الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

تبيع النفايات لمساعدة العائلات... ما هي "مبادرة سهم الخير"؟

المصدر: "النهار"
يجمعون البلاستك والكرتون لبيعهما وتأمين الغذاء للأهالي.
يجمعون البلاستك والكرتون لبيعهما وتأمين الغذاء للأهالي.
A+ A-

كثرت في الآونة الأخيرة مشاهد التضامن والتكافل الاجتماعي في لبنان، في خطوة طبيعية للحد من تأثير الأزمة الاقتصادية على الناس، وللدلالة على أن اللبناني لا يزال يتمتع بقيم التعاون، على الرغم من كل ما يعانيه على المستوى الشخصي من ضغوطات مالية ونفسية، نتيجة الانهيار الحاصل في البلاد.
 
ويسعى الناشطون لمواجهة حالات العوز لدى أصحاب الدخل المحدود في المناطق المختلفة، والوقوف إلى جانب الأهالي بما تيسّر لهم من دعم ومقدرات.
 
وفي هذا الإطار، برزت "مبادرة سهم الخير"، في حارة الفوار قضاء زغرتا، التي أطلقتها مجموعة من شباب البلدة، لمساندة العائلات المتعففة، بالمواد الغذائية والخبز وأدوية كورونا، وسرعان ما تطورت إلى نشاطات مختلفة: فرز للنفايات من المنازل، ودعم المواهب الشابة، وإطلاق المسابقات الداخلية، لتحفيز الشباب على التطوع بالمبادرة، وإظهار صورة ايجابية عن البلدة.
 
انطلقت المبادرة بالاستناد إلى "مسح ميداني ودرس الأوضاع الاجتماعية للعائلات من خلال ملء استمارات، حددنا فيها الأولويات"، يقول أحد مؤسسي المبادرة محمد عبد الله في حديث لـ"النهار"، ويضيف: "أطلقنا حملة لجمع التبرعات، عبارة عن أسهم خير للبيع، وسعّرنا السهم بـ20 دولاراً أميركياً، كان ذلك منذ حوالي الثمانية أشهر".
 
ويتابع: "لم نكن نعتقد أننا سنستمر، كان هدفنا إعانة 100 عائلة شهرياً، وبالفعل حققنا ذلك، ولاقينا تجاوباً من بعض الخيّرين من داخل القرية وخارجها، وبدأنا نوسّع نشاطنا، فاهتممنا بموضوع كورونا، وأمنّا الأدوية اللازمة للمصابين، وأجهزة التنفس الاصطناعي التي قدمها رجل الأعمال محمد الترك للقضاء، وأنتجنا العديد من الفيديوات التوعوية حول الموضوع".
 
ولم تقف المبادرة عند حد تقديم المساعدات الغذائية لـ100 بيت في الفوار، انما بدأنا "بدعم المواهب الشبابية في القرية"، يقول مصطفى الراعي لـ"النهار"، مضيفاً: "لدينا العديد من المبدعين من شبابنا، تطوعوا معنا فحاولنا أن نستثمر إبداعهم لصالح المبادرة، فمنهم من يتقن الأشغال اليدوية، ومنهم الحفر على الخشب، فطلبنا منهم إصدار منتوجات خاصة بالمبادرة، لبيعها وإعادة ريعها لصالح المواد الغذائية، وهذا ما حصل، فدعمناهم أكثر بعملهم وأمّنا مورد تمويل للمبادرة".
 
 
وعلمت المجموعة كيف تستفيد من أزمة النفايات في القرية، يقول عبد الله: "استغللنا أزمة النفايات، فتواصلنا مع العائلات التي نقدم لها العون، وطلبنا منهم بعد توزيع الأكياس عليهم، بدء الفرز من المنازل، وبدأ الناس شيئاً فشيئاً يتجاوبون معنا، ونحن نسيّر أسبوعياً سيارات للمّ هذه النفايات، ونتولى فرزها، ومن ثم بيعها، ومردود ذلك نضيفه على ما نجمع من تبرعات، ونشتري فيه المواد الغذائية والأدوية".
 
وتجهز المبادرة حملتها لرمضان، حيث ستعمل على توزيع بطاقات تموينية بقيمة 200 ألف ليرة لبنانية، على 100 عائلة من الأهالي، حتى يتمكنوا من الصمود في الشهر الفضيل.
 
وتقول تالا المصطفى لـ"النهار": "هدفنا الاستمرارية، والبحث عن موارد تمويل جديدة، وندعو الناس الى التواصل معنا عبر صفحاتنا على السوشيل ميديا ودعمنا، ولقد شكل عرض فقرة عن المبادرة على شاشة "الأم تي في" ضمن فقرة "رغم كل شي"، دافعاً لنا لمزيد من العمل والإنتاجية، خاصة وان ذلك قدّم لنا دعماً نفسياًً ومعنوياً، أضفناه الى ما زرعته فينا هذه المبادرة من ثقة بالنفس وحب لعمل الخير".
 
 
وكانت المجموعة أطلقت حملة تجميع الألبسة والأحذية المستعملة، لتصليحها وبيعها بأسعار زهيدة ترفد بها صندوق المبادرة، كما نظمت مسابقة لرسم أجمل لوحة عن المنطقة.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم