الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

نظرة مكيافيلية في مصالح مصر العليا

المصدر: "النهار"
Bookmark
العلم المصري (أ ف ب).
العلم المصري (أ ف ب).
A+ A-
الدكتور كمال ديبمصر هبة النيل هي دولة مركزية ضمن ثلاث دوائر كما جاء في كتاب "فلسفة الثورة" لجمال عبدالناصر: الدائرة الأولى عربية من المحيط إلى الخليج، تمثّلت بقومية عربية مطعّمة مصرياً عاصمتها القاهرة. والدائرة الثانية إسلامية بدولها الستين تقريباً، وهي منتشرة من أميركا اللاتينية وإفريقيا وأوروبا إلى آسيا حيث جزر الفيليبين وإندونيسيا، عاصمتها الأزهر في القاهرة.والدائرة الثالثة أفرو - آسيوية، شاركت مصر في تأسيس هذه الدائرة ضمن منظمة عدم الإنحياز في باندونغ، إندونيسيا عام 1955. حتى أنّ الإعلام الغربي أطلق على هذه الكتلة لقب "العالم الثالث" وهي بالفعل دائرة مصر الثالثة. هذه الدوائر هي الأعماق الثلاثة لنواة هي مصر. ولكن من منظار العام 2024، تلاشت هذه الدوائر حتى وصل التهديد إلى النواة نفسها. فاللبّ القريب من النواة يحيطها من الجنوب (السودان) ومن الغرب (ليبيا) ومن الشرق (بلاد الشام). ومصر حالياً لا تستشعر اللبّ الثلاثي القريب الذي يحرس جغرافيتها، فما بالك أن تلتفت إلى الدوائر الثلاث التي باتت نظريات غير قابلة للتطبيق. والآن لننظر إلى موقع مصر بالأمس واليوم بالتفصيل: أولاً، السودان من الجنوبلا يمكن لمصر أن تهمل السودان، الذي كان سبباً رئيسياً في تعجيل سقوط المملكة المصرية وأسرة الخديوي في ثورة يوليو 1952. لقد نسي الاستراتيجيون في القاهرة اليوم أنّ الدولة المصرية كان اسمها "مملكة مصر والسودان" يحكمها ملك مصر والسودان، وأنّ أصل الخلاف بين الملك فاروق وحكومة بريطانيا كان حول ملكية مصر للسودان لا لبريطانيا، وأنّ اللواء محمد نجيب القائد الأساسي لثورة يوليو كان من الخرطوم عاصمة السودان، وأنّ خلافه مع عبدالناصر كان بسبب موافقة الأخير على التخلي عن السودان في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم