لبنان يحتضن ثاني أكبر عدد لاجئين نسبة للفرد

يسلط تقرير "الإتّجاهات العالميّة: تهجير قسري في العام 2021" الذي اصدرته المفوضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) الضوء على التهجير القسري حول العالم في أعقاب القمع والحروب والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان. بالأرقام، كشف التقرير أنّ عدد الأشخاص المهجّرين بلغ أعلى مستوى له تاريخيّاً (89.3 مليون شخص) مع نهاية العام 2021 مقارنةً مع 82.4 مليوناً في نهاية العام 2020 وأكثر من ضعفَي المستوى الذي سُجّل في نهاية العام 2012 (عند 42.7 مليوناً). وبذلك يكون عدد الأشخاص المهجّرين حول العالم قد ارتفع بـ6.9 ملايين خلال العام 2021. في هذا الإطار، ذكر تقرير الأمم المتّحدة أنّ نسبة المهجّرين حول العالم، إرتفعت من شخص لكلّ 167 نسمة في العام 2012 إلى شخص لكلّ 95 نسمة في العام 2020 وشخص لكلّ 88 نسمة في العام 2021. إلى ذلك، قسّم التقرير عدد المهجّرين حول العالم الى ثلاث فئات رئيسيّة هي: أشخاص نازحون داخليّاً (53.2 مليون شخص؛ 62.66%) ولاجئون (27.1 مليون شخص؛ 31.92%) وطالبو لجوء (4.6 ملايين شخص؛ 5.42%). وأشار أيضا الىً أنّ معظم اللاجئين قدِموا من سوريا (6.8 ملايين لاجئ) وفنزويلا (4.6 ملايين لاجئ) وأفغانستان (2.7 مليون لاجئ) وجنوب السودان (2.4 مليون) وميانمار (1.2 مليون). في السياق عينه، سجّلت سوريّا أكبر نسبة نزوح داخلي (6.9 ملايين نسمة)، تلتها كلّ من كولومبيا (6.8 ملايين) وجمهورية الكونغو الديموقراطية (5.4 ملايين) واليمن (4.3 ملايين) وإثيوبيا (3.6 ملايين) وأفغانستان (3.5 ملايين). ووفقاً للتقرير، برزت دول أخرى تخطّى عدد النازحين من سكانها المليون شخص في نهاية العام 2021 من ضمنها نيجيريا (نحو 3.2 ملايين) والسودان (نحو 3.1 ملايين) والصومال (نحو 2.9 مليون) وجنوب السودان (نحو 2.1 مليون). أمّا على الصعيد المحليّ، فلفت التقرير إلى أنّ لبنان حلّ ثانياً عالميّاً من حيث عدد اللاجئين نسبةً لعدد سكانه بحيث بلغ هذا المعدّل لاجئاً واحداً لكلّ 8 مواطنين في نهاية العام 2021، متذيلاً أوروبا (لاجئ لكلّ 6 مواطنين)، فيما تبعته كوراساو (لاجئ لكلّ 10 مواطنين) والأردن (لاجئ لكلّ 14 مواطنا) وتركيا (لاجئ لكلّ 23 مواطنا) للذكر لا للحصر. وقد حلّ لبنان في المرتبة الثامنة عالميّاً (مقارنةً مع المرتبة السادسة في العام 2020) من حيث العدد الإجمالي للاجئين (845،900 لاجئ) الموجودين على أراضيه في العام 2021، مقارنةً مع 870،418 لاجئاً في العام 2020. ووفق ما ورد في التقرير الاسبوعي لبنك الاعتماد اللبناني، فإنه يمكن تعليل هذا التراجع بالأوضاع المعيشيّة الصعبة التي تمرّ بها البلاد بما فيها التدهور غير المسبوق في سعر الصرف وغلاء المعيشة المطّرد وغياب السيولة بالعملة الأجنبيّة، ما يجعل تأقلم اللاجئين مع الأوضاع المعيشيّة الجديدة صعباً.