الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

زعيم "الدولة الإسلاميّة" عاش مع أسرته بين النازحين في سوريا... ولم يلحظه أحد

المصدر: رويترز
امرأة تجمع أغراضًا قرب المنزل الذي قضى فيه القرشي في بلدة أطمة بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا (4 شباط 2022، ا ف ب).
امرأة تجمع أغراضًا قرب المنزل الذي قضى فيه القرشي في بلدة أطمة بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا (4 شباط 2022، ا ف ب).
A+ A-
في مكان ناء بسوريا يكتظ بالنازحين الذين شردتهم الحرب الأهلية على مدى 11 عاما، كان زعيم تنظيم الدولة الإسلامية يعيش مع عائلته على مرأى من الجميع.

كانت الأسرة تدفع الإيجار بانتظام في الوقت المحدد، وتفرض على نفسها طوقا من العزلة، في مكان لا يتلصص فيه الجيران على ماضي بعضهم البعض.

تغير كل شيء وتحطمت هذه التفاصيل مساء الخميس، عندما اقتحمت القوات الأميركية الخاصة بلدة أطمة في شمال غرب سوريا لمداهمة المخبأ.

فجر أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، زعيم إحدى أشد الجماعات إثارة للرعب في العالم، نفسه كي لا يقع في الأسر. وتقول الولايات المتحدة إن الانفجار أسفر عن مقتل عدد من أفراد أسرته وآخرين غيرهم.

اعتُبرت وفاته ضربة لتنظيم الدولة الإسلامية مع عودة مقاتليه إلى الظهور كمصدر للتهديد الدموي في سوريا والعراق.

حتى تلك اللحظة، كان سكان المنطقة يعتقدون أن القرشي تاجر سوري آت من حلب بحثا عن الأمان النسبي لنفسه وعائلته في أطمة قرب الحدود التركية، بعيدا عن خطوط المواجهة في الصراع السوري.

لم يكن هناك ما يلفت الأنظار أو يشد الانتباه إلى المبنى المكون من ثلاثة طوابق على أطراف المدينة منذ أن استأجر القرشي شقة فيه قبل عام، حيث أخذ الطابق الأول في البداية قبل أن يتوسع لاستئجار الطابق العلوي أيضا.

قالت امرأة، كانت تعيش في الطابق الأرضي وتشير إلى جيرانها على أنهم "عائلة أبو أحمد"، إن سلوك الأطفال كان طيبا بشكل عام، مضيفة أنهم كانوا يبتعدون عن الأنظار ويرافقون والدتهم إلى المتاجر في بعض الأحيان.

وأضافت المرأة التي اكتفت بتقديم نفسها باسم "أمينة" في مقابلة عبر الهاتف: "كانوا في حالهم وأولادهم كانوا بيلعبوا مع الأولاد برا (بالخارج) بين كل فترة بس ما كان في بينا اجتماعيات".

امتنعت أمينة عن ذكر اسمها بالكامل خوفا من التعرض للانتقام.

وتابعت المرأة أنها تلقت ذات مرة دعوة من إحدى زوجات القرشي، وهي أم أحمد، لتناول الشاي. وقالت لأمينة حينها إن زوجها تاجر من حلب فر من المدينة بسبب الحرب.

بعد أن مضى أوان الدهشة، تتذكر أمينة باستغراب كيف لم تلحظ ندرة ظهوره.

كانت ملابس النساء سوداء تغطيهن بالكامل، وهي طريقة ملبس يُعرف بها المسلمون المحافظون.

وفي حين لم تكن الأسرة من أطمة، ما كان ذلك بالشيء اللافت للانتباه في منطقة فر إليها عشرات الألوف من جميع أنحاء البلاد.

وتقول أمينة: "كنا نفكر أنهم مروا بكثير، بس زي ما بتعرف الكل عنده مأساة هون ما حدا بيحكي للتاني شو صار معه في ها الأزمة وبنفضل تبقى بداخلنا".

الاختباء بجوار الأعداء
تولى القرشي قيادة الدولة الإسلامية بعد مقتل مؤسسها أبو بكر البغدادي في 2019. تشابهت النهايتان، إذ قُتل البغدادي أيضا عندما فجر عبوة ناسفة أثناء غارة للقوات الخاصة الأميركية.

اختبأ البغدادي هو الآخر في شمال غرب سوريا، آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة التي تقاتل الرئيس بشار الأسد. ولم يبعُد مخبأه سوى 25 كيلومترا عن أطمة بمحافظة إدلب أيضا.

كان مخبأ القرشي قريبا من نقطة تفتيش تديرها الجماعة المسلحة التي تسيطر على معظم إدلب وهي هيئة تحرير الشام، الفصيل الذي كان يُعرف في السابق باسم جبهة النصرة، ولها خصومة منذ سنوات مع الدولة الإسلامية.

ولم يكن بعيدا أيضا عن مواقع القوات التركية في منطقة عفرين القريبة بشمال غرب سوريا.

على الرغم من قرب القوات المعادية، كان المكان جيدا نسبيا للاختباء بالنسبة للقرشي الذي كان يسعى لإحياء تنظيم الدولة الإسلامية، الذي سيطر على ثلث العراق وسوريا في 2014 قبل أن يتقهقر.

يقول السوريون إن من السهل على الغرباء المرور من دون أن يلحظهم أحد.

وعلاوة على النازحين، يعيش بالمنطقة إسلاميون أجانب سافروا إلى البلاد أثناء الحرب كمتطوعين للقتال أو للأعمال المدنية.

وفي تشرين الأول الماضي، تم القبض على قيادي آخر في تنظيم الدولة الإسلامية، وهو سامي جاسم، في شمال غرب سوريا في عملية عراقية نفذت بمساعدة تركية.

وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض، إن هناك اعتقادا بأن الانفجار أسفر عن مقتل القرشي وزوجتيه وطفل في أحد طوابق المنزل، وطفل آخر على الأرجح كان في طابق آخر مع مساعد القرشي وزوجته اللذين قتلا بعد إطلاق النار على القوات الأميركية.

قال عمال إنقاذ سوريون إن 13 شخصا قتلوا بينهم أربع نساء وستة أطفال.

أضاف شهود إنهم رأوا لعب أطفال متناثرة في الشقق المدمرة.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم