الخميس - 09 أيار 2024

إعلان

العام الدراسي انطلق في لبنان على وَقْع المخاوف والإرباك... "النهار" ترصد المشهد

المصدر: "النهار"
تصوير مروان عساف.
تصوير مروان عساف.
A+ A-
 
في الوقت الذي يشهد العالم اتخاذ تدابير احترازية شديدة الحذر نتيجة انتشار فيروس كورونا، ومع اتخاذ وزير الداخلية قراراً بإقفال المناطق بحسب نسب انتشار الفيروس، اتخذ وزير التربية طارق المجذوب قراراً بإعادة فتح المدارس بالتنسيق مع وزارة الداخلية ضمن شروط وتدابير وصفت بالمقبولة في يومها الأول.
 
المدارس التي أعيد فتح أبوابها في بعض المناطق ومنها العاصمة بيروت شهدت إقبالاً خجولاً للطلاب، فمن ضمن التدابير ألّا يتعدى نسبة الطلاب داخل الصف الواحد 50% على أن تُحترم مسافة المتر ونصف المتر بين الطالب والاخر، مع إلزامية وضع الكمامة.
 
 
قرار وزير التربية بالعودة إلى المدارس أربك الأهالي والمدارس معاً، فعدد كبير من الأهالي فضّل عدم المجذافة بأولادهم، وبحسب قول السيدة ميرفت مراد: "ابني لن يتخرج اليوم إذا ذهب إلى المدرسة، وأفضل بقاءه في المنزل على الذهاب للمدرسة والاحتكاك بالطلاب داخل الباص أو داخل الصفوف، مضيفةً أنه من غير المنطقي التزام الطلاب بوضع الكمامة طوال اليوم، ومن غير المستبعد استبدال الكمامات في ما بينهم، ففي نهاية المطاف هم أطفال والاساتذة لن يتمكنوا من مراقبتهم طوال اليوم".
 
آراء الأهالي شبه متطابقة وشعور الخوف هو المسيطر عليهم، ومن أرسل ابنه للمدرسة انتظره على باب المدرسة ليقوم بتعقيمه قبل دخوله للسيارة وبدأ بطرح الأسئلة عليه: "هل صافحت رفاقك، كيف كان الوضع داخل الصف، هل المسافة آمنة، هل اقتربت من احدهم؟ وغيرها من الاسئلة التي نسمعها يومياً.
 
نقيب المعلمين في المدارس الخاصّة رودولف عبّود، رأى في حديثه لـ"النهار"، أن لا بديل عن التعليم في المدارس ولكن الوضع الحالي استثنائي، وخطوة وزير التربية منتظرة ويجب الالتزام الشديد بها لأن اي خطأ قد يحصل قد يدمر كل الجهود المبذولة للحفاظ على صحة وسلامة الجميع، مضيفاً:  "على كلّ المدارس التأكّد من إمكانيّاتها وإجراءاتها الوقائية، من توعية وتأمين مواد التعقيم وتوزيع التلاميذ في الصفوف، وإلا سنصل إلى نتيجة كارثية".
 
 
الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار أكد لـ"النهار" أنّ "المدارس الكاثوليكية ومعظم المدارس تعيش حالات ضياع كبيرة في ظل 3 قرارات وزارية تتعارض بشأن الإفقال بسبب كورونا وارتفاع عدد الإصابات من عدمه". وأضاف: "بقينا حتى ساعة متأخرة من يوم الأحد لنعرف أي مدارس ستفتح بسبب قرار الإقفال الذي أصدره وزير الداخلية، وبناء عليه قررنا فتح المدارس غير الموجودة في المناطق الحمراء المشمولة بقرار الإقفال، وفتح المدارس في المناطق الأقل خطراً". وتمنى عازار على حكومة تصريف الأعمال أخذ قرار نهائي بشأن الإقفال من عدمه، قائلاً: "نقوم بالمستحيل لتأمين التعليم الجيد للطلاب رغم التحديات ومساعدة الأهالي في عودة الطلاب إلى المدارس والتخفيف عنهم". ودعا الحكومة ووزارة التعليم إلى عدم ربط مصير المدارس الخاصة بالمدارس الرسمية.
 
وأكدت مديرة ثانوية الخديجة الكبرى السيدة ليلى خضر الترك، في حديثها لـ"النهار" أن الالتزام كان كبيراً وعمليات التعقيم مستمرة لجميع الصفوف بينما يتواجد كادر طبي يتابع اي عوارض يمكن أن تحدث لدى الطلاب او الاساتذة في المدرسة.
 
بدوره، أكد مدير العلاقات العامة والاعلام في مدارس المهدي الاسلامية، مهدي فنيش، في حديثه لـ"النهار"، أن المدارس مسؤولة عن حياة 22 ألف طالب وعائلاتهم بالعودة إلى المدرسة، فهي مستمرة في الفترة الحالية بالتعليم عن بعد، وهو الخيار الانسب في الوقت الحالي نظراً لتفشي وباء كورونا، فأي خطأ قد يحصل داخل احدى المدارس قد يضر المجتمع بأكمله.
 
 
كيف كانت بداية العام الدراسي في المناطق اللبنانية؟
 
انطلق العام الدراسي لعام 2020 - 2021 في مدارس منطقة بعلبك الهرمل الرسمية والخاصة، وفي حين كان الالتزام الكلي من المدارس الرسمية بقرار المجذوب، إلا أن المدارس الخاصة اعتمدت آليات متعددة للتدريس، منها اتباع التعليم المدمج ما بين الحضوري أو online، ومدارس ثانية أجلت العام الدراسي حتى بداية العام المقبل معتمدة آلية التعليم عن بعد عبر منصات أعدت لهذه الغاية، في حين أن المدارس التي اعتمدت التعليم الحضوري معظمها لم يلتزم بقرار وزير التربية بالنسبة لاستقبال طلاب الحلقات التعليمية بمراحلها كافة، الا أنه لوحظ التزامها جميعها بإجراءات الوقاية سواء لجهة إلزامية ارتداء الكمامة والتأكد من الحرارة والحفاظ على التباعد بين المتعلمين في الملاعب والصفوف والقاعات، وتوفير مواد التطهير والتعقيم مع تشديد على مراعاة شروط النظافة.
 
قلة من المدارس الخاصة التزمت القرار واستقبلت فقط تلاميذ الشهادة المتوسطة والبكالوريا بقسميها الأول والثاني وتراوحت ساعات التدريس ما بين اربع وست حصص.
وفي عكار انطلق العام الدراسي كباقي المناطق، باستثناء البلدات والقرى الملحوظة ضمن قرار الإقفال الذي اتخذته وزارة الداخلية والبلديات تحوطاً لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد. 
وعلى الرغم من أن الانطلاقة برأي كثيرين محفوفة بالمخاطر  إلا أن الجدية بادية في اتخاذ التدابير الوقائية للرد على هذه الهواجس التي يأخذها بالاعتبار الأهالي بالدرجة الأولى الذين يبذلون جهوداً مضاعفة مع أبنائهم لتنمية ثقافة الحياة الصحية المستجدة وكيفية التأقلم معها وعدم الاستهتار بموجبات الوقاية الصحية المشددة.
 
وكذلك لدى إدارات المدارس والمربين حيث اتخذت تدابير احترازية وفق الآليات المتبعة لجهة التعقيم اليومي والمسافات الآمنة داخل الصفوف والملاعب، والتشديد على عدم المصافحة وعدم تبادل الأدوات والأطعمة وعبوات المياه ما بين التلامذة والطلاب.
ويعتبر اليوم الأول بمثابة انطلاقة اختبارية لكل مدرسة.
في ظل السؤال المطروح لجهة مدى تأقلم كل المعنيين بنجاح العام الدراسي بهذه الأساليب الجديدة التي يبدو أنها ستتحكّم ولفترة غير معروفة، والضياع بين التعلم عن بعد والتعليم حضورياً، ومدى انعكاس كل هذه الأساليب وتعقيداتها التربوية والنفسية والتعلمية على التلامذة.
ويقول الأهالي وكذلك المربون إنها حياة جديدة مختلفة كلياً، والتأقلم معها وعامل الوقت هام جداً.
 
وفي المدرسة الوطنية الأرثوذكسيّة في الشّيخطابا، والتزاماً بقرار وزير التربية، بدأت صفوف التاسع والبكالوريا بقسميها الأول والثاني، بعد أن كان قد انطلق عن بعد لكافة الصفوف. 
حضرت اليوم المجموعات الأولى من الصفوف، حيث لم يتجاوز عدد التلاميذ في الصفّ الواحد ثمانية عشر طالباً كحدّ أقصى، وكان الالتزام بالتباعد الاجتماعي واضحاً، كما التزم المعلّمون والطّلاّب بارتداء الكمامات، هذا وجهّزت الإدارة كافة التدابير الوقائيّة، ووفرّت وسائل التعقيم للجميع.
 
وأكّد مدير المدرسة النائب السابق نضال طعمة، أن المدرسة ملتزمة بقرار معالي وزير التّربية بشكل كامل، داعياً الجميع إلى ذلك من أجل إطلاق العام الدراسيّ بكل لياقة وترتيب. ودعا وزارة التربية إلى الوضوح في القرارت وفي متابعة تنفيذها، فإذا كان بدء صفوف غير المحدّدة في جدولها يشكّل خطراً على السّلامة العامّة فيجب ألاّ تبدأ هذه الصفوف في جميع المدارس، وإذا كان إطلاق هذه الصفوف لا يشكّل خطراً، فيجب أن تطلق الصفوف في كلّ المدارس.
 
وتمنّى طعمة للطلاب كلّ التوفيق، آملاً أن تتحسّن ظروف البلد وظروف النّاس.
 
من جهته، وجّه رئيس لجنة الأساتذة المتعاقدين في التعليم المهني والتقني الرسمي في عكار، وليد نمير، رسالة إلى وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب لمناسبة عودة المدارس في يومها الأول.
 
 
وجاء في الرسالة: "اليوم دوام إن شاء الله. لكن على الوزارة تأمين البنزين للمتعاقد للتنقل، وكذلك تأمين فحوصات الكورونا للمتعاقدين اذا حصل أي عارض لاي استاذ وتأمين عائلته من كافة المستلزمات، وكذلك زيادة رسوم الساعات وقبضها كل شهر وكذلك والأهم دفع ما تبقى من مستحقات عن العام الماضي".
 
أضاف: "عليك الإسراع في اعطاء الضمان الصحي للمتعاقدين، لأن هذا الملف وصلنا فيه إلى النهائيات ونريد معرفة المعرقلين الذين حرموا المتعاقدين من أبسط حقوقهم، فالمطلوب إقراره لتفادي الإذلال لأي متعاقد على أبواب المستشفيات".
 
 
طرابلس
 
وبناءً للقرار الصادر عن وزير الداخلية والبلديات المتعلق بإقفال بعض القرى والبلدات بسبب ارتفاع إصابات فيروس كورونا، أقفلت صباح اليوم جميع المدارس ضمن مناطق طرابلس وضواحيها واستعانت بعض المدارس بالتعليم عن بعد لطلابها. كذلك فإن مدارس زغرتا المدينة والبلدات المشمولة بقرار وزير الداخلية بقيت مقفلة فيما مدارس أخرى في القضاء فتحت أبوابها لكنها لم تتمكن من إطلاق العام الدراسي بشكل رسمي كون غالب إساتذتها من زغرتا وبالتالي لا يمكنهم الالتحاق بمراكز عملهم. وفي الكوره راوحت المدارس بين الفتح والإقفال خصوصاً وأن العديد من قرى القضاء شملها قرار الإقفال، ومن تمكن من تأمين الاساتذة فتح أبوابه واستقبل التلامذة وسط إجراءات صحية قصوى لجهة قياس الحرارة والتباعد والتزام وضع الكمامة.
وفي البترون أقفلت المدارس في المدينة لكنها لم "تقلع جيداً" في القرى والبلدات التي شهدت مدارسها بعض الإرباك لنقص في الأساتذة والطلاب جراء إنفاذ قرار الداخلية. 
وفي بشري المدينة والقضاء لم تفتح المدارس الرسمية والخاصة أبوابها بالاتفاق بين البديات ومستشفى بشرّي الحكومي، وأرجأت ذلك إلى الأسبوع المقبل بعد مراقبة عملية وفعلية لتطور انتشار الكورونا في القضاء.
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم