الجمعة - 17 أيار 2024

إعلان

عمليّات الإنقاذ تتناقص في تركيا بعد الزلزال... حزن "لا يوصف" وغضب وخوف

المصدر: رويترز
رجل إنقاذ يقف أمام أنقاض قرب الموقع الذي انقذت فيه ألينا أولمز بعد 248 ساعة من الزلزال، في كهرمان مرعش (16 شباط 2023، أ ف ب).
رجل إنقاذ يقف أمام أنقاض قرب الموقع الذي انقذت فيه ألينا أولمز بعد 248 ساعة من الزلزال، في كهرمان مرعش (16 شباط 2023، أ ف ب).
A+ A-
أخرج منقذون فتاة على قيد الحياة من تحت الأنقاض في تركيا اليوم الخميس بعد أكثر من عشرة أيام بعد الزلزال المدمر، لكن عمليات الإنقاذ هذه أصبحت نادرة بما يفسح في المجال امام الحزن والغضب مع تلاشي الأمل في العثور على مزيد من الناجين.

وقالت محطة تي.آر.تي خبر أن فتاة في السابعة عشرة من العمر تم إنقاذها في إقليم كهرمان مرعش في جنوب شرق تركيا بعد 248 ساعة من وقوع الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة ووقع في جنح الليل في السادس من شباط.

وأظهرت لقطات المنقذين وهم يحملونها على محفة إلى سيارة إسعاف.

وقالت السلطات إن عدد من قتلوا في أسوأ زلزال يضرب تركيا في تاريخها الحديث ارتفع إلى 36187 على الأقل.
 
وفي سوريا، التي أضاف الزلزال فيها للأزمة الإنسانية بسبب الحرب الدائرة منذ أكثر من 11 عاما، بلغ عدد القتلى المسجل حتى الآن 5800 وهو عدد لم يطرأ عليه تغير يذكر في الأيام الماضية.

وتكثف وكالات الإغاثة الدولية جهودها لمساعدة الملايين الذين تركوا بلا مأوى، وكثير منهم ينامون في الخيام أو المساجد أو المدارس أو في سياراتهم الخاصة.

وناشدت الأمم المتحدة اليوم الخميس العالم جمع أكثر من مليار دولار لمساعدة لعملية الإغاثة التركية. جاء ذلك بعد يومين فقط من مناشدتها لجمع 400 مليون دولار للسوريين.

وقال مارتن غريفيث منسق الأمم المتحدة للمساعدات الذي زار تركيا الأسبوع الماضي إن المواطنين "يعانون حزنا لا يوصف"، مضيفا "يجب أن نقف معهم في أحلك أوقاتهم ونضمن حصولهم على الدعم الذي يحتاجون إليه".

وعلى الرغم من العثور على عدد من الناجين في تركيا أمس الأربعاء إلا أن تقارير عمليات الإنقاذ المماثلة باتت متباعدة. ولم تعلن السلطات في تركيا وسوريا عدد من لا يزالون في عداد المفقودين.

لكن الغضب يتزايد وسط العائلات التي ما زالت تنتظر خروج ذويهم المفقودين بسبب ما يرون أنه ممارسات بناء فاسدة وتطويرا حضريا معيبا بشدة نتج عنه انهيار آلاف المنازل والشركات.

وبينما تهدم آلات الحفر ما تبقى من كتلة سكنية فاخرة في مدينة أنطاكية الجنوبية كانت تعيش فيها ابنتاها، قالت سيفيل كارابدل أوغلو "كان لدي طفلتان. ليس لدي غيرهما. هما تحت الأنقاض".

ويعتقد أن نحو 650 شخصا لقوا حتفهم حين انهار مبنى رينيسانس ريسيدنس في الزلزال.

وأضافت سيفيل كارابدل أوغلو "استأجرنا هذا المكان باعتباره سكنا للنخبة ومكانا آمنا. كيف أعرف أن المقاول بناه بهذه الطريقة؟ الجميع يتطلع إلى تحقيق ربح. جميعهم مذنبون".

وعلى بعد نحو 200 كيلومتر، تجمع نحو 100 شخص، في مقبرة صغيرة في بلدة بازارجيك، لدفن أسرة شابة مكونة من الوالدين، إسماعيل وسيلين، وابنتيهما الصغيرتين الذين لقوا حتفهم في مبنى رينيسانس ريسيدنس الذي هُدم في الزلزال.

ووعدت تركيا بالتحقيق مع أي شخص يشتبه في مسؤوليته عن انهيار المباني وأمرت باحتجاز أكثر من 100 مشتبه بهم، بينهم مطورون.

قوافل المساعدات
عبر الحدود في سوريا، ضرب الزلزال منطقة ممزقة دمرتها 12 عاما من الحرب الأهلية.

وتقول الحكومة السورية إن عدد القتلى في الأراضي الخاضعة لسيطرتها بلغ 1414.
 
وقالت تقارير إن أكثر من أربعة آلاف شخص لقوا حتفهم في الشمال الغربي الخاضع لسيطرة متمردين، لكن رجال الإنقاذ يقولون إنه لم يتم العثور على أي شخص على قيد الحياة هناك منذ التاسع من فبراير شباط.

وأعاق الصراع في سوريا جهود الإغاثة في شمال غرب البلاد ويشعر الكثيرون هناك بالتخلي عنهم بينما تتجه المساعدات إلى أجزاء أخرى من المنطقة المنكوبة المترامية الأطراف.

وانقطعت شحنات المساعدات من تركيا بالكامل في أعقاب الزلزال مباشرة، عندما تم إغلاق طريق تستخدمه الأمم المتحدة مؤقتا.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وافق الرئيس السوري بشار الأسد على فتح معبرين إضافيين للمساعدة بعد أكثر من أسبوع من الزلزال. وطلبت منه منظمة الصحة العالمية الموافقة على فتح المزيد من نقاط العبور.

وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لرويترز إنه حتى اليوم الخميس مرت 119 شاحنة تابعة للأمم المتحدة عبر معبري باب الهوى وباب السلام منذ الزلزال.

في الوقت ذاته، وصلت قافلة مؤلفة من 15 شاحنة مساعدات من قطر إلى مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة المعارضة، محملة بالأغذية والأدوية الأساسية والخيام المطلوبة بشدة.

وقال عبد الله رجب، مسؤول الأمن الغذائي بجمعية قطر الخيرية، إن كثيرين أصيبوا ويحتاجون إلى رعاية طبية. وأضاف أن هذه الشاحنات تحتوي على الأجهزة الطبية اللازمة لإقامة عيادات مؤقتة.

وقال جاجان شاباجين، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إن الأزمة سيطول أمدها وإن منظمته ستعزز مطالبتها للحصول على دعم أكثر بثلاثة أمثال لكلا البلدين.

وقال شاباجين في بيروت وهو في طريقه من سوريا إلى تركيا إن تأثير الزلزال على الناس "لن ينتهي في غضون ثلاثة أشهر، لذا لدينا أفق يمتد 24 شهرا".

وقال البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في تقرير نُشر اليوم الخميس، إن التأثير الاقتصادي المحتمل للزلزال في تركيا قد يؤدي إلى خسارة تصل إلى واحد بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد هذا العام.

وقدر بنك جيه.بي. مورجان الأميركي أن الكلفة المباشرة للدمار الذي لحق بالأبنية في تركيا قد تعادل 2.5 بالمئة من نمو الناتج المحلي أو 25 مليار دولار.

وكانت الآلات الثقيلة تحاول إزالة أكوام الحطام التي تملأ بلدات ومدنا كثيرة في جنوب شرق تركيا. وفر كثيرون من الناجين من مناطق الكوارث، لكن بعضهم قرر البقاء على الرغم من الظروف المروعة.

وقال مصطفى أكان الذي ينام في العراء ويستدفئ بحرق الحطب في دلو "نقيم أودنا في هذه الأيام بالخبز والحساء ووجبات تأتي من مساعدات يرسلها الناس. لم تعد لدينا حياة. نحن خائفون".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم