اشترِك في نشرتنا الإخبارية
"وصول الداعية الآلي إلى الإمارات"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
28-12-2021 | 13:51
المصدر: النهار
تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي صورة وفيديو بمزاعم انهما يظهران "وصول داعية آلي إلى الامارات"، وان "الامارات تفكر في توظيفه خطيب جمعة". غير أنّ هذا الادعاء لا اساس له. في واقع الامر، ما يُشاهَد هو "أوّل إنسان آلي تفاعلي يتكلم العربية" صنعه مختبر تابع لجامعة العين في دولة الإمارات، عام 2009. وأطلق عليه اسم "ابن سينا". FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: يظهر في الصورة ثلاثة أشخاص وقفوا مبتسمين الى جانب روبوت، على ما يبدو، في هيئة رجل بجلباب وغُتُرة وعُقال، بينما يشاهد في الفيديو الروبوت وهو يتفاعل بالعربية مع متكلميه. منذ ايام، تكثف التشارك في الصورة والفيديو، عبر صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا...). وقد أرفقا بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "وصول الداعية الروبوت إلى الإمارات بعد الحج الافتراضي... دولة الإمارات تفكر في توظيف رجل آلي (كخطيب جمعة) يتم شحنه بالخطبة المطلوبة ليلقيها على الناس".
التدقيق:
يبيّن البحث عن الصورة والفيديو انه سبق ان انتشرا بالمزاعم ذاتها في وسائل التواصل الاجتماعي، خلال الاعوام الماضية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، قبل ان يتجدّد أخيرا.
- حقيقة الصورة والفيديو -
غير أن المزاعم المرفقة بالصورة والفيديو لا صحة لها، وفقا لما يبين تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عن الصورة، وايضا عن لقطة شاشة من الفيديو، عبر مختلف محركات البحث، يضعنا امام مواقع اخبارية وحسابات (مثل هنا، هنا، هنا...)، نشرت عام 2009 الفيديو، وتقارير عن الانسان الآلي "ابن سينا" الذي صنعه مختبر تابع لجامعة العين في الامارات، وهو "أول انسان آلي تفاعلي يتكلم العربية، فيما يمكن البدء قريباً بانتاج هذا الانسان الآلي بكميات واستخدامه في مجالات عدة بما في ذلك كبائع في المحلات التجارية"، وفقا لتقرير لوكالة فرانس برس (هنا، هنا، هنا، هنا).
ويجسد الانسان الآلي ابن سينا "شخصية الفيلسوف والعالم المسلم الذي عاش في القرن الحادي عشر، إلا انه يمكن ان يأخذ اشكالاً اخرى في المستقبل". وقال الباحث اليوناني الدكتور نيكولاس مافريديس Dr. Nikolaos Mavridis الذي ترأس الفريق الذي صنع "ابن سينا"، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، وايضا في موقعه الالكتروني (هنا): "انه اول انسان آلي يتكلم العربية". وأضاف أن الإنسان الآلي "يسمح لنا بإجراء أبحاث كما انه وسيلة تعليمية لان الطلاب يحبون العمل معه".
ملاحظة: الدكتور نيكولاس مافريديس هو الشخص الذي يظهر في الصورة المتناقلة الى يسار الانسان الآلي. ويمكن مشاهدته في صورة اخرى مع "ابن سينا" (هنا، هنا، هنا).
وقد أكد مافريديس الحائز شهادة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، ان الإنسان الآلي الذي صنعه فريقه المؤلف من 12 طالبا يمكن بسهولة استخدامه كعامل استقبال أو كبائع. وقال: "يمكنه القيام بأمور عدة من تلقاء نفسه، فهو يجيب على سؤالين تعريفيين ويمكن ان يتصل بالانترنت للبحث عن معلومة. كما يمكنه أن يظهر على شاشته بضائع معروضة للبيع".
ويبلغ طول "ابن سينا" 1,50 مترا ويلبس ثوبا وعمامة ليكون شبيه الفيلسفوف الذي ولد في اوزبكستان الحالية. وعندما يتكلم الرجل الآلي الملتحي بالعربية الفصحى، تتغير تعابير وجهه، وفقا لتقرير وكالة فرانس برس.
وأمنت شركة هانسن روبوتيكس القسم الميكانيكي من الرجل الآلي، بينما تولى مافريديس العمل على برنامج التشغيل طوال اكثر من عام.
وبحسب مافريديس، يمكن "ابن سينا" ان "يرى" وان يتعرف على الاشياء وان يرد على الأسئلة وان يقرأ خطابا ويستخلص مضمونه. ونشر في موقعه الالكتروني فيديوات عدة عن ابن سينا.
وموّل المشروع رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان مباشرة. وكلف المشروع مئتي ألف دولار، وقد استخدم هذا المبلغ لتطوير التقنية التي صنع "ابن سينا" على اساسها، على ما أوردت وكالة فرانس برس في تقريرها.
وقد تم عرض ابن سينا في معرض IEHE 2010 في الرياض بالمملكة العربية السعودية، وكذلك في جيتكس 2009 في دبي، وآيدكس 2009 في أبوظبي، وفي العديد من مراكز التسوق. في المجموع، شاهده أكثر من 10000 شخص وهو يتفاعل مع البشر، وقد تفاعل معه أكثر من 500 شخص بشكل مباشر، على ما ذكر الدكتور مافريديس في موقعه.
يشار الى ان منصة هيئة مكافحة الاشاعات المتخصصة بتقصي صحة الاخبار والصور، سبق ان نشرت تدقيقا حول الفيديو والصورة المتناقلين (هنا)، مبينة حقيقتهما.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة والفيديو يظهران "وصول داعية آلي إلى الامارات"، وان "الامارات تفكر في توظيفه خطيب جمعة". في واقع الامر، ما يُشاهَد هو أول إنسان آلي تفاعلي يتكلم العربية، صنعه مختبر تابع لجامعة العين في دولة الإمارات، عام 2009. وأطلق عليه اسم "ابن سينا".
