الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

"داعش"- 11 أيلول: الحرب مستمرة

المصدر: "النهار"
محمد نمر
A+ A-

في مثل هذا اليوم منذ 13 عاماً وقف العالم بدهشة أمام شاشات التلفزة، يتابع دخان الارهاب الأسود يتصاعد من بلاد القوة العظمى. انها الساعة 8:46 صباح 11 ايلول 2001، اصطدمت الطائرة المدنية الاولى بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي، وما هي إلا دقائق وتحديداً عند الساعة 9:03 حتى اصطدمت الثانية بالبرج الجنوبي، وبعد اكثر من نصف ساعة كانت الثالثة قد اصطدمت بمبنى البنتاغون، فيما الرابعة تحطمت قبل بلوغها الهدف. خلال ساعة واحدة قتل أكثر من 2977 شخصاً من جنسيات مختلفة وفقد 24 وسقط آلاف الجرحى على أرض اميركية.


ومنذ ذلك الوقت دخلت أميركا معركة "محاربة الارهاب" والبحث عن مخطط العملية اسامة بن لادن، لكنها ورغم الوصول إليه وقتله في عقر داره بعد 10 سنوات من الهجمة، لم تستطع القوة العظمى ازالة تنظيم "القاعدة"، يقوده اليوم ايمن الظواهري الذي اعلن منذ ايام عن فرع جديد للتنظيم في الهند.


في المكان نفسه
وبعد 13 سنة على مرور هذا الحدث المؤلم، يقف الاميركي في المكان نفسه، يتابع من خلف الشاشة ذبح الاميركيين بدم بارد على يد "الدولة الاسلامية" التي تمددت بسرعة واصبحت تسيطر على ثلث العراق وعلى مناطق واسعة في سوريا اهمها الرقة. وبالامس اختار الرئيس الاميركي باراك اوباما التوقيت المناسب ليعلن عن خطته في مواجهة "داعش"، معلناً استعداده لضربها في سوريا، ليعيد إلى أذهان المراقبين الحربين اللتين خاضهما الاميركي في افغانستان مسقطاً نظام طالبان وفي العراق مسقطا نظام الرئيس صدام حسين.


من "11 ايلول إلى داعش"
عاشت أميركا دورة سياسية وعسكرية بعد 11 ايلول، وبحسب سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة، فإن "رد الفعل الاول للاميركي على هجمات 11 ايلول كان الانتقام، فدخلت واشنطن في حربين (العراق وافغانستان) فاشلتين، من دون ان تفكر كيف ستكون نهايتهما، وفي آخر عهد الرئيس بوش الابن، حصلت اعادة حسابات، فابعد المحافظون الجدد وبدأ يعود إلى منتصف الطريق، وعندما جاء الرئيس باراك اوباما أخذت عقارب الساعة تدور من اليمين إلى اقصى اليسار، وانسحب من العالم وانعزلت اميركا، وبفعل هذا الانعزال ولد الفراغ الذي ملأه "داعش" والمتطرفون، والمثال الاكبر هو عدم التدخل في سوريا في الوقت المناسب، ولهذا السبب وصلنا إلى الحال التي نعيشها اليوم وعاد الخطر الى اميركا".


القيادة من الخلف
يريد أوباما اعادة الدور الاستراتيجي لاميركا في المنطقة، ويقول طبارة: "خطاب الرئيس الاميركي أمس يظهر ان عقارب الساعة الى الوسط وإلى دور اميركا التقليدي في قيادة العالم الحر لمحاربة التطرف". لكن الأميركي ورغم اعلان حربه على الارهاب بعد هجمات 11 ايلول لم يستطع ازالة "القاعدة"، ويعيد طبارة السبب إلى أنه "مع سياسة اوباما الانعزالية والانسحاب من العالم، اراد الاخير ان يعوّض عن ذلك بطرق اخرى لمحاربة الارهاب، فأطلق عليها اسم "القيادة من الخلف"، كالتي قام بها في ليبيا، حيث كان الناتو في المقدمة وهو يساعد من الخلف، لكن هذه السياسة لن تدوم، لانه لا احد يريد ان يقود العالم اذا كانت اميركا تريد البقاء كمساعدة من الخلف، فضلاً عن محاربة اوباما الارهاب بطرق غير ناجعة، تعتمد مثلاً على الطائرة من دون طيار التي تقتل رئيس منطقة، لكنها تخلق في الوقت نفسه عشرات من المتذمرين، يصبحون متطرفين اسلاميين واليوم بدأ الاعتراف بان هذه الطريقة لست ناجحة في محاربة الارهاب".


هل تنجح خطة أوباما؟
والسؤال الذي يتسابق عليه الجميع، هل ستنجح خطة اوباما في ازالة "داعش"؟ يجيب طبارة: "ستضعف التنظيم على الاقل، لكن الخطة تحتاج إلى متطلبات ليست سهلة، فمثلاً من الصعب الوصول إلى التحالف السني – الشيعي - الكردي في العراق، لأن هناك جيوشاً في العراق على الأرض، وحتى تصبح الخطة فاعلة تحتاج إلى وقت، لذا يقتصر الامر في المرحلة الاولى على اضعاف قوة داعش، لكن في مراحل متقدمة سيتم القضاء على التنظيم في شكل كبير".


من دون موافقة الأسد
معادلة "لا يمكن القضاء على داعش في العراق من دون القضاء عليه في سوريا" يتفق عليها الجميع، لكن وبعد اعلان اوباما استعداده لضرب "داعش" في سوريا، سارعت روسيا للحفاظ على شرعية حليفها النظام السوري، مشترطة احترام القانون الدولي، ويذكر طبارة بان "روسيا تختلف مع اميركا على شرعية النظام، فهي ترى ان النظام شرعي فيما اميركا لا ترى له اي وجود شرعي، ولا تشعر ان هناك ضرورة لأخذ موافقة منه قبل توجيه ضربات إلى داعش، ولهذا تعتبر اميركا انها تستطيع دخول سوريا من دون موافقة النظام لأنه غير شرعي، وسيقتصر الرد الروسي على الاعتراض، لأن روسيا موافقة على ضرب "داعش"، فهي مهددة أكثر من أميركا من هذا التنظيم، خصوصاً في ظل الهواجس الآتية من الشيشان".


"داعش" لم تصل اميركا بعد


أما السفير اللبناني السابق في واشنطن عبد الله بو حبيب، فيرفض وضع هجمات 11 ايلول و"داعش" في الخانة نفسها، ويقول لـ"النهار":11 ايلول كانت ضربة في اميركا ولا ينساها الاميركي، فيما داعش لا زالت بعيدة عن اميركا كثيرا، وقد تصل لكنها لم تصل بعد".
ولا يرى بو حبيب ان اثر جريمة ذبح الاميركيين توازي جريمة 11 ايلول في نفوس الاميركيين، مذكراً بانه "سقط للاميركي أكثر من 5000 شخص في العراق و40 الف جريح، إلا أن الاكيد بالنسبة إلى بو حبيب أن "اميركا مهتمة بمواجهة "داعش"، لكنها لن تواجه من دون تحالف دولي، خصوصا اقليمي"، يتمثل اليوم بالتحالف الذي يسعى إليه الوزير جون كيري. ويلفت إلى أن "الاميركي يريد أن يضرب لكنه يريد ايضاً جيشاً يركض خلفه ويملأ الفراغ".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم