الخميس - 09 أيار 2024

إعلان

جعجع: "حزب الله" يحاول اختراق المناطق والمازوت الإيراني تدخّل سافر بالسياسة اللبنانيّة

المصدر: "النهار"
جعجع.
جعجع.
A+ A-
أشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى أن عوامل عديدة داخلية وخارجية وإقليمية تداخلت وأدت إلى ولادة الحكومة في هذا الوقت، "لكن لا يهمني صراحة الخلفيات التي أدت إلى تشكيلها بل المهم ماهية هذه الحكومة. وبغض النظر عن النوايا الجيدة لرئيسها نجيب ميقاتي وبعض وزرائها المحترمين، يبقى أن القوى الفاعلة وراء هذه الحكومة هي ذاتها من كانت وراء الحكومات السابقة منذ 5 و6 و7 و8 سنوات وهم من أوصلوا البلد إلى ما وصلنا إليه، لذلك لسنا متفائلين كثيراً بهذه الحكومة انطلاقاً من هذا العامل، لكن ذلك لا يمنع من أنها إذا قامت بأي عمل جيد سنثني عليه ونساعدها أيضاً".
 
وأكد جعجع، في حديث عبر قناة "الحرة"، أن "المطلوب من الحكومة الجديدة سهل جداً، فهي تريد المساعدات من السعوديّة ودول الخليج وفي الوقت ذاته المكوّن الأساسي وراء هذه الحكومة هو "حزب الله" وحلفاؤه، من دون الدخول بأي تسميات لهذه الحكومة، وهذا أمر واضح باعتبار أن الحزب و"التيار الوطني الحر" وحلفائهما لديهما أكثر من ثلثي الحكومة وبالتالي هم المؤثرين الأساسيين فيها، فكيف نريد من دول الخليج والدول العربيّة تقديم المساعدات ومد يد العون لنا والمكون الرئيسي في هذه الحكومة، أي "حزب الله" وحلفائه يعتمدون سياسات معاكسة تماماً لسياسة هذه الدول؟".
 
وقال: "لن يتغيّر أي شيء، وهذا أمر طبيعي، فـ"حزب الله" لا يعتمد فقط سياسة تهدف إلى ضرب مصالح هذه الدول وإنما تصل إلى ضرب استقرارها، فكيف تريدون منها مساعدة هذه الحكومة؟".
 
ورداً على سؤال عما إذا كانت هذه الحكومة قادرة على تطبيق الإصلاحات التي عجز عنها حسان دياب، قال: "علينا أن ننتظر لنرى لسبب بسيط وهو أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لديه نظرة في هذه الأمور ومصمم على تنفيذها، والسؤال يبقى إلى أي مدى سيسمح له تصميمه القيام بذلك في ظل وجود أكثريّة كبيرة في مجلس الوزراء لديها اتجاهات أخرى؟ أتمنى أن تتمكن الحكومة من إقرار الإصلاحات لكنني للأسف أشك في تمكنها من القيام بذلك".
 
وعن موقف ميقاتي الذي عبّر فيه عن حزنه إزاء استباحة السيادة عبر دخول صهاريج المازوت بالشكل الذي دخلت فيه، قال جعجع: "أريد أن أتناول هذا الموضوع بجوهره، أي جوهر مسألة النفط الإيراني. أولاً، من أوصل الوضع إلى ما وصل إليه اليوم في أزمة المحروقات وغيرها من الشؤون الاقتصاديّة هو "حزب الله" وحلفاؤه، باعتبار أنه يجب ألا ننسى أنهم يمسكون بالسلطة منذ 10 سنوات. تذهب أوجه وتأتي أخرى إلا أنهم هم الممسكون بزمامها منذ حكومة الرئيس ميقاتي في العام 2011، وبالتالي هم من أوصلوا الوضع إلى ما وصل إليه لذا عليهم ألا يمننونا اليوم أنهم يقومون بفك الحصار! أي حصار يفكون؟ هل هناك بوارج حربيّة بريطانيّة وأميركيّة وفرنسيّة وأوروبيّة وأوستراليّة في عرض البحر تمنع وصول بواخر النفط إلى لبنان؟ المانع من استيراد المحروقات هو أنه لم يعد لدينا مال لدعم هذه المواد من الخزينة فيما كانت حكومة تصريف الأعمال المجرمة ترفض رفع الدعم في حين أنها كانت عاجزة عن الاستمرار فيه مما أدى إلى فقدان هذه المواد، وبالتالي هم المسؤولون عن هذه الأزمة".
 
 
وأوضح أنه "مع دخول المحروقات الإيرانيّة يحاول "حزب الله" اختراق جميع المناطق عبر إعطاء هذا 2000 ليتر وذاك 5000 ليتر والقيام بحملات دعائيّة، كالتي شهدناها مع مستشفى بشري الحكومي التي ادعوا أنهم قدّموا لها المازوت في حين أن هذا الأمر غير صحيح والحقيقة أن المستشفى متعاقد مع مقدّم خدمات كأي مؤسسة أخرى ولا يعرف أساساً من أين يأتي بالمازوت من أجل تشغيل مولداته الكهربائيّة، وهو عمد إلى شراء مازوت إيراني وهنا أشدد على شراء فقاموا بتسجيل هذا الأمر على أنه هبة لمستشفى بشري كما فعلوا في مناطق أخرى. لذا كل هذا الأمر يقع في إطار الخدمات الانتخابيّة".
 
واعتبر جعجع أن "مسألة المازوت الإيراني تحوّلت إلى عمليّة تدخّل مباشر وسافر في السياسة اللبنانيّة الداخليّة من قبل إيران وبالتالي الحكومة الجديدة مطالبة بإيجاد الحلول لهذا الأمر".
 
وعما إذا كان يتخوّف من العودة السوريّة إلى لبنان من باب السياسة الداخليّة وكيف سيتعامل مع أي سلطة سوريّة جديدة، أكّد جعجع أنه "بالمعنى الفعلي للكلمة لا وجود لسوريا في الوقت الراهن، باعتبار أن الموجودين بشكل أساسي في دمشق اليوم هم الإيرانيون وعلى أطرافهم يميناً وشمالاً نجد الروس والأتراك والأميركيين وكل التأثيرات الأخرى، لذا لا يمكن الحديث عن دولة سوريّة لديها قرار حر وأكبر دليل على ذلك هو أن المفاوضات بالنسبة للأزمة السوريّة جارية دائماً ما بين تركيا وإيران، وإيران وروسيا، وروسيا وإسرائيل فيما يجلس بشار الأسد "يفقي فستق" في "قصر المهجّرين" الذي يجب أن يكون إسم هذا القصر على هذا النحو. إلى جانب كل هذا، إذا ما اردت أن أكون موضوعياً، فلبنان لديه مصالح وهو مجبر على التعاطي مع "قطاع طرق" موجودين في الشام في الوقت الحاضر، وعليه أن يتعاطى معهم على هذا الأساس، نحن بحاجة اليوم إلى أن نستجر الكهرباء يجب أن نحاول لذا ليقوموا بذلك وأنا برأيي لم نر يوماً أي شيء خيّر من ذاك المسمى النظام السوري، وبناءً على تجربتنا إذا ما تمكنا من استجرار الكهرباء سيسرقون نصف الكميّة ويتقاضوا الخوات منّا وستصل إلى لبنان بثمن أغلى بكثير من أي معمل آخر كان من الممكن أن نعمد لبنائه ولو قمنا بذلك لكان اليوم قد شيّد، سيكلفنا هذا الأمر تبعات إصلاح الأنابيب وإصلاح الشبكة في سوريا، هذا نظام "قرصان" وليس نظام دولة بالشكل المتعارف عليه، لذا من هذا المنطلق نحن حساسون جداً في مسألة التعاطي معه بناءً على تجربتنا منذ 50 عام حتى اليوم".
 
وقال: "هنا أريد التوقف قليلاً عند كل مسألة آل الصقر، سمعنا جميعاً عن العديد من الذين ضبط لديهم محروقات مخزّنة وعددهم 40 أو 50 تاجراً، هل يعرف أحد إسم أي شخص من هؤلاء غير إبراهيم الصقر؟ الإسم الوحيد الذي ضجت فيه وسائل الإعلام ولا تزال تضج. إبراهيم الصقر عضو في حزب "القوّات اللبنانيّة" وانتسابه معلّق في الوقت الراهن حتى إشعار آخر لنرى ما ستكون نتيجة التحقيقات، ضبط لديه مخزون من البنزين ويتم التحقيق في المسألة وهذه هي القصّة برمّتها".
 
ورداً على سؤال عما إذا كان إبراهيم الصقر موجوداً في معراب، قال جعجع ساخراً: "على فريق الإعداد بعد انتهاء المقابلة التفتيش عنه ليروا إذا كان موجوداً هنا. من المعيب إطلاق كل هذه الأكاذيب".
 
ورداً على سؤال عن كيفيّة وصفه وجود وفيق صفا في قصر العدل، قال جعجع: "غير مقبول، فهو لو حضر من أجل دعم القضاء لا مشكلة في ذلك إلا أنه إذا حضر لتهديد القضاء على ما هو عليه هذا القضاء فهذا الأمر غير مقبول. وفي هذا الإطار لا يظنن أحد أننا مسرورين جداً بهذا القضاء، وفي هذا الإطار يقولون إنهم يحاولون زج إسمنا في مسألة النيترات في حين أنهم يحاولون القيام بأمور كثير، لذا يهمني أن أبرز هذا الموضوع، لقد ألقي القبض على إبراهيم الصقر مع شخص آخر في الجرم نفسه وتم توقيفهما في نفس الوقت. قام محامي الصقر بتقديم طلب لإخلاء سبيله ورفض وكذلك فعل محامي الشخص الآخر وأتاه أيضاً القرار بالرفض، فقاما معاً بتمييز القرارين أمام الهيئة الاتهاميّة فأخلي سبيل الشخص الآخر وأبقي على احتجاز الصقر، وهذه عيّنة صغيرة عن القضاء الحالي لذا لا يعتقدن أحد أننا مغرومون بالقضاء الحالي الذي تشوبه ثغرات عديدة إلا أن جل ما نقوله هو دعوا هذا القضاء يعمل في الأماكن التي يعمل فيها. كما أن تهديد محقق عدلي أمر غير مقبول على كافة المستويات".
 
أما بالنسبة إذا كان يتخوّف من تطيير التحقيق، قال جعجع: "طبعاً، لذلك سنبقى نتابع بشكل حثيث هذه القضيّة، وفي هذا الإطار قمنا بتقديم سؤال للحكومة الجديدة عما ستقوم به إزاء التهديد الذي وجّه إلى المحقق العدلي".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم