وأحزابها الباقية، وهي تضم 14 عضواً أي ينقصها عضو واحد، مسيحي.
في كفرمتى ما يقارب 3500 ناخب يقترع منهم عادة حوالي 1800 وكان اللافت الإقبال المسيحي على قلمي الإقتراع القديس جاورجيوس فيما إقترع الدروز في القاعة العامة وسط البلدة. وقد قاربت المشاركة المسيحية قبيل الثالثة ال50 %. فأعتبرت بالنسبة العالية.