الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

جب جنين غاضبة... ماذا وراء حرمانها الكهرباء؟

المصدر: "النهار"
الاحتجاجات في جب جنين (مراسل "النهار").
الاحتجاجات في جب جنين (مراسل "النهار").
A+ A-
نفّذ أهالي جب جنين، مركز قضاء البقاع الغربي، "يوم غضب" قطعوا خلاله طرقات، وعطلوا عمل الدوائر الرسمية في مقرّ المحافظة وفي أوجيرو وفي معمل فرز النفايات، وقد تضامن معهم أهالي بلدات لالا وبعلول وكامد اللوز المجاورة، وذلك احتجاجاً على حرمانهم من الكهرباء على الرغم من تنفيذ إصلاح خطّ 66 كيلو فولت الذي يربط معمل عبد العال بمحطة جب جنين، والذي بات "تحت التوتر وبتصرّف مصلحة التنسيق في مؤسسة كهرباء لبنان لنقل الطاقة الى محطة جب جنين وفقا لما تراه مناسباً"، بحسب البيان الذي أصدرته المصلحة الوطنية لنهر الليطاني اليوم. وكان حلّ تزويد جب جنين والقرى الواقعة على خطّ 66 كيلو واط قد تمّ التوافق عليه خلال اجتماع عقد، مطلع الأسبوع الثاني من شهر كانون الأوّل الفائت، في مكتب نائب رئيس مجلس النواب إيلي فرزلي بحضور وزيري الطاقة والمياه وليد فياض والبيئة ناصر ياسين، ونواب البقاع الغربي، ورئيس مجلس إدارة مدير عام كهرباء لبنان كمال حايك ورئيس مجلس إدارة مدير عام المصلحة الوطنية لنهر الليطاني سامي علويه، وتبين يومها أن ربط معمل عبد العال بمحطة جب جنين يستوجب تركيب عمود كهرباء في بلدة سحمر، جرى تمويله من بلدات لالا وبعلول وجب جنين بقيمة 11 ألفاً و500 دولار، وقد أجريت بنجاح مناورة على الخط نهاية الشهر المنصرم، إلّا أنّ الكهرباء ظلّت مقطوعة، الى أن أعلن يوم أمس عن تحرك "يوم الغضب" فشعشعت الكهرباء حتى الانارة العامة الغائبة منذ ثلاث سنوات على ما قال المعتصمون من أهالي جب جنين. ويشير المعتصمون بأنهم لا يتحركون بوجه باقي القرى التي تتغذى من معمل عبد العال، بل للمطالبة بحقهم، سيّما وأن جب جنين قدمت لليطاني 700 دونم من أراضيها، ولالا 1200 دونم ومثلهما بعلول، وهي لا تستفيد من كهرباء مشروع الليطاني، بل تقبع تلك القرى في العتمة بينما القرى من حولها جنوبي النهر وشرقيه تنعم بالكهرباء. مشيرين إلى أنهم لا يطالبون حتى بحقهم بالمساواة مع القرى المجاورة التي تتغذى بالكهرباء من معمل عبد العال بمعدل 22 ساعة، بل بزيادة نسبة التغذية بالكهرباء 10 ساعات من خلال الخط 66 كيلو واط.

واعتبر الاهالي بأنهم يدفعون في الكهرباء فاتورة الخلاف السياسي القائم بين "التيار الوطني الحر" ورئيسه جبران باسيل من جهة مع نائب رئيس مجلس النواب إيلي فرزلي، أبن بلدة جب جنين، وحركة أمل من جهة ثانية.
 

يوافق فرزلي ما ذهب إليه الأهالي من إتهام، ويقول بأنه بعد أن جرى الاتفاق على الحل خلال الاجتماع الذي دعا إليه في مكتبه في مجلس النواب "فوجئنا باستنكاف وزارة الطاقة والادارة عن تحويل الكهرباء. وإذ أطلت الغرف السوداء بمبادرات للاستثمار نكاية بإيلي فرزلي. وراحوا يعرضون حلولاً تؤجل الموضوع 3 و4 أشهر علماً أن مصلحة الليطاني أعلنت بأنها غير قادرة على تزويد الكهرباء إلّا من خط 66 كيلو فولت". وروى فرزلي بأن مدير عام الكهرباء كمال حايك قال أمام الجميع في الاجتماع، وبالفم الملآن، بأنه يتعهد تقنياً الحل الذي تمّ التوصل إليه، "شرط أريد قراراً سياسياً". فبادره فرزلي " عن أي قرار سياسي تتحدث وها هو وزير الطاقة يجلس جنبك؟ "فقد تبين أن هناك غرفاً سوداء وبأن الوزير صورة".

وتابع قائلاً: "لكي تحاربوا إيلي فرزلي تقطعون الكهرباء عن الناس، لم يسبق أن حصل ذلك في العالم"، مشيراً الى أنّه مستعد للتنحي وليأتوا بالكهرباء، مصححاً بأن ليس وحدها جب جنين من ستستفيد من خط 66 كيلو فولت بل أيضا بلدات لالا وبعلول وكامد اللوز وعين عرب وخربة روحا ومدوخا والرفيد والبيرة والمحيدثة وكفردنيس أي كل قرى وادي التيم.

وإذ أيدّ فرزلي الغضب الذي عبّر عنه الأهالي، معتبراً بأنهم محقون بطلبهم الذي لا يؤثر على تغذية أي منطقة أخرى. محذراً من "محاولات زرع فتنة طائفية بالمنطقة بكلّ ما للكلمة من معنى، وهذا أمر ليس وارداً ولن نسمح به".
وإذا كان اتهام فرزلي للجهة المعرقلة ظل مبهماً فإن المعتصمين اتهموا بالاسم التيار الوطني ورئيسه النائب جبران باسيل والناشط في التيار شربل مارون الذي تواصلت معه "النهار" فأوضح الدور الذي لعبه على خط حلّ أزمة الكهرباء، واتهم بدوره فرزلي بالاستثمار السياسي.
وقال مارون بأنه دخل على خط الحل، بصفته أحد مسؤولي الخدمات العامة مركزياً في التيار، بتكليف من الوزير السابق طارق الخطيب يوم زار أزهر البقاع في أيلول الفائت، تلقى على إثره اتصالاً من الشيخ عاصم الجراح لأجل العمل على ملاحقة ملف تزويد بلدتي لالا وبعلول بالكهرباء من محطة عبد العال بناءً على اقتراح لرئيس مجلس إدارة مدير عام مصلحة الليطاني سامي علويه. وعليه عقد اجتماعاً مع بلديتي لالا وبعلول فزودتاه بالاوراق الواردة من مصلحة الليطاني فنقلها بدوره للادارة العامة لكهرباء لبنان، ومن بعدها رفعت كل من بلديات لالا وبعلول وقائمقام البقاع الغربي بالوكالة عن بلدية جب جنين كتباً للإدارة العامة لكهرباء لبنان تكفلوا فيها بالتكاليف مع اتحاد بلديات البحيرة. وجرى تسجيل الكتب في قلم كهرباء لبنان، ومن بعدها وضعت على جدول أعمال مجلس الادارة كونها هبة تحتاج الى موافقة. واشار مارون "اشتغلنا على ملف لتقديمه لإدارة في الدولة، فالادارة ليست شخصاً يتخذ القرار كما يشاء". ومضى قائلاً: "وإذ نفاجأ بهجوم سياسي ومن ثم باجتماع للنواب والوزراء في مكتب نائب رئيس مجلس النواب إيلي فرزلي (...) فتنحينا جانباً من يومها. فإذا كانوا قد انزعجوا من تعاطينا بالملف، وهذا الملف سيؤدي الى اشتباك سياسي، لا نتدخل فيه، وهم في النهاية وزراء ونواب يمثلون السلطة. صحيح أن معركة حقوق الناس من أهدافنا، ولكننا لسنا رهائن للوحات نيابية ولا نتعاطى مثلهم بالامور كاستثمار سياسي، خاصة بمثل هذه الامور، وفي ما هو عليه حال البلاد، فالكهرباء تؤثر على موازنة العائلات وعلى التغذية بالمياه وسلامة السير ولها تداعيات كثيرة".

وتابع قائلاً: "نحن فرحنا بأنهم استلموا الملف، فهم سلطة تشريعية وتنفيذية، وتوصلوا الى اتفاق لم نطّلع عليه، ومن ثم سمعنا بأنّه جرى إصلاح العمود وبأنه جرت مناورة، وبأن شربل مارون يعرقل وصول الكهرباء إلى جب جنين". وأضاف مستنكراُ "من اكون أنا لأعرقل وصول الكهرباء، هم اتفقوا فيما بينهم نواب ووزراء ومدراء عامين، وإذا كان ثمة ما يعرقل وصول الكهرباء من إجراءات تقنية أو غيرها فليتواصلوا مع وزير الطاقة أو المدير العام للكهرباء اللذين اتفقوا معهما، وليعالجوا الموضوع بالحوار وفي الغرف الضيقة، وليس بتحريك الشارع، وهم كلفوا الوزير ناصر ياسين بمتابعة الملف. كفى استغلالاً لطيبة الناس وافتراءات وشائعات وخدع سياسية". وإذ وصف الملف بأنه "استثمار سياسي واضح"، سأل ماذا لو أنّ تحرّك اليوم أدى الى تصادم الناس ببعضها؟

من جهة ثانية، أعلن عدد من بلدات الشريط الغربي للبقاع الغربي عن إطفائها للإنارة العامة تحسّساً وتضامناً منها مع مطالب جب جنين والجوار.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم