الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

ما حقيقة "المعجزة مع قسّ بروتستانتي ركل برجله أيقونة العذراء مريم"؟ FactCheck#

المصدر: النهار
هالة حمصي
هالة حمصي
القس البروتستانتي سيرجيو فون هيلدر (صفحته في الفايسبوك).
القس البروتستانتي سيرجيو فون هيلدر (صفحته في الفايسبوك).
A+ A-
تضجّ صفحات، خصوصا ذات طابع مسيحي، بقصة "القس البروتستانتي سيرجيو فون هيلدر الذي ركل برجله أيقونة العذراء مريم"، وبـ"معجزة" مزعومة حصلت معه لاحقاً "جعلته يترك العقيدة البروتستانتيّة، وراح يجوب العالم يحض المؤمنين على تكريم العذراء مريم"، وفقا للمزاعم المتناقلة. غير أنّ قصة "المعجزة" المزعومة "لا صحة لها"، بتأكيد من القس سيرجيو فون هيلدر Sérgio Von Helder لـ"النّهار"، قائلا إنه "لا يزال قسّا بروتستانتيا"، و"إيماني لم يتغيّر". FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت وسألت من أجلكم 
 
الوقائع: منذ ايام، ينتشر منشور بكثافة في صفحات في الفايسبوك، خصوصا ذات طابع مسيحي (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، بعنوان "قس بروتستانتي ركل برجله أيقونة العذراء مريم! فماذا حدث؟!". وتضمن رواية مزعومة عن "القس البروتستانتيّ سيرجيو فون هيلدر الذي ركل برجله اليمنى أيقونة العذراء مريم سيّدة البرازيل بساو باولو، والمعروفة باسم أباريسيدا"، و"الألم الذي شعر به لاحقا في ساقه"، وكيف "زارته العذراء مريم في هيئة ممرضة سوداء في مستشفى بأميركا، حيث كان يتلقى العلاج"، الأمر الذي "جعله يندم عمّا بدر منه من إهانات تجاهها، فتاب وترك العقيدة البروتستانتيّة وراح يجوب العالم، راوياً حكايته في كل مكان، حاضّاً على تكريم العذراء مريم...".
 
 
والمنشور ذاته سبق ان انتشر في الاعوام الماضية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). 
 
التدقيق: 
الرواية المزعومة منسوبة الى سفير لبنان السابق في البرازيل فؤاد أنيس الخوري.
 
وفي اتصال أجرته معه "النهار"، أكد انه بالفعل مصدر القصة المتداولة، وانه ذكرها، في الحاشية في الجزء الثاني من كتابه "كوخ في السماء" الذي أصدره عام 2007، والذي خصّصه للكلام على "العذراء في حياتي". 
 
 
وقال الخوري الذي كان سفيرا في البرازيل من 2003 الى 2009، إن "الرواية عن القس فون هيلدر نشرها في الحاشية في الجزء الثاني من كتابه، ضمن كلامه على زياراته للمزارات المريمية في العالم، لا سيما عذراء اباريسيدا في البرازيل، وذلك بعد انتشارها الواسع يومذاك في الصحف البرازيلية (نجدها ايضا هنا، وهنا)".
 
واضاف: "كتبت في الحاشية "يُنسَب إلى سيدة اباريسيدا" (الصورة أدناه)، وذلك في اشارة الى ما استقيته يومذاك من صحف برازيلية تداولت قصة فون هيلدر، من دون تبنّيها". 
 
 
ولكن كيف ردّ القس سيرجيو فون هيلدر على القصة المتداولة بشأنه؟   
أكد، في اتصال لـ"النهار"، أن "هذه القصة غير صحيحة"، و"أنا ما زلت أعمل كقسّ بروتستانتي. الكرازة ضد عبادة الأصنام!". 
 
وارسل الينا غلاف كتاب وضعه بعنوان (بالبرتغالية) UM CHUTE NA IDOLATRIA (اي ركلة لعبادة الاصنام)، صادر عن دار إكليسيا Eclesia (204 صفحات). وقال: "هذا هو الكتاب الذي كتبته. إيماني لم يتغيّر!". 
 
 
عام 2014، اكد فون هيلدر، وفقا لموقع اخباري برازيلي، عدم صحة هذه الرواية "الشائعة"، وذلك في تقرير عنه وعن كتابه الذي "ينتقد فيه بشدة الكنيسة الكاثوليكية وتعاليمها، لا سيما حول العذراء مريم" (هنا، هنا).   
 
في الواقع، يطل القس فون هيلدر، عبر قناته في يوتيوب (هنا)، وصفحته في الفايسبوك (هنا، وهنا ايضا)، شارحا في الكتاب المقدس، انطلاقا من "ايمانه الذي لم يتغيّر"، وذلك منذ واقعة ركله تمثالا لسيدة أباريسيدا، شفيعة البرازيل (لدى الكاثوليك)- وليس ايقونة كما جاء في المنشور المتناقل- خلال بث مباشر على التلفزيون، يوم كان مطرانا في الكنيسة العالمية لملكوت الله الخمسينية في البرازيل، في 12 تشرين الاول 1995، وذلك تعبيراً عن معتقدات تنادي بها كنيسته، للقول إنه "من الخطأ أن يعلق البرازيليون آمالهم على القديسين أو التماثيل أو الصور" الكاثوليكية.  
 
وقد اثارت هذه الواقعة (الفيديو هنا) التي تُعرَف بتسمية Chute na santa (اي ركل  القديس)، جدلا كبيرا في البرازيل يومذاك. و"قد اضطر إيدير ماسيدو، مؤسس الكنيسة العالمية لملكوت الله، الى تقديم الاعتذار على شاشة التلفزيون، عن الموقف "الطائش" و"الأحمق" لفون هيلدر. وبعد تعبير الأساقفة الكاثوليك عن غضبهم، قبلوا في النهاية الاعتذار، واقاموا قداسا خاصا لتكريم سيدة أباريسيدا. وقد ادت هذه الواقعة الى تنحية فون هيلدر من منصبه في الكنيسة"، على ما أورد موقع christianity today في تقرير في 11 كانون الأول 1995.
 
في الواقع، اضطر ماسيدو مجددا الى الكلام على موضوع فون هيلدر، الاسقف السابق في الكنيسة العالمية لملكوت الله، وهذه المرة لتكذيب شائعة أخرى انتشرت عن "تعرض فون هيلدر لحادث تسبب بقطع ساقه، وذلك عقابا الهيا له بعد ركله تمثال العذراء". وكتب عام 2012 (هنا): "الأسقف السابق سيرجيو فون هيلدر لم يعد جزءًا من خدمة الكنيسة العالمية لملكوت الله بسبب مسائل إيمانية. وكان بصحة جيدة فيما كان معنا. وهو يعمل الآن لحسابه الخاص، ويعيش في الولايات المتحدة الأميركية. وساقه لم تتعرض للبتر".
 
وفقا لتقارير اعلامية برازيلية (هنا، هنا، هنا، هنا)، "نُفِي" القس المثير للجدل فون هيلدر الى الولايات المتحدة، ثم عاش في بورتوريكو والمكسيك وكولومبيا وفنزويلا. وعام 2014، "بعد نحو عقدين، عاد الى البرازيل ليتولى كنيسة الترميم، التي تأسست قبل 12 عامًا في الولايات المتحدة على يد الأسقف أنجيلو باربوسا".
 
وحتى عام 2020، كان فون هيلدر لا يزال يعيش في البرازيل، "مبشراً لدى كنيسة إنجيلية أخرى"، وفقا لما أورد موقع UOL البرازيلي في تقرير عام 2021. ولدى سؤال القس عما إذا كان في البرازيل مرتبطًا بكنيسة إنجيلية، "أجاب بالنفي".
 
ويبدو انه يعظ حاليًا على الإنترنت، في شكل مستقل، من دون أن يكون مرتبطًا بطائفة دينية محددة. وفي حساباته، لا يذكر اسم اي كنيسة ينتمي اليها. وفي احدى صفحتيه في الفايسبوك، حدّد أنه "يعيش في جيفرسون بجورجيا" في الولايات المتحدة.
 
وقد استقطبت اطلالاته الالكترونية اهتمام مواقع برازيلية (هنا، هنا)، خصوصا للمواقف الدينية التي اطلقها في فيديواته، وركز فيها على التنديد بـ"عبادة الاصنام". 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم