الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

في إطار مبادرة "لبيروت"... السفير الألماني يجول على مبانٍ تاريخية أنقذتها اليونسكو (صور)

المصدر: "النهار"
خلال الجولة.
خلال الجولة.
A+ A-

زار السفير الألماني في لبنان أندرياس كيندل، أربعة مبانٍ تاريخية متضررة، دعّمتها أخيراً اليونسكو في بيروت ورعتها، إلى جانب  محافظ بيروت  القاضي مروان عبود، المدير العام لمديرية الآثار في وزارة الثقافة سركيس خوري، ومديرة مكتب اليونسكو  كوستانزا فارينا.

شرح مهندسون اليونسكو المعماريون وفريق عمل المنظّمة العمل الفني الذي جرى تنفيذه ضمن المشروع، والذي موّلته وزارة الخارجية الألمانية، بمساهمة مالية قدرها 500 ألف يورو، ونفّذته اليونسكو كجزء من مبادرتها  الرائدة لبيروت ويشمل  المشروع بالاجمال 12 مبنى تاريخياً وتراثياً في أحياء الرميل والمدور والصيفي. بين كانون الأول  2020 وآذار  2021، تم تدعيم 11 منها وتغطيتها في تدخّل طارىء من اليونسكو وبالتنسيق الوثيق مع المديرية العامة للآثار في لبنان. كانت المباني متضرّرة جدّاً ومعرّضة بشدة للانهيار بعد انفجارات المرفأ المدمرة في 4 آب لكون معظمها ملكيّة خاصّة، كان هناك أيضًا خطر كبير من هدم هذه المباني واستبدالها بهندسة معمارية جديدة كانت ستغيّر الهوية التاريخية والثقافية للعاصمة.

.

في ختام الزيارة، قال كيندل: "لقد تسبب انفجار بيروت بأضرار جسيمة في قلب المدينة. يسعدني أن أرى النتائج التي حققتها اليونسكو في تثبيت وإيواء المباني التاريخية المتضررة، وقد ساهمت ألمانيا بمبلغ 500.000 يورو في هذا الجهد". وأضاف: "هذا ليس فقط عنصرًا من عناصر السياسة النشطة لوزارة الخارجية الألمانية لدعم الحفاظ على التراث الثقافي والمعماري في جميع أنحاء العالم؛ هذا أيضاً يعد عنصرًا من عناصر سياستنا لتعزيز التعددية"، مشيرًا إلى أن ألمانيا هي ثالث أكبر مساهم في اليونسكو على مستوى العالم. كما ذكّر السيد كيندل أنّ ألمانيا تشارك حاليًا في "مرفق التمويل اللبناني"، وأنها ستدعم جهود الحفاظ على التراث الثقافي كجزء من هذا الإطار، الذي وُضع لتوفير آلية تمويل لإصلاح وتعافي وإعادة إعمار لبنان، وهو مشروع أطلقه الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي والأمم المتحدة.

اما  عبود، فأكد أنّ "من يرَ بأم العين كيف كانت تلك الأبنية خلال الأيام الأولى التي تلت انفجار الرابع من آب والحال التي وصلت اليها اليوم، يلاحظ عظمة الأعمال التي تمت بدعم من المنظمات الدولية والجمعيات والمجتمع الدولي وبلدية بيروت والمحافظة من خلال تسهيل أعمال التراخيص اللازمة وأعمال الترميم". وتابع عبود قائلاً: "منذ اليوم الأول كنا الى جانب أهالي هذه المنطقة المنكوبة، والحمدلله كل الجهود مجتمعة أثمرت اليوم في عودة الحياة الى هذه الأحياء والشوارع لتعود أفضل مما كانت عليه. عندما تضررت تلك المباني جراء انفجار المرفأ، تهافت عليها المطورون العقاريون في محاولة منهم لاستغلال الوضع والاستفادة من هدم المباني التراثية وإنشاء مبان حديثة، ولكن المصلحة الوطنية العليا قضت بالإبقاء على الطابع الأثري للمنطقة والحفاظ على نسيجها الاجتماعي، ونجحنا في الإبقاء عليها واتخاذ التدابير القانونية اللازمة. ولم يثبت هدم أي بناء تاريخي أو تراثي، ولن نسمح أن يهدم أي مبنى تراثي في بيروت وفي هذه المنطقة تحديداً.

 

 

وشكر خوري ألمانيا واليونسكو وجميع "الشركاء الذين كانوا معنا منذ انفجار المرفأ"، مشيراً إلى أنّ "المرحلة الأولى من التدخّلات قد اكتملت الآن، مع تثبيت وتدعيم وإيواء المباني التراثية المتضرّرة، ولكن لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به ". وأضاف: "لقد أطلقت وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار حملة لأعمال الترميم التي ستلي هذه المرحلة والتي لم يتم تأمين الأموال لها بعد".

من جهتها، أكّدت فارينا أنّ "زيارة المباني المدعّمة تكشف عن الإنجازات الملموسة لمبادرة لبيروت، التي أطلقتها المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي خلال زيارتها لبيروت في أواخر آب (أغسطس) 2020، لحشد الشراكات والموارد لإعادة إعمار المدينة بتمويل سخي من ألمانيا، وهي أول دولة عضو في اليونسكو تستجيب للدعوة وتستثمر في تدخلات التراث الثقافي ضمن مبادرة لبيروت، وتمكنت اليونسكو من إنقاذ 12 مبنى تاريخيًا معرّضاً للانهيار. خلقت هذه التدخلات الطارئة أيضًا فرص عملٍ للمهندسين المعماريين والمقاولين والعاملين وكلها جزء من برنامج أكبر لليونسكو يدعم إحياء التراث والحياة الثقافية والفنية في بيروت. هذه النتائج هي دليل على أنه بالتعاون الوثيق مع المديرية العامة للآثار وبدعم من محافظ بيروت، قدّمت اليونسكو قيمة مضافة ووفت بوعودها". "هذه ليست النهاية ولكن بداية مسار مشترك، حيث سيتم تجديد هذه المباني التاريخية وغيرها بالكامل. إن الثقافة والتراث والفن هي جوهر هوية بيروت ونحن نعمل بشكل جماعي لرؤية بيروت تتألق من جديد

 

يذكر أن "لبيروت" نداء دولياً لجمع التبرّعات أطلقته المديرة العامة لليونسكو من بيروت في أعقاب تفجيري المرفأ، في 27 آب 2020، لدعم إعادة تأهيل المدارس والمباني التراثية التاريخية والمتاحف والمعارض والصناعة الإبداعية، والتي تعرّضت جميعها لأضرار جسيمة.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم