الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لبنان تزيّن بالأبيض... ما حال الطرق الجبلية؟ (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"
الثلوج تُغطّي لبنان (مراسل "النهار").
الثلوج تُغطّي لبنان (مراسل "النهار").
A+ A-
يتأثّر لبنان بطقس عاصف بامتياز، بفعل المنحفض الجويّ الحاليّ الذي يسيطر على حوض البحر المتوسط، إذ حمل معه الأمطار والثلوج والصقيع، فغطّى الزائر الأبيض المرتفعات وتساقطت أيضاً حبّات البرد على الساحل فاستيقظ أهالي بيروت على مشهد الثلوج التي غطّت سيّاراتهم وأطراف الطرق.
 
كما انخفضت الحرارة إلى مستويات متدنّية، ممّا أدّى إلى تشكّل طبقات من الجليد لا سيّما في المناطق الجبلية، حيث حذّرت البلديات ومصلحة الأرصاد الجويّة من خطر سلوك تلك الطرق في الوقت الراهن حفاظاً على السلامة العامة.
 
 
المشهد من الشمال
ألبس المنخفض الجويّ القرى والبلدات اللبنانية ثوباً أبيض فضفاض امتد من القرنة السوداء إلى فقش الموج بسماكة زادت عن المتر في إهدن وعن المترين في القمم والمرتفعات. ومع اشتداد المنخفض منذ ساعات الليل الأولى، باتت غالبية القرى والبلدات الجبلية معزولة عن بعضها لا سيّما وأن جرافات مراكز رفع الثلوج لم تعد قادرة على تأمين فتح الطرقات بسبب غزارة المتساقطات.

في أقضية زغرتا وبشري والبترون والضنية والكورة فإن جميع الطرق الجبلية غير سالكة بسبب سماكة الثلج.

إلى ذلك، أقفلت المدارس أبوابها بشكل عام، إلّا القليل منها في الكورة الساحلية وطرابلس، أمّا الحركة في السواحل فهي شبه مشلولة جرّاء غزارة الأمطار.
 
 
 
المشهد من عكار
غطت الثلوج المرتفعات الجبلية في محافظة عكار، وسط انخفاض ملحوظ ومتسارع في درجات الحرارة المتوقع أن تنخفض أكثر مع ساعات الليل واحتمال تساقط الثلوج على ارتفاع 1200 متر وما فوق.
 
إلى ذلك، تعتبر كل طرقات عكار الجبلية بدءاً من ارتفاع 500 متر وما فوق مقطوعة بسبب الجليد نتيجة برودة الطقس التي تخطّت معدلاتها الموسمية وبلغت ليلاً في المناطق الساحلية ما دون الصفر، كما بسبب كثافة الثلوج على المرتفعات التي تجاوزت المتر ونصف في سهلات القموعة ونحو الـ80 سنتمتراً في بلدات فنيدق وأعالي عكار العتيقة وبزبينا وجبل أكروم وعند حدود الـ35 سنتمترا في بلدات عندقت والقبيات ومشمش والقرنة وبيت أيوب والقريات وممنع وتاشع.

وأفاد رئيس مركز جرف الثلوج في منطقة جرد القيطع خالد ديب بأن "جرافات وزارة الأشغال العامة واتحاد البلديات بدات العمل قرابة الساعة الخامسة صباحاً على إعادة فتح الطريق العام من بلدة قبعيت وصولاً إلى بلدة فنيدق بصعوبة كبيرة نتيجة استمرار العاصفة الثلجية التي جمّدت الحركة في هذه المنطقة".

وجدّد ديب مناشدته الأهالي "عدم الخروج إلّا للضرورات القصوى جداً  وبسيارات الدفع الرباعي المجهزة بسلاسل معدنية".

كما أكّد أن الطرقات الجبلية الرابطة لعكار بالبقاع عبر الهرمل مقطوعة بالكامل بسبب كثافة الثلوج التي تخطّت سماكتها في بعض الأماكن حدود الـ5 أمتار على ارتفاع 1000 متر وما فوق وهي: 
طريق وطى مشمش مرجحين الهرمل، طريق فنيدق القموعة الهرمل، وطريق القموعة الشنبوق القبيات.

أمّا في المناطق الساحلية، فإن غزارة الأمطار تسبّبت برفع منسوب مياه كافة الأنهر (الكبير والأسطوان والعويك وعرقة ونهر البارد). وتضرّرت عشرات البيوت الزراعية المحمية التي مزقت العاصفة أغطيتها النايلون وأتلفت مزروعاتها موجات زخات البرد التي فاقمت أيضاً من خسائر بساتين الحمضيات.

أيضاً، تعطلت حركة مراكب الصيادين لليوم العاشر على التوالي خوفاً على مراكبهم التي أبقوها داخل حرم مرفأ العبدة وسط ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة للغاية.
 
 
المشهد في بعلبك
لكانون "هيبته" هذا العام مع أخر أيام مربعانية الشتاء وفيها البرد "يقصّ المسمار" وعاصفة لم ترى المنطقة مثلها منذ سنوات حيث تدثرت المنطقة بالأبيض الذي عزل القرى الجبلية وعطل الحركة التجارية والسير، لتشتد مع ساعات صباح أمس العاصفة وبدأ تساقط الثلج نزولاً حتى 600 متر وسط صقيع غير مسبوق.

ولبلدتي عيناتا و اليمونة التين تقعا في الطرف الغربي من قضاء بعلبك وعلى ارتفاع 1550م عن سطح البحر النصيب الأكبر منها لتشهد ما لم تشهده منذ التسعينات حيث وصلت سماكة الثلوج إلى ما يزيد عن المتر وعملت الرياح على حمل الثلوج من السفوح إلى الوديان بما فيها الطرقات ممّا أدّى إلى تراكمات وصلت في أماكن الى علو مترين وثلاثة أمتار حيث تتواجد "نسافات" الثلج لتنعزلا كلياً عن المنطقة في وقت بدأت الجهود لفتح الطرقات.

كذلك حال بلدات وقرى الواقعة على السلسلة الشرقية المرتفعة اقفلت جميع الطرقات داخل البلدات التي ترتفع 1200 متر في وقت شهدت استمرار تساقطاً للثلوج طوال ليل الأربعاء - الخميس كبلدات حام، معربون، الخريبة وطفيل الحدودية التي عانت أيضاً من نزول حيوان الضبع إلى البلدات بحثاً عن فريسة.

وقد بلغت سماكة الثلوج داخل مدينة بعلبك قرابة 40 سنتم، مترافقة مع تدن في مستوى درجات الحرارة. وتعمل جرافات بلدية بعلبك إلى فتح الطرقات الداخلية في المدينة، وجرافات وزارة الأشغال فتح الطرقات الرئيسية، كما تولّت جرافات البلديات فتح الطرقات في بلداتها وقراها في حين ما زالت المنطقة تعاني انقطاع التيار الكهربائي.

في السياق، تتكرّر أزمة مخيمات النازحين السوريين مع كل عاصفة بغياب أدنى مستويات العيش، فالثلوج غمرت المخيمات خصوصاً في بلدة عرسال ما أدّى إلى انهيار عدد من الخيم.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم