اشترِك في نشرتنا الإخبارية
"بالفيديو قطة تطلب المساعدة تحت مبنى منهار في تركيا"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
17-02-2023 | 13:32
المصدر: النهار
يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم انه يظهر "قطة وهي تطلب المساعدة لانقاذها من مبنى منهار في تركيا بعد الزلزال" الذي ضربها الاثنين 6 شباط 2023. غير أن هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى آذار 2021، ويظهر إنقاذ قطتين بعدما علقتا وراء فواصل خرسانية في أورومتشي بشينجيانغ شمال غرب الصين، وفقاً لما ذكرت صحيفة China Youth daily الصينيّة يومذاك. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
51 ثانية. المشاهد تظهر قطة تطل من وراء فسخ في الاسمنت. ثم تظهر الكاميرا يدا امسكت شاكوشا وبدأت تحطم بعض الاسمنت، فتخرج القطة رأسها من الفتحة قبل ان تحرر جسمها بالكامل، وتجد في انتظارها طبق من الطعام. التشارك في الفيديو تكثف أخيرا عبر حسابات، عربية وأجنبية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وايضا في مواقع (هنا)، أرفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "بالفيديو قطة تطلب المساعدة وسط مبنى منهار في تركيا جراء الزلزال".
Logran rescatar a un gatito en #Turquía luego de estar cuatro días bajo los escombros#Siria #sismo #terremoto #naturaleza #gatos #animales pic.twitter.com/qjblefg5oa
— Alejandro Peña Nieves ☕ (@Alejandrisky) February 11, 2023
- أكثر من 40 الف قتيل -
جاء تداول هذا الفيديو في وقت ارتفع عدد ضحايا الزلزال الكارثي الذي ضرب تركيا وسوريا الاثنين 6 شباط 2023، إلى أكثر من 40 ألف قتيل الجمعة، مع تلاشي الآمال في العثور على ناجين، وفقا لما أوردت وكالة فرانس برس.
وقال مسؤولون ومسعفون إن 38044 شخصا لقوا حتفهم في تركيا و3688 في سوريا من جراء زلزال السادس من شباط، لتصل الحصيلة الإجمالية المؤكدة إلى 41732. وقد أوقفت تركيا عمليات الإنقاذ في بعض المناطق، وفعلت الحكومة في سوريا التي مزقتها الحرب الشيء نفسه في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
غير ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بتركيا أو بالزلزال فيها، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يضعنا أولا امام مواقع، لا سيما صينية، نشرت لقطات شاشة منه، في نيسان- ايار 2021 (هنا، هنا، وهنا، هنا ايضا)، ضمن تقرير عن انقاذ قطتين كانتا عالقتين وراء فواصل خرسانية.
وبالانتقال الى محرك Baidu الصيني، نقع على مزيد من المواقع الصينية التي نشرت لقطات الشاشة من الفيديو في ايار 2021 (هنا، هنا)، بينما نشرت حسابات في موقع Weibo الصيني الفيديو في آب 2022، لا سيما حسابا أمن عام هواينان على الإنترنت وأمن لانغزونغ العام (هنا، هنا، هنا)، مع شرح ان "فتى وجد قطتين محاصرتين وراء فواصل خرسانية، وقد أحضرت الأم أدوات ونجحت في إنقاذهما بعدما علمت بأمرهما".
وقد نسب الحسابان الرسميان أعلاه الفيديو الى موقع صحيفة 中国青年报 China Youth Daily الصينية.
كلمات مفاتيح في موقع الصحيفة (هنا) توصلنا الى الفيديو منشوراً فيه بتاريخ 22 آذار 2021 (هنا، هنا)، مرفقاً بالشرح ذاته اعلاه: "وجد صبي قطتين محاصرتين وراء فواصل خرسانية، وقد نجحت الأم في إنقاذهما باستخدام أدوات بعدما علمت بأمرهما".
وقد أوردت الصحيفة الصينية مزيداً من التفاصيل عن الواقعة في الفيديو. وامكن قراءة: "في الآونة الأخيرة، في أورومتشي بشينجيانغ (شمال غرب الصين)، عثر صبي على قطتين محاصرتين في شقوق الأسمنت، فيما كان في طريقه إلى المدرسة. وقال انه أخبر والدته عندما وصل إلى المنزل. وعندما علمت السيدة شاوتجي Xiaojie بالامر، أحضرت أدواتها لإنقاذ القطتين". و"قد عثرت لاحقا القطتان على اصحابهما".
- أمل في تركيا -
في 14 شباط 2023، نجحت فرق الإنقاذ بانتشال قطة على قيد الحياة من تحت الأنقاض في ولاية أدي يامان جنوب شرق تركيا بعد مرور 178 على الزلزال، وسموها "أوموت" وتعني بالعربية "أمل"، وفقا لما أودرت وكالة الاناضول التركية (هنا).
وقال المتطوع إلياس قزيل إن الفريق يعمل منذ 6 أيام في أنقاض المبنى، وإنه نجح في إنقاذ 5 أشخاص من تحت الركام. وأضاف: "بينما فقدنا الأمل في العثور على مزيد من الناجين، سمعنا اليوم صوت قطة، وتمكنا من إخراجها وهي على قيد الحياة".
وأردف: "أطلقنا عليها اسم أمل لأنها شكلت أملا بالنسبة لنا" للعثور على أشخاص ناجين تحت الأنقاض (هنا ايضا).
كذلك، انتشرت صور، في 16 شباط 2023، لقطة أخرى تم انقاذها من مبنى منهار في كهرمان مرعش بتركيا، بعد 248 ساعة على الزلزال، على ما ذكرت وكالة وكالة فرانس برس.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "قطة تطلب المساعدة لانقاذها من مبنى منهار في تركيا بعد الزلزال" الذي ضربها الاثنين 6 شباط 2023. في الواقع، الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى آذار 2021، ويظهر إنقاذ قطتين بعدما علقتا وراء فواصل خرسانية في أورومتشي بشينجيانغ شمال غرب الصين.
