الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

صورة لبوتين "يتعمّد فى المياه المقدّسة قبل أن يغزو أوكرانيا"؟ إليكم الحقيقة FactChech#

المصدر: النهار
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+ A-
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عاري الصدر، بينما كان ينزل الى بركة ماء وسط الثلوج. صورة تكثف تناقلها في وسائل التواصل الاجتماعي، بمزاعم انها تظهر "بوتين لدى ذهابه ليتعمد فى المياه المقدسة قبل أن يغزو أوكرانيا، وليأخذ البركة من آباء الكنيسة الأرثوذكسية". غير أن هذا الادعاء لا صحة له. في الواقع، الصورة قديمة، بحيث تعود الى 19 كانون الثاني 2018، وتظهر بوتين وهو يغطس في المياه الجليدية لبحيرة سيليغر، خلال الاحتفال بعيد الغطاس لدى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: التشارك في الصورة واسع النطاق، بحيث تتناقلها صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا...)، مرفقة بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "بوتين قبل أن يغزو أوكرانيا ذهب ليتعمد فى المياه المقدسة
ويأخذ البركة من آباء الكنيسة الأرثوذكسية!!!". 
 
 
التدقيق:
غير ان المزاعم المرفقة بالصورة لا اساس لها، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحتها. 
 
فالبحث العكسي عن الصورة يقودنا اليها منشورة في موقع آلامي Alamy (هنا)، بحيث أرختها وكالة "تاس" الروسية بـ19 كانون الثاني 2018، اي قبل اكثر من اربعة اعوام. وحددت مكانها: منطقة تفير Tver Region. وقد ارفقتها بشرح أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يغطس في المياه الجليدية لبحيرة سيليغر Seliger خلال الاحتفال بعيد الغطاس".
 
واضافت: "في المسيحية الشرقية، يحيي عيد الغطاس معمودية يسوع المسيح. وتحتفل الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بالعيد بحسب التقويم اليولياني".
 
تصوير: أليكسي دروزينين Alexei Druzhinin/ مكتب الصحافة والإعلام الرئاسي الروسي/ تاس (هنا في موقع Getty Images، وهنا في موقع وكالة اسوشيتد برس). 
 
 
 
الصورة نشرتها ايضا يومذاك العديد من المواقع الاخبارية الغربية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، مع صور اخرى (هنا) وفيديوات لبوتين وهو يغطس في الموقع.
 
 
وفي التفاصيل، "اختار بوتين في ذلك اليوم مياه بحيرة سيليغر المتجمدة، بالقرب من دير نيلو ستولوبنسكايا Nilo-Stolobenskaya، على بعد حوالى 250 ميلاً شمال موسكو، من أجل الغطس"، احتفالا بعيد الغطاس.
 
و"كانت هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها علانية في هذه الطقوس. غير ان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال إن بوتين كان يغطس في مياه جليدية (في مناسبة العيد) منذ سنوات عدة"، على ما اورد موقع "دايلي ميل". 
 
 وردا على سؤال صحافي له: "هل الجو بارد؟"، قال بوتين: "لا، هذا رائع". 
 
- كيريل والغزو الروسي لأوكرانيا -
منذ بدء روسيا هجومها العكسري على اوكرانيا الخميس 24 شباط 2022، عبّر بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل الاول، الحليف المقرب من بوتين، عن مواقف داعمة لهذا الغزو. فهو يرى أن الحرب تشكل حصنًا ضد الغرب الذي يعتبره منحطًا، بخاصة في ما يتعلق بقبول المثلية الجنسية، على ما اوردت وكالة "رويترز" (هنا).
 
ونقلت عن خبراء إن البطريرك كيريل وبوتين يتشاركان في رؤية "روسكي مير" أو "العالم الروسي"، وهي تربط الوحدة الروحية بالتوسع الإقليمي الذي يستهدف أجزاء من الاتحاد السوفياتي السابق.
 
ومن المواقف المعلنة الصريحة للبطريرك، فقد وصف معارضي موسكو في أوكرانيا، في 27 شباط 2022 بأنهم "قوى شر" تريد كسر الوحدة التاريخية بين البلدين، في اليوم الرابع للغزو الروسي للبلاد. ونقلت وكالة انترفاكس عنه قوله خلال عظة الأحد: "فليُنجّنا الله من أن يُستخدم الوضع السياسي الحالي في أوكرانيا، البلد الشقيق القريب منا، بطريقة تفوز بها قوى الشر" (هنا).
 
وفي عظة في 6 آذار، قال كيريل: "من أجل الدخول إلى نادي تلك البلدان، من الضروري إقامة موكب فخر للمثليين. ليس لإعلان موقف سياسي، ليس للتوقيع على أي اتفاقيات، ولكن لإجراء مسيرات فخر للمثليين".

وأضاف: "إذا رأينا انتهاكًا للقانون الإلهي، فلن نتسامح أبدًا مع أولئك الذين يفسدون هذا القانون، ونطمس الخط الفاصل بين القدسية والخطيئة، بل أكثر من ذلك مع أولئك الذين يروجون للخطيئة كمثال أو كأحد نماذج السلوك الإنساني"، وتابع: "هناك حرب حقيقية حول هذا الموضوع اليوم" (هنا).
 
وفي 11 منه، رفض كيريل طلبا من مجلس الكنائس العالمي لاستخدام نفوذه للمساعدة في إنهاء الحرب في أوكرانيا. ووجه كيريل، في خطاب إلى المجلس الذي يقع مقره في جنيف، اللوم "للقوى التي تعتبر روسيا عدوا لها علنا" محملا إياها مسؤولية نشوب الصراع.

واتهم حلف شمال الأطلسي بالتوسع قرب الحدود الروسية وتجاهل مخاوف روسيا، في صدى لما يردده الكرملين. كذلك، اتهم قوى أجنبية بتعمد بث بذور الشقاق بين الروس والأوكرانيين ومحاولة "إعادة تثقيف" الشعب الأوكراني ليصبح عدوا لروسيا (هنا).
 
في 13 آذار 2022، اتخذ كيريل موقفا آخر خلال عظة في موسكو عندما ربط على وجه التحديد "قوى الشر" بأحداث فخر المثليين. ووفقًا للبطريرك، فإن الحرب في أوكرانيا تدور حول "الرفض الجوهري لما يسمى بالقيم التي يقدمها اليوم أولئك الذين يدعون أنهم القوى العالمية" أي الغرب. وقال  إن "الاختبار" حول الجانب الذي تقف معه، وما إذا كان بلدك على استعداد لتنظيم مسيرات فخر المثليين (هنا).
 
وفي 17 منه، كانت للبطريرك كيريل مكالمة عبر الفيديو مع البابا فرنسيس للحديث عن الحرب في أوكرانيا (هنا). وقال بيان دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي ان "البابا اتفق مع البطريرك كيريل على أنّه "يجب الا تستخدم الكنيسة لغة السياسة، وإنما لغة يسوع"، وعلى أن "الكنائس مدعوة لكي تساهم في تعزيز السلام والعدالة". 
 
وفي غمرة هذه المواقف، تسببت مباركة البطريرك كيريل لغزو روسيا لأوكرانيا بانقسام داخل الكنيسة الأرثوذكسية في جميع أنحاء العالم، وأطلقت العنان لتمرد داخلي يقول الخبراء إنه غير مسبوق، وفقا لما كتبت وكالة رويترز (هنا، وهنا ايضا سي أن أن).
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "بوتين لدى ذهابه ليتعمد فى المياه المقدسة قبل أن يغزو أوكرانيا، وليأخذ البركة من آباء الكنيسة الأرثوذكسية". في الواقع، الصورة قديمة، بحيث تعود الى 19 كانون الثاني 2018، وتظهر بوتين وهو يغطس في المياه الجليدية لبحيرة سيليغر، خلال الاحتفال بعيد الغطاس لدى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم