الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

رائدة الأعمال السعودية مريم موصلّي لـ"النهار العربي": الموضة من أكثر الصّناعات نمواً في المملكة ونسعى لتنافس في السّوق العالميّة

المصدر: النهار العربي
فرح نصور
رائدة الأعمال السعودية مريم موصلّي
رائدة الأعمال السعودية مريم موصلّي
A+ A-
شغفها بالموضة جعلها تصبح إحدى أكثر شخصيات الموضة السعودية تأثيراً. عملت على ترويج قطاع الأزياء السعودي في الخارج وعلامات الأزياء العالمية داخل المملكة، وكان أوّل عرض أزياء مختلَط يقام في السعودية، من تنظيمها. وفيما أسّست مجلس الموضة السعودي، وضعت المملكة على خريطة الموضة عالمياً، وساهمت مساهمةً كبيرة في هذه الصناعة لتكرّمها سيدة البيت الأبيض السابقة، ميشال أوباما على هامش مشاركتها في برنامج  Culturunners، وصُنّفت من بين أكثر 50 امرأة تأثيراً في السعودية من قبل مجلةArabian business .
  
كانت موصلّي دائماً رائدة أعمال في قلبها منذ أن كانت في الصف الرابع، "كنت أحاول بيع شيء ما لشخص ما، لذا أعتقد أنّ ريادة الأعمال هو أمر حقاً موجود في حمضك النووي يدفعك إلى المخاطرة على أمل الحصول على المكافأة"، وفق ما تقول في حوار "النهار العربي" معها عن شغفها وانطلاقتها في عالم ريادة الأعمال.
 
تطوّرت مسيرتها بقدر كبير من الإرادة "أقول للناس دائماً إنّ الأمر يتطلب قدراً كبيراً من التصميم مع قدر متساو من الحظ في المكان المناسب وفي الوقت المناسب، واغتنام الفرصة لا يتعلّق فقط بالعمل الجاد، بل أيضاً بالاستفادة الكاملة منها".
 
وما يتطلب المرأة العربية لتبدأ بمشروعها التجاري الخاص، ترى موصلّي أن "الأمر يتطلب الكثير من التصميم، لأن النساء كنّ يواجهن معوّقات قاسية عندما يتعلق الأمر بدخولنا إلى "غابة العمل"، ولا يزال لدى الكثير من الناس المفاهيم القديمة التي تنظر إلى وجوب أن تكون المرأة في المنزل أو أن تعتني بالأسرة والعائلة، وبالنسبة إلينا كنساء كنا دائماً ضيوفاً بشأن اختياراتنا المهنية، لذلك، أفكر حقاً في عدم الاهتمام بأحكام الآخرين وبالدفع إلى الأمام".
 
وعن التحديات التي واجهتها كسيدة أعمال سعودية، تفيد موصلّي أنه "دائماً ما أخبر الناس أنهم سيتفاجأون بمدى دعم النساء في ريادة الأعمال في المملكة". وتروي في هذا الإطار أنّها بدأت مسيرتها المهنية في سن 21 بعد تخرّجها من الجامعة، وعادت إلى السعودية وانطلقت بالعمل. 
قررت عدم البقاء في الولايات المتحدة لمتابعة مسيرتها المهنية "لأنني كنت أعلم أنني سأقدّم القهوة كمتدرب لشخص ما خلال السنوات الثلاث الأولى". بينما في السعودية، أعطاني حينها رئيس التحرير السابق لـ Arab News خالد المعيني الفرصة على الفور في افتتاح أبواب بالنسبة إلي. كذلك، منحتها شركات ناشئة الفرصة للكتابة في مجال الموضة، "وبالعودة كامرأة سعودية إلى المملكة، شعرت أن الأبواب كانت مفتوحة أمامي، لكن كان الأمر متروكاً لي للاستفادة الكاملة من ذلك"، وفق موصلّي.
 
 
وفي ما يتعلّق بفرص ريادة الأعمال في المملكة أمام المرأة السعودية، تؤكد موصلّي "كنت فعلاً سعيدة لكوني سعودية مغادرة في السعودية في هذا الوقت، فأنا أخبر الناس دائماً أن المملكة هي سوق جديد والسوق الجديدة تعني فرصاً جديدة، لذا فهي مناسبة حقاً لاستغلالها عندما يتعلق الأمر بجهود ريادة الأعمال". وبغض النظر عن المجال الذي تعمل فيه، فالأمر كله يتعلق بالمثابرة وعدم الرد بالرفض.
 
عام 2018، نشرت موصلّي كتاباً لها حمل عنوان "تحت العباءة"، يتحدّث عن "أسلوب الشارع" في الأزياء، شرحت فيه أزياء المنطقة وما يعكس شخصية المرأة السعودية التي ترتديها. وبنسخته الثانية، شكل مبادرة تهدف إلى "كشف الوجوه المتعددة الفريدة للمرأة السعودية". 
 
وكانت الدوافع كثيرة لكتابة هذا الكتاب، لكن الدافع الرئيسي، وفق موصلّي، كان "إيصال صوت النساء في المملكة العربية السعودية والسماح لهنّ برواية قصتهنّ بدلاً من جعل وسائل الإعلام تخبرهن عما كان يحدث لسنوات عديدة من قبل". وتضيف: "الآن فقط نحصل على هذه الفرصة، بحيث إن الضوء مسلّط علينا ونحن بحاجة إلى الاستفادة من هذه الفرصة".
 
لذلك، تنصح موصلّي النساء بأن ينطلقن في أعمالهنّ في وقت مبكِر، "فالأمر كلّه يعتمد على عدم القلق بشأن حكم الآخرين، والثقة في حدسك من أجل المضي قدماً والحصول على هذا النوع من المثابرة للتغلب على أي عقبة تعترض طريقك".
 
 
كما تنصح موصلي النساء السعوديات اللواتي يرغبن في بدء مشروع خاص بهنّ "بالبحث". وتسرد أنه تأتيها دائماً شابات إلى مكتبي يتحدّثن عن شغفهنّ وكيف يردن تحويله إلى عمل تجاري، ودائماً ما أقول لهن الشيء نفسه: "يجب إجراء أبحاث للسوق واكتشاف ما هو مثير بالفعل، مَن هم منافسوكن؟ كيف تبرزن أنفسكن؟ ما هي نقطة البيع الفريدة الخاصة بكن؟".
 
وقد أسّست موصلّي مجلس الموضة السعودي، لتضع بذلك المملكة على خريطة الموضة. وكان الهدف من تأسيسه، وفق موصلّي، "إظهار قدرة المبدعين السعوديين على إيصال وجهة نظرهم". لذا فإن "هذا المجلس ليس منصة للربح، لكن نشرك فيها صانعي المحتوى السعوديين مثل مديري الفنون والمخرجين المبدعين والمصورين ومصممي الأزياء، من أجل عرض مواهبهم بطريقة أصيلة تلقى صدى حقيقياً في سوقنا المحلي"، بحسب موصلّي.
 
في هذا السياق، أين ترى موصلّي السعودية من صناعة الموضة؟ تجيب أن المملكة العربية السعودية تنمو بسرعة كبيرة في ما يتعلق بكل صناعة، والموضة كذلك، إذ "كان لدينا دائماً طريقتنا في ارتداء الملابس، وهي ملابس تقليدية ونفخر بها، ومنها يتميّز بلمحة معاصرة". لكن الموضة مختلفة بعض الشيء، و"تُعدّ واحدة من أكثر الصناعات نمواً لدينا، وأنا أتطلع إلى رعايتها وجعلها منافساً حقيقياً للسوق الدولية".
 
 
وفي حدث غير مسبوق في المملكة، كانت موصلّي أوّل شخص ينظم أول عرض أزياء مختلَط. وتتحدث عن كيفية إنجازها هذا الحدث، ومعناه. في إطار سعيها إلى وضع السعودية على خريطة الموضة العالمية، كان لديها عميل رائع يشجعها ويدفعها إلى فتح الحدود وإلى عرض الأزياء العالمية لأول مرة في السعودية في أجواء مختلطة. وتوضح موصلّي أن "ما أحببته في الفكرة، هو احترامها لثقافتنا، من حيث لباس الفتيات المحتشِم تماماً وإظهار الشباب لهذه الموضة المعاصرة. لذا، كان هناك الكثير من الأشياء التي نسّقناها معاً حتى نحقّق نجاح هذا الحدث، وكانت وسائل الإعلام من أكبر المؤيّدين، وكانت رؤية هذا الحدث يُنفَذ، أمراً مذهلاً".
 
 
موصلّي هي مؤسِّسة شركتها Niche Arabia (منذ 12 عاماً)، وهي وكالة الاتصالات الفاخرة الرائدة في دول الخليج. "هي طفلي"، تصفها موصلّي. إذ دمجت فيها العلامات التجارية الفاخرة العالمية في السوق السعودية، مع علامات سعودية محلية. لذا، "كان منحهم هذه الفكرة نادراً جداً في ذلك الوقت عندما كانت المملكة العربية السعودية مغلَقة تماماً وكان من الصعب الدخول إلى أسواقها". فمن المعلوم أن بعد 12 عاماً، كانت "هامديلا" تتصدّر السوق ونحن نذهب إليها عندما يتعلق الأمر بالعلامات التجارية التي ترغب في معرفة سلوك المستهلك السعودي وما هي عادات الإنفاق وسلوكيات السفر الخاصة بهم.
 
لكن، إلى أي مدى استطاعت موصلّي كسر الصورة النمطية عن المرأة السعودية؟ برأيها، "لا أعتقد أنني تمكنت من كسر أي صورة نمطية، أعتقد أن المرأة السعودية تمكّنت من كسر هذه الصورة النمطية من خلال الظهور أكثر في وسائل الإعلام الرئيسية لوجودها على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهن على الحسابات العامة، وقد أثبتت النساء السعوديات انفتاحاً كبيراً على العالم الخارجي، ورأيت ما كان من قبل خاصاً ومخفياً".
 
أين ترين المرأة السعودية في المستقبل؟ "أرانا نلفّ العالم، وأعتقد أن المرأة السعودية كانت دائماً قوية للغاية وقادرة على المثابرة والتخلّص من أي تحد، وهو شيء كنا دائماً قادرين على التفكير فيه خارج الصندوق وهذه هي القوة التي تتيح لنا تحقيق أي شيء يمكننا تخيله".
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم