الأربعاء - 08 أيار 2024

إعلان

الأمل هو كلّ ما تبقى للنازحين المسيحيين من شمال العراق

المصدر: (أ ف ب)
الأمل هو كلّ ما تبقى للنازحين المسيحيين من شمال العراق
الأمل هو كلّ ما تبقى للنازحين المسيحيين من شمال العراق
A+ A-

شارك الاف المسيحيين العراقيين وهم يحملون الشموع تكريما للسيدة العذراء في الاحتفال بعيد "الطواف" في عين كاوة، شمال العراق، بعيدا من منازلهم التي طردهم منها تنظيم "الدولة الاسلامية".


كثيرون منهم كانوا يعيشون في الموصل، ثاني مدن العراق وكبرى مدن محافظة نينوى، ولم يكونوا يعرفوا قبل ستة اشهر مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي.


وقد يكون البعض يعرف اربيل قليلا رغم انها لا تبعد سوى عشرات الكيلومترات عن الموصل التي اتوا منها، وباتت المدينة الاخيرة اليوم وكانها تبعد عنهم سنوات ضوئية بعد سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" عليها. اما حياتهم اليوم فهي عبارة عن انتظار داخل خيم منذ فرارهم من هجمات هذا التنظيم في حزيران الماضي.


واحتفل هؤلاء المسيحيون مساء أمس في عين كاوة، غرب مدينة اربيل (320 كلم شمال بغداد)، بعيد "الطواف" بمشاركة الكاردينال فيليب باربارين رئيس اساقفة ليون الفرنسية، الذي عبّر عن دعمه لهم خلال زيارة قام بها على رأس وفد يضم نحو مئة شخص .


ولعدم تمكنه من الحضور شخصيا، قام البابا فرنسيس بارسال هذا الوفد ليمثله وليعبر من خلاله عن الدعم لمسيحيي الشرق.
وحمل الكاردينال فيليب خلال زيارته، وهي الثانية التي يقوم بها هذه السنة الى اربيل، خمسة الاف شمعة لتبادلها "مع اخوته" في الشرق كتقليد يقوم به اهالي ليون كل ثامن من كانون الاول، لتزيين شبابيك المدينة تكريما للسيدة العذراء.


وقال مارتين اوفي (23 عاما) قبل ان تبدأ المسيرة "نشعر بشيء من الحزن لان هذه المسيرة مع الشموع كنا نقوم بها كل عام في رأس السنة في قرقوش".
واضاف الشاب الذي يعمل في جمعية لرعاية الاطفال النازحين مثله، "في نفس الوقت، رغم كل ما يحدث، نتمنى من كل قلوبنا ان نتمكن من القيام بشيء ولا نقف مكتوفي الايدي".


من جانبه، قال الراهب الدومينيكاني سرمد كولو (34 عاما) من اهالي الموصل ان "الامل موجود دائما ولكن الى متى ؟".
ويتساءل عما سيقوم به الوفد لمساعدتهم في العودة الى منازلهم او الرحيل عن العراق، او على الاقل "ليشعروا بانهم ليسوا منسييين".
واسفر الهجوم الذي شنه في حزيران تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق وسوريا، عن تشريد مئات الاف اللاجئين، ومنهم عشرات الاف المسيحيين.
ويؤكد البابا دائما على عدم نسيان مسيحيي الشرق الكلدان او السريان.


ومما قاله البابا في رسالته لهم"ان المسيحيين يطردون من الشرق الاوسط وسط عذاب شديد"، في اشارة الى المتطرفين من عناصر "الدولة الاسلامية" الذي يسيطرون على مناطق واسعة في العراق وسوريا، من دون ان يسمي التنظيم.


واضاف البابا في كلمته بالايطالية التي كتبت ترجمتها على اسفل شاشتين ضخمتين: "اتمنى لكم العودة الى دياركم".
ولدى انتهاء الكلمة تفرقت الحشود في عين كاوة، التي يعيش فيها عشرات الالاف من النازحين الذين لجأوا الى منازل ومواقع تجارية مهجورة ومجمعات خيم كقرى صغيرة انتشرت حول عدد من الكنائس.


بعد ذلك، لم يبق سوى عدد قليل من الجنود الاكراد في المكان، فيما وجدت مجموعة من الشبان على مقربة منهم.


وقالت احدى الفتيات ردا على سؤال عن المستقبل الذي ينتظرهم "الكثير من الامل"، في حين ردت اخرى "الأسود" قبل ان تقول شابة ثالثة ما يتفق الجميع عليه بأن "الحق الوحيد الذي نملكه اليوم في العراق هو حقنا بان نحلم".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم