السبت - 04 أيار 2024

إعلان

استقالة حمدوك تزيد الغموض في السودان: أميركا تدعو إلى ضمان استمرار الحكم المدني

المصدر: رويترز
متظاهرون سودانيون يحتشدون في حي الدايم في الخرطوم (2 ك2 2022، أ ف ب).
متظاهرون سودانيون يحتشدون في حي الدايم في الخرطوم (2 ك2 2022، أ ف ب).
A+ A-
حضت الولايات المتحدة زعماء السودان على ضمان استمرار الحكم المدني وإنهاء العنف ضد المحتجين بعد استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك مما زاد الغموض الذي يكتنف عملية انتقالية يُفترض أن تقود إلى انتخابات.

وتولى حمدوك، الخبير الاقتصادي والمسؤول السابق في الأمم المتحدة الذي يحظى باحترام واسع في المجتمع الدولي، منصب رئيس الوزراء بموجب اتفاق لتقاسم السلطة بين الجيش والمدنيين في أعقاب الإطاحة بالزعيم السابق عمر البشير عام 2019.

وحل الجيش حكومته في انقلاب في تشرين الأول، لكنه عاد إلى منصبه بعد شهر بموجب اتفاق تضمن تكليفه بتشكيل حكومة كفاءات قبل انتخابات 2023.

وأعلن حمدوك استقالته يوم الأحد بعد أن عجز عن التوصل إلى توافق لدفع المرحلة الانتقالية إلى الأمام. ودعا إلى إجراء حوار للتوصل إلى اتفاق جديد للمرحلة الانتقالية.

وقال مكتب الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الأميركية على تويتر: "بعد استقالة رئيس الوزراء حمدوك، يتعين على الزعماء السودانيين تنحية الخلافات جانبا والتوصل إلى توافق وضمان استمرار الحكم المدني".

وتباينت ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي في السودان حيال استقالة حمدوك، إذ عبر البعض عن حزنه إزاء خسارة زعيم قالوا إنه يتميز بالحكمة، في حين أعرب البعض الآخر ممن لا يزالون غاضبين من عودة حمدوك بعد الانقلاب عن إصرارهم على إنهاء الحكم العسكري.

وقالت نجاة وهي صيدلانية في الخرطوم: "لم يحقق حمدوك ما كنا نصبو إليه، لكنه (أيضا) لم يخرج إلينا ويتحدث معنا عن العقبات التي يواجهها حتى نتجمع حوله وندعمه".

أما الناشطة ميادة خيري فقالت: "سواء جاء أو ذهب، لا فرق بالنسبة لنا، لأن قضيتنا أصبحت أكبر... سنواصل النهج الثوري".

"أوقات مضطربة"
ووصف جبريل إبراهيم، زعيم المتمردين السابق الذي شغل منصب وزير المالية في حكومة حمدوك، لكنه أبدى دعمه للجيش قبل الانقلاب، استقالة رئيس الوزراء بأنها "مؤسفة".

وكتب إبراهيم على تويتر: "دعونا نحيل هذه المحنة إلى منة وفرصة للم الشمل والعبور بالوطن الى بر الأمان. مسؤولية القوى السياسية اليوم وحاجتها إلى الوقوف مع النفس و مراجعة المواقف أكبر من أي وقت مضى".

وأضاف: "أمتنا بحاجة لتسوية سياسية اليوم أكثر من أي وقت مضى للعبور بأمان خلال هذه الأوقات المضطربة. هناك متسع لاستيعاب الجميع".

وجاءت استقالة حمدوك بعد ساعات من انتهاء أحدث جولة من الاحتجاجات الحاشدة ضد الجيش. وقالت لجنة أطباء متحالفة مع حركة الاحتجاج إن ما لا يقل عن 57 مدنيا قتلوا بسبب تدخل قوات الأمن للتصدي للمتظاهرين أو تفريقهم منذ انقلاب 25 تشرين الأول. ومن المقرر تنظيم احتجاجات أخرى غدا الثلاثاء.

كان حمدوك شريكا رئيسيا للمجتمع الدولي في السودان مع سعي بلاده للخروج من عقود من العزلة والعقوبات التي طالتها في عهد البشير وإنهاء أزمتها الاقتصادية بدعم غربي.

وأعرب الممثل الخاص للأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتيس عن أسفه لقرار حمدوك، قائلا إن الأزمة تثير مخاطر تبديد قدر أكبر من مكتسبات الانتفاضة التي ساعدت على الإطاحة بالبشير.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن أي تعيينات جديدة يجب أن تلتزم بقواعد اتفاق تقاسم السلطة المبرم عام 2019.

وأضافت في بيان: "ينبغي تعيين رئيس الوزراء الجديد والحكومة السودانية المقبلة بما يتوافق مع الإعلان الدستوري من أجل تحقيق أهداف الشعب في الحرية والسلام والعدالة... ويجب وقف العنف ضد المتظاهرين".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم