الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

بالفيديو- "نحن شعب لا يستسلم".... "Mezcaleria" و"Bar du port" يعاودان فتح أبوابهما في أنطلياس

المصدر: "النهار"
فرح نصور
حانة bar du port
حانة bar du port
A+ A-
 
 
 
 
كما دائماً، اعتاد اللبناني أن يعاود الوقوف على رجليه بعد كل أزمة يمرّ بها لبنان. "لا نستسلم، خُلِقنا وتربّينا على عدم الاستسلام، ونحن من الشعوب التي لا تستسلم"، هي جملة أكّد من خلالها أحد أصحاب الشركة المالكة للحانتين "Mezcaleria" و "Bar du port" الشهيرتين في بيروت، الاستمرار وعدم الاستسلام في ظل الظروف القاسية التي نمرّ بها. الحانتان تعاودان فتح أبوابهما في أنطلياس بعد مرور أكثر من 50 يوماً على انفجار المرفأ.
 
 
"سنفتتح محلّينا "Mezcaleria" و "Bar du port" اليوم، رغم أنّ اتخاذ هذا القرار كان صعباً جداً في ظل هذه الظروف الصعبة، إلّا أنّنا باقون ومستمرون حتى النهاية ولن نستسلم"، يروي أحد الشركاء والرئيس التنفيذي للعمليات في شركة "Addmind hospitality"، كلود سابا. وفي الأساس، هذان المحلان كانا في قلب بيروت، واحد في وسطها والآخر في الصيفي إلى جانب بيت الكتائب بمحاذاة المرفأ تماماً. لكن الشركة أعادت فتح المحلين في منطقة انطلياس في مكانين بالأصل تمتلكهما. 
 
 
وعندما اتخذت قرار إعادة فتحها، كان عليها أن تفكّر بطريقتين، بحسب سابا. أولاً بموظّفي هذه المحلات، فمنهم من ضحّى ويعمل في الشركة منذ 15 أو 20 عاماً ومنهم 8 أو 10 سنوات، "فمهما حدث لن نترك هؤلاء الأشخاص ولا نقبل بذلك، فعلى الصعيد الشخصي لدينا عائلات وكلّ مَن يعمل معنا لديه عائلات أيضاً، فهذا كان أوّل موقفٍ لنا، أن نعاود فتح محلاتنا لاستمرار عمل الموظفين وتشغيل أكبر عدد ممكن منهم. أمّا الموقف الثاني للشركة فكان على السؤال: "لماذا سنغلق؟"، وأجاب سابا: "نحن لا نستسلم، خُلِقنا وتربّينا على عدم الاستسلام ونحن من الشعوب التي لا تستسلم". 
 
لم يعارض أحد من الشركاء لفكرة إعادة فتح المحلين، فـ"نحن يد واحدة وكلمة واحدة منذ اليوم الأول منذ أن بدأنا العمل حتى اليوم، نشجّع ونقوي بعضنا البعض كي نستمر، فجميعنا لبنانيون ونحب بلدنا وانطلقنا منه ولا ننكر كم أعطانا وكم أعطيناه بالمقابل، فهذه النعمة التي تبادلناها ستستمر، ولن نتخلى عن لبنان عند أول نكسة"، يؤكّد سابا. ويضيف أنّ "الأكيد أنّ انتشارنا خارج لبنان أكبر وأسرع وأسهل من ناحية روح التجارة، لكن التحديات جميلة في الحياة ونحاول قدر المستطاع الاستمرار، ولنبقى ويبقى اسمنا في بيروت لنقوّيها وتقوّينا، على أمل أن نصل إلى هدفنا".
 
 
وارتأت الشركة أنّه يجب أن تبقى الحركة قائمة، وأن تستمرّ علاماتها في السوق. جميع المحال التابعة لها تحطمت ودُمِّرت، وهي خمسة محلات ما بين ملاهٍ ليلية وحانات، بالإضافة إلى مكتبها. "وجدنا أنّ إعادة خلق مساحتين من هذه المساحات هو إبراز وجه محترم للبلد وأنّنا ما زلنا موجودين ومستمرين ولن نتوقف، كما بدأنا منذ 17عاماً حتى اليوم"، يقول سابا. وعلى هذا الأساس، اتخذت الشركة قرارها وانتقلت وفتحت محلّيها. 
 
فتحتهما بأقلّ ما يمكن، بأفضل وأذكى طريقة ممكنة، "فنحن بالشركة بارعون بتغيير وإعادة خلق هوية المطاعم والملاهي الليلية بطريقة سريعة جداً لإرضاء الزبائن. استطعنا أن نعاود البدء بتكاليف متدنية جداً، وإلّا لا يمكن إعادة الانطلاق، لأنّنا لسنا في وارد أن ندفع الملايين على مشروعٍ في ظلٍ وضعٍ غير واضح، فنحن نعيش في أيامٍ ضبابية ولا يمكن تأسيس حياتنا في ظروف ضبابية إلى هذا الحد"، يشرح سابا. 
 
 
 
 
وكان سبب الانتقال إلى أنطلياس وعدم إعادة إعمار المحلات المدمَّرة، وفق سابا، أنّ بيروت اليوم منكوبة، ولا يمكنهم الانتظار لمعاودة فتح محلاتهم هناك، وكان قرار الانتقال لأنّه ليس في بيروت في الوقت الراهن أي استقرار، ومحلاتهم مدمَّرة كلّياً، فإعادة إعمارها وتصليحها سيأخذ وقتاً حوالي أربعة أشهر ولا وقت لإعادة الإعمار بوقتٍ سريع، ولا يمكن الانتظار هذه المدة كلّها مع عدم معرفة مصير بيروت في ظل عدم الاستقرار وغياب الأمن، فبيروت حالياً مليئة بالورش والدمار، وليست المكان المناسب اليوم لأن نتواجد فيه، وحتى الناس لدى خروجهم للتمويه لن يرغبوا برؤية الدمار، و"علينا أن نخرجها من هذه الأجواء الكئيبة، فخلقنا وجهة جديدة". لذا، كان الأسهل على الشركة أن تعاود خلق المحلّين الموجودين لديها وأعادت تصميمهما بشكلٍ يلائم هوية كلّ من "Mezcaleria" و "Bar du port".
 
من الصعب إعادة إعمار محالهم في بيروت، فعلى ما يقول سابا، تُقدَّر خسائر محالّ الشركة الخمسة بحوالي 8 إلى 9 ملايين دولار، "ليس أقلّ من ذلك أبداً، ومن الأفضل ألّا أتذكر هذا الرقم وألّا أتذكر ماذا جرى".  
 
 
محالهم الأخرى مثل مطعم "Clap" الكائن في مبنى النهار، "من الصعب جداً إعادة تصليحه الآن، على أمل أن نفتحه مع بداية الصيف المقبل، وحانة "Iris" هو شبه ممحيّ لأنّه محاذٍ للمرفأ ومدمّر بالكامل وهو مكان صيفي ومفتوح، ولن نفتحه مع قدوم الشتاء، لكنّني أعِد أنّ جميع علاماتنا ستعود"، يقول سابا.
بنظره، انفجار المرفأ هو أقوى صدمة عاشوها طيلة فترة، وهو أقوى تحدٍّ ليس فقط لهم، إنّما لجميع الأعمال وللعائلات ولكل لبناني. وإذا ما أردنا أن ننظر إلى قطاع المطاعم والملاهي الليلية، حوالي 50 إلى 60 % هو مغلق الآن ولن يستطيع معاودة الفتح، فالمحاربة اليوم هي لإنقاذ ما تبقى من هذا القطاع، ونحن نعمل للاستمرار وليس للربح.
 
"أنا شخص إيجابي دائماً خاصة في هذا القطاع، وعندما يصلُح حال لبنان ستعود بيروت بغضون خمسة أشهر أجمل مما كانت، لكن متى؟ هذه هي المشكلة التي نعيش فيها اليوم، فالمفاجآت التي نعيشها كلّها جديدة علينا"، يقول سابا، فـ "معاودة فتح هذين المحلين هو رسالة مفادها أنّ علينا أن نبقى إيجابيّين وأن يبقى إيماننا بلبنان وبأنفسنا كبيراً، فلبنان لم يمت ولن يموت أبداً، ونحن نعيش في مرحلة صعبة علينا اجتيازها معاً وستعود الأمور كما كانت وأفضل، والأمل موجود دائماً ولو أقلّ من قبل".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم