الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

مستشفى بعلبك الحكومي: ريادة وجهوزيّة كاملة لمواجهة كورونا

المصدر: "النهار"
اقسام كورونا في مستشفى بعلبك. (وسام  اسماعيل)
اقسام كورونا في مستشفى بعلبك. (وسام اسماعيل)
A+ A-
بعلبك - وسام اسماعيل
 
بعد أربعين عاماً من الإهمال ها هو مستشفى بعلبك الحكومي وخلال أشهر قليلة ينفض الغبار عنه ويفتح ذراعيه لاستقبال المرضى من مختلف أنحاء الوطن في مواجهة الجائحة، ويعلن عن بشائر رفع الحرمان والمعاناة الطويلة ليتحول من أشبه بمركز صحي إلى مستشفى طبي متخصص يكاد ينافس كبريات المؤسسات الاستشفائية في لبنان، في معركة مواجهة أخطر الفايروسات فتكاً في العالم "covid 19".
 
تطور العمل بسرعة فائقة داخل المستشفى، من تجهيزات إلى فتح أقسام جديدة، ورفع عدد أسرة العناية الفائقة، وتأهيل الكادر الطبي والتمريضي، وغيرها من إجراءات لوجستية تمت بفضل الجهود الجبارة التي بذلها وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن، وهو ابن المدينة التي عايش همومها واستشعر الحرمان وحاجة المواطن البعلبكي لعودة هذا الصرح الطبي إلى تألقه ليكون الملجأ لعلاج الفقير والغني في آن واحد.
 
أصبح مستشفى بعلبك الحكومي بمصاف المستشفيات الأهم في لبنان إن كان على صعيد المستشفيات الخاصة أو المستشفيات الحكومية بعد أن تحول إلى متخصص بالكورونا، وبات موضع ثقة نتيجة الكفاءة وجودة الخدمات الطبية والمخبرية، فأنصف هذا الصرح سواعد أبنائه بعد عقود من الإهمال من قبل الدولة وكل الحكومات المتعابقة.
 
مع بداية جائحة كورونا كان يفتقر مستشفى بعلبك الحكومي حتى لمواد التنظيف والتعقيم، فيما اليوم تغير الحال، وهو ما أكده مدير المستشفى الدكتور عباس شكر الذي تسلم مهامه منذ نحو الستة أشهر، مؤكداً ارتياحه لحال المستشفى، فقد تم تجهيز قسم طوارئ وغرفة عمليات خاصة لقسم كورونا، في وقت يجري العمل على تجهيز مركز غسيل كلى وقسم عناية لحديثي الولادة وقسم للقلب، وقد رفع عديد الكادر الطبي والتمريضي فيه من 70 إلى 130.
ويضم المستشفى 100 سرير لمرضى كورونا، 38 سرير عناية، وكان افتتح بالأمس 10 منها، وبات عمل المستشفى لا يقتصر على أهل المنطقة بل يستقبل مرضى كورونا من مختلف المناطق اللبنانية، فيما الكادر الطبي العامل من أصحاب الخبرات العالية مقارنة بباقي المستشفيات الخاصة والحكومية، ما عزز الخدمات الاستشفائية فيه.
وأكد شكر أن الطموح بعد النجاح بهذا الاختبار هو أن يتحول المستشفى الحكومي إلى صرح استشفائي جامعي.
 
مواجهة كورونا في منطقة البقاع، وهي كانت الهمّ الأكبر للمواطن البعلبكي منذ بدء الجائحة، باتت أفضل من الكثير من المناطق اللبنانية من حيث القدرات الاستشفائية، ودخول قيادة منطقة البقاع في حزب الله ميدان معركة المواجهة ساعد بدوره، نظراً لما يتوفر لديها عبر الهيئة الصحية الإسلامية والدفاع المدني التابع لها من كوادر بشرية وتجهيزات وآليات وإمكانيات، إضافة إلى قدرات تنظيمية وإدارية، وقد اعتمد الحزب منذ بداية الجائحة خطة استراتيجية بالتنسيق والتكامل مع وزارة الصحة العامة ومستشفيات المنطقة والبلديات كافة، وأخذ على عاتقه عملية نقل وإسعاف مرضى كورونا إضافة لتأمين أجهزة تنفس للمرضى في المنازل وتأليف لجنة صحية لمكافحة الكورونا ولمتابعة المصابين، وقُسّم البقاع إلى سبع مناطق جغرافية لكل منها لجنة فرعية تضم أطباء ومندوبي مستشفيات وغيرهم من العاملين في المجال الصحي مع تقديم خدمات رعائية لمرضى الكورونا في المنازل لتخفيف الأعباء عن المستشفيات. وكان أعلن مسؤول منطقة البقاع في حزب الله الدكتور حسين النمر عن تقديم الحزب مبلغ 600 مليون ليرة إلى مستشفى بعلبك الحكومي إلى جانب تأمين تكاليف استشفائية للكثير من المرضى العاجزين عن نيل الرعاية وهو مبلغ قابل للزيادة كلما استدعت الحاجة.
 
إلا أنه بالرغم من كل الجهود المبذولة لمواجهة كورونا، ما يزال عدّاد كورونا يواصل ارتفاعه في المنطقة، وسط مشاهد لا مبالاة واستهتار وتفلت عام انعكس أرقاماً مقلقة وتراخياً بتطبيق الإجراءات من قبل القوى الأمنية والبلدية.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم