السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الدولة vs الشعب

المصدر: النهار
سيلينا بريدي
الدولة vs الشعب
الدولة vs الشعب
A+ A-

أسباب تنظيم المباراة بين الدّولة الّلبنانيّة والشّعب الّلبناني واختيار هذين المنافسين: المشاكل اليوميّة الحياتيّة للشّعب الّلبناني، التّدهور المالي والاقتصادي، النفايات على الطّرقات، زحمة السّير الخانقة، حالة الطّرق السّيّئة، عدم تأمين كهرباء 24/24 مقابل لامبالاة رجال السّياسة من الوضع السّيئ، السجالات السخيفة بين مختلف الأطراف السياسيين، عدم القدرة على الثبات على خطط طويلة الأمد لحلّ مشكلتي النّفايات والكهرباء.

الغاية من المباراة: حصول الشعب على أبسط حقوقه وتأمين لنفسه ظروف معيشيّة "طبيعيّة".

عوائق فوز الشّعب الّلبناني: التّدخلات الخارجية في شؤون لبنان الدّاخلية، وعلاقة "الأخوّة" بين بعض الأحزاب السياسية اللبنانية مع الخارج.

بالفعل، حتّى لو اتخذت السلطة السياسية قرارًا جدّيًّا في إيجاد حلّ لأزمات البلاد، ووضعت خططًا اقتصاديّة، وأقرّت قوانين لمكافحة الفساد والبطالة فكل ذلك دون جدوى. نعم، إنّ جميع هذه الخطط الإصلاحيّة لن تحلّ المشاكل ولن تجعل من لبنان بلدًا متقدّمًا يواجه مشاكله بطرق علميّة في ظلّ التدخّلات الخارجيّة من "الأشقّاء" العرب وغير العرب الأمر الذي ليس سرًّا. فمختلف المحاور الخارجيّة من الممكن أن يكون لها كلمة نهائيّة في القرارات المتّخذة يوميًّا والقوانين المشرّعة عبر الأحزاب السياسيّة الّلبنانيّة المتحالفة معها. إذا كانت قرارات ومشاريع الدّولة اللبنانية لا تتناسب مع المصالح الخارجيّة المعينة فمن الممكن أن لا تمرّ لتصبح قابلة للتّنفيذ.

بات من المعلوم أنّ التدخلات الخارجية المباشرة وغير المباشرة سبّبت وما زالت تسبّب جزءاً من الأزمات الكبيرة في لبنان، وعلى سبيل المثال التّوتّر في الخليج العربيّ ومضيق هرمز أي التوتّر بين أبرز محورين على الساحة الّلبنانيّة أو العقوبات الأميركيّة على "حزب الّله"، فهي تؤثّر أحيانًا سلبًا على المواطن الّلبناني. فبعض التّجّار الّلبنانيين العاملين مع إحدى الدّول العربيّة البارزة على السّاحة الّلبنانيّة تأثّر عمله سلبًا بعد ما أخذت هذه الدّولة قرارًا في إيصال رسالة شديدة الّلهجة إلى السّلطات الّلبنانيّة بسبب تصرّفات معيّنة، فتهدّدت لقمة عيش التّاجر المعني. أيضًا، بعض الشّركات المحلّيّة باتت تختار موظّفيها على أساس المحور الذي يدعمه. كما قلّ عدد الاستثمارات الأجنبيّة والشّركات العالميّة على الأراضي الّلبنانيّة بسبب المخاوف من اندلاع أزمة. النتائج كثيرة، لكن الضّحيّة واحدة وهي المواطن الّلبناني الّذي أصبحت غايته الوحيدة في بلدٍ كلبنان تأمين لقمة عيشه للاستمرار بالحياة.

أخيرًا، رسالة إلى جميع السياسيين اللبنانيين: هل أنتم مدركون للوضع الذي تضعون فيه المواطن اللبناني حفاظًا على مصالحكم الشخصية وتحالفاتكم الخارجيّة؟ ونسأل أيضًا: هل يمكن أن تكون مشكلة البطالة وأزمة العمل والوضع المعيشي الحالي نتيجة هذه التدخلات الخارجية وليس فقط نتيجة الأزمة الاقتصادية وديون الدولة؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم