الخميس - 09 أيار 2024

إعلان

خصائص خفية... كيف يتسلل كورونا إلى الدفاعات المناعية السابقة؟

المصدر: "النهار"
فيروس كورونا ومناعة الجسم.
فيروس كورونا ومناعة الجسم.
A+ A-

 خلال العامين السابقين، طرح العلماء فرضيات متنوعة حول فيروس كورونا أو ما يعرف بكوفيد-19، ولعلّ أهمّها: كيفية انتهاء فيروس سارس واستمرار كورونا في التفشي. ورغم هذه الجدلية، توصل الخبراء إلى دراسة جديدة، مستندة إلى معطيات طبية وبيانات، كشفت أنّ الفيروس الذي يسبب كوفيد-19 (كورونا) يتميز ببعض الخصائص "الخفية" التي سمحت له بالانتقال من خلية إلى أخرى في الجسم عن طريق الجهاز المناعي.

وفي حديث مع موقع "ويب أم دي"، وصف مؤلف الدراسة، شان لو ليو أنّ "شكل انتقال العدوى يحدث تحت الأرض بطريقة غير مرئية. وأضاف الباحث من مركز أبحاث الفيروسات في جامعة ولاية أوهايو في كولومبوس أنّ هذه العملية ليست حساسة تجاه الأجسام المضادة التي تكونت نتيجة العدوى أو تلقي لقاح كورونا.

سارس VS كورونا

تقارن الدراسة الجديدة فيروس كورونا المعروف بـ" SARS-CoV-2 " بالفيروس التاجي السابق (SARS-CoV) الذي تسبّب في تفشي السارس عام 2003. وتلقي الضوء على كيفية انتشار الفيروسات ومقاومة مناعة الشخص.

وتساعد هذه المقارنة في تفسير سبب تفشي الثاني بمعدلات وفيات أعلى بكثير واستمراره ثمانية أشهر فقط، في حين أن الوباء الحالي بدأ منذ عامين دون نهاية قريبة له.

لذا، قام الخبراء بتجارب زراعة الخلايا. وأظهرت أن كورونا يحدّ من إطلاق الجسيمات التي يمكن منع نشاطها بواسطة الأجسام المضادة للفرد. وأوضح ذلك من خلال توصيفه بـ "المحارب المتسلل"، أيّ  يظل مطويًا داخل جدران الخلايا وينتشر من خلية إلى أخرى.

وبناءً عليه، علّق ليو قائلاً: "فيروس كورونا ينتشر بكفاءة من خلية إلى أخرى لأنه لا يوجد أساسًا مناعات من مناعة المضيف".

وبالتالي، يسمح هذا البروتين الشائك المعروف باسم "سبايك" والموجود على سطح الفيروس بالانتشار من خلية إلى أخرى. وعليه، تكون الأجسام المضادة المحايدة أقل فعالية ضد الفيروس عندما ينتشر عبر الخلايا.

كورونا أقوى من سارس

عند مقارنة الفيروسين، وجدت الأبحاث أن فيروس سارس (انتشر عام 2003) أكثر فاعلية في الانتقال الخالي من الخلايا. ويحدث هذا عندما تصيب الجزيئات الفيروسية العائمة بحرية الخلايا المستهدفة عن طريق الارتباط بمستقبل على سطحها. وفي ظل لك، يبقى الفيروس عرضة للأجسام المضادة التي تنتجها العدوى واللقاحات السابقة. بينما انتقال فيروس كورونا من خلية إلى أخرى يجعل من الصعب تحييده عن الأجسام المضادة.

وبالتالي، إنّ الاختلاف الوحيد في هذه الفيروسات يتمثل بالبروتينات الشوكية.

كورونا يخرق مستقبلات ACE2

بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أيضًا أن الفيروس المسبب لكورونا أكثر قدرة على الاندماج مع غشاء الخلية المستهدف، وهي خطوة رئيسية أخرى في هذه العملية. وذلك لأنّ هذا الاندماج هو سبب رئيسي لانتقاله الفعال من خلية إلى خلية.

وحقق الفريق أيضًا في دور البروتين على أسطح الخلايا المعروفة باسم مستقبلات ACE2، وهي بوابة دخول فيروس كورونا. واكتشف أنّ الفيروس يخترق الخلايا ذات المستويات المنخفضة من ACE2، وتتمثل النتيجة بانتقال قوي من خلية إلى أخرى.

وقال مؤلف الدراسة إنّه "من المحتمل أن تكون مقاومة انتقال العدوى من خلية إلى أخرى لتحييد الأجسام المضادة أمرًا يجب أن ننتبه إليه مع استمرار ظهور متغيرات كورونا، بما فيها: أوميكرون".

وكخلاصة، لا يزال هناك العديد من الأشياء المجهولة، بما في ذلك الآلية الدقيقة التي يستخدمها الفيروس للانتشار من خلية إلى أخرى، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على استجابة الأفراد للعدوى، وما إذا كان الانتقال الفعال من خلية إلى خلية يساهم في ظهور وانتشار متغيرات جديدة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم