الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

بالفيديو: وزير الثقافة "يخرق صفو" حفلة خالد الهبر... ناشطون يرفضون "التطبيع" مع السلطة

المصدر: "النهار"
محمود فقيه
محمود فقيه mahmoudfaqih
وزير الثقافة إلى جانب الفنان خالد الهبر في قصر الاونيسكو
وزير الثقافة إلى جانب الفنان خالد الهبر في قصر الاونيسكو
A+ A-

عاد الفنان خالد الهبر إلى قصر الأونيسكو ليل أمس. أمسية لطالما انتظرها

عشاق فنه، يستذكرون فيها الأغاني التي تعبّر عن واقع الأمس واليوم. يجولون معه في شوارع بيروت وزواريبها وعيون شبابيكها، وبرفقة "صبحي الجيز" في شارع الألوان. لم يهنأ الجمهور كثيراً، ولم يدم صفو حفلة خالد الهبر طويلاً، إذ أطلّ وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد مرتضى على المسرح إلى جانب الفنان اليساري الثائر في ختام الحفل بعدما شكر الهبر لائحة من الأسماء والفعاليات ليطل الوزير مفاجئاً الجمهور.

حضور الوزير مرتضى، وبما يمثله من جهة سياسية، أثار امتعاضاً من الصفوف الأولى إلى الخلفية منها، وقبل أن يبدأ كلامه غادر قسم كبير المسرح تحت وقع هتاف "ثورة ثورة".

تروي الناشطة في حزب "لنا" دارين دندشلي ما جرى أمس وتقول: "في ختام الحفلة شكر الفنان خالد الهبر وزير الثقافة الذي تفاجأنا بوجوده واقفاً إلى جانبنا في الصف الأول، حيث لم يكن موجوداً طيلة الحفل. لا أعتقد أن خالداً قد دعاه إلى المسرح، ولكن صعوده كان مستفزاً وأغضب الحضور".

وتضيف في حديث مع "النهار": "قررنا المغادرة فوراً، والقول بأنه في زمن الثورة مرفوض، ولن نقبل بالتطبيع مع هذه الفئة".

 

ترى دارين أن خالد الهبر قد أخطأ، وكان بإمكانه أن يشكر وزارة الثقافة بالمجمل، وهو يعلم جيّداً أن هذا الجمهور الذي كان يشيد بتفاعله خلال الحفلة وغنى معه للسنديانة الحمرا وشارع الحمرا وفلسطين والثورة وللعمال والمصانع، كان عليه أن يعرف أن هذا الجمهور لن يقبل حضور الوزير على المسرح إلى جانبه.

وترى دارين أن الناشطين "لا يملكون سوى هذا الأسلوب الرفضي. وهذه الحادثة لو جرت في أي بلد آخر لكان التعاطي مماثلاً".

 

الناشط السياسي يحيى مولود كان حاضراً أيضاً، ويرى أن الحفلة كانت ملتزمة لفنان ملتزم لديه قضية، أما وجود الوزير في آخرها فكان مفاجئاً للكثيرين.

ويستدرك: "صحيح أن قصر الأونيسكو تابع لوزارة الثقافة، لكن الجمهور دفع ثمن تذكرة ولم يكن الحفل على شكل مهرجان أقيم بالمجان برعاية الوزارة ودعمها".

ويضيف: "حضور أشخاص ممثلين للسلطة حفلة فنان كخالد الهبر هو خطوة غير موفقة، خاصة أن الوزير تابع لـ"حركة أمل"، لذلك اعترضنا بطريقتنا وهتفنا "كلن يعني كلن". وعندما أصرّ الوزير على إلقاء كلمته انسحبنا احتراماً لخالد الهبر. انسحابنا لم يكن بطريقة عنيفة بل كان تعبيراً عن موقف سياسي، خاصة أن كلمته أتت بطريقة وسياق سيئين".

يبدو أن الاعتراض الذي شهدناه في "ثورة تشرين"، والذي لاحق السياسيين في الصروح الثقافية وحتى في المقاهي والأماكن العامة لم ينتهِ، بل مازالت هناك حالة اعتراض شعبية ترفض تواجد السياسيين التابعين لأحزاب السلطة الحاكمة بين الناس.

وتزداد هذه الحالة الرافضة حدة مع تزايد الانهيار وانحدار البلاد نحو الأسفل. وربما تواجد الوزير مرتضى إلى جانب الفنان خالد الهبر كان مستغرباً، وكان الوضع ليبدو مختلفاً لو كان إلى جانب فنان آخر لا يحمل ما يحمل خالد الهبر من فن وقضية لجمهور مسيّس ومؤدلج و"ثائر".

 

 

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم