الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

البابا فرنسيس: الأخبار الملفّقة والمضلّلة عن كوفيد-19 واللقاحات "انتهاك لحقوق الإنسان"

المصدر: رويترز- النهار
البابا فرنسيس خلال اللقاء الاسبوعي العام في قاعة بولس السادس بالفاتيكان (26 ك2 2022، أ ف ب).
البابا فرنسيس خلال اللقاء الاسبوعي العام في قاعة بولس السادس بالفاتيكان (26 ك2 2022، أ ف ب).
A+ A-
قال البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، اليوم الجمعة، إن نشر الأخبار الملفقة والمضللة عن جائحة كوفيد-19 واللقاحات المقاومة لها، بما فيها تلك التي تبثها وسائل الإعلام الكاثوليكية، يعد انتهاكا لحقوق الإنسان.

وهذه هي المرة الثانية خلال أقل من شهر التي يتحدث فيها البابا البالغ 85 عاما عن هذا الأمر.
 
قبل ثلاثة أسابيع، أدان التضليل الأيديولوجي "الذي لا أساس له" بشأن اللقاحات، في خطوة لدعم حملات التطعيم الوطنية، واصفا الرعاية الصحية بأنها التزام أخلاقي.

جاءت تعليقات البابا في كلمة ألقاها أمام "كاثوليك فاكت تشيكينغ دوت كوم"، وهو اتحاد لوسائل إعلام كاثوليكية يقول موقعه الإلكتروني إن هدفه هو "كشف الأخبار الملفقة والمعلومات المضللة حول اللقاحات المضادة لكوفيد".

وقال البابا فرنسيس، امام أعضاء الاتحاد الدولي لوسائل الاعلام الكاثوليكية، اليوم الجمعة (فاتيكان نيوز): "في هذه المرحلة، بالإضافة إلى الوباء، ينتشر "الوباء المعلوماتي"، أي تشويه الواقع القائم على الخوف، والذي يردد في المجتمع العالمي أصداء وتعليقات حول أخبار كاذبة ما لم تكن مخترعَة. وبالتالي يمكن أن يساهم في هذا الجو في مُعظم الأحيان وعن غير قصد أيضًا تكاثر وتداخل ما يسمى بالمعلومات والتعليقات والآراء "العلمية"، التي ينتهي بها الأمر إلى إحداث ارتباك لدى القارئ أو المستمع.
 
واضاف: "الحصول على المعلومات الصحيحة، والمساعدة على الفهم على أساس البيانات العلمية، وليس على أساس الأخبار الزائفة، هو حق من حقوق الإنسان. وبالتالي يجب ضمان الحصول على المعلومات الصحيحة أولاً للفقراء والضعفاء والأشخاص الأكثر هشاشة".

واذ دعا الى "التصدّى للأخبار الكاذبة"، شدد على ان "علينا على الدوام أن نحترم الأشخاص، الذين غالبًا ما يلتزمون بها من دون حذر ومسؤولية". وقال: "يتبنى الإعلامي المسيحي الأسلوب الإنجيلي، ويبني الجسور، وهو صانع سلام أيضًا ولاسيما في البحث عن الحقيقة. ونهجه ليس معارضة الأشخاص، فهو لا يتّخذ مواقف تفوق، ولا يُبسِّط الواقع، لكي لا يسقط في إيمانية ذات طابع علمي. إنَّ العلم في الواقع هو نهج مستمر لحل المشاكل. والواقع هو على الدوام أكثر تعقيدًا مما نعتقد وعلينا أن نحترم شكوك الأشخاص وقلقهم وأسئلتهم ونسعى لمرافقتهم دون أن نعاملهم بغرور". 
 
واضاف: "كمسيحيين، علينا أن نكون أول من يتجنب منطق المعارضة والتبسيط، ونحاول دائمًا أن نقترب ونرافق ونجيب بطريقة هادئة ومنطقية على الأسئلة والاعتراضات. لنحاول أن نعمل من أجل المعلومات الصحيحة والصادقة حول فيروس الكورونا واللقاحات، وإنما دون حفر خنادق، وبدون عزل. يدعونا الوباء لكي نفتح أعيننا على ما هو أساسي، وما هو ثمين حقًّا، وعلى الضرورة لأن نخلِّص أنفسنا معًا. لذلك لنحاول أن نكون معًا من أجل الآخرين وليس أبدًا ضدّهم. ولنتذكر أن الحصول على اللقاحات والعلاجات يجب أن يكون مضمونًا للجميع، حتى الأشخاص الأشد فقراً: لأننا سنشفى إذا تعافينا معًا".
 
وختم: "لا نتعبنَّ أبدًا من التحقق من الأخبار، وتقديم البيانات بشكل مناسب، وأن نكون في بحثٍ على الدوام. لا يمكننا أن نُخضع البحث عن الحقيقة لمنظور تجاري، أو مصالح الأقوياء، أو المصالح الاقتصادية الكبرى. أن نكون معًا من أجل الحقيقة يعني أيضًا البحث عن ترياق للخوارزميات المصممة لزيادة الأرباح التجارية إلى أقصى حد، وهذا يعني تعزيز مجتمع مستنير وعادل وسليم ومستدام. بدون مُصحِّحٍ أخلاقي، تولِّد هذه الأدوات بيئات من التطرف وتقود الأشخاص إلى تطرف خطير. وبالتالي فالترياق المضاد لأي نوع من التزييف هو أن نسمح للحقيقة بأن تُطهرنا. بالنسبة للمسيحي، ليست الحقيقة أبدًا مجرد مفهوم يتعلق بالحكم على الأشياء. إنَّ الحقيقة تتعلّق بالحياة بأسرها. إن العمل في خدمة الحقيقة يعني إذن أن نبحث عما يخدم الشركة ويعزز خير الجميع، وليس عما يعزل ويُفرِّق ويُناقض".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم