الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

هرم"البونزي" اللبناني: كان صرحاً من خيالٍ فهوى

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
كندا - الدكتور كمال ديب الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه لبنان اليوم وصولاً إلى الاقتحامات شبه اليومية لفروع المصارف، أساسه تدهور المالية العامة المتواصل منذ 2001 (جزئياً مع فشل مؤتمرات باريس 1 و2 و3)، وتراجع سعر صرف الليرة بالدولار الأميركي من 1500 ليرة إلى ما يفوق ثلاثين ألفاً اليوم. وطبعاً لا ينبغي التقليل من عوامل عدم الاستقرار السياسي وتفجير المرفأ ووباء كورونا. وكانت عاقبة تدهور المالية العامة وانحدار العملة وخيمة على المواطنين الذين وقعوا بأغلبيتهم ضحية حالة معيشية قاسية. فعاش لبنان سنوات من بحبوحة كاذبة فقعت كبالون في تشرين الأول أكتوبر 2019، حيث تعثّرت المصارف التجارية فوراً ليلحقها هبوط في العملة الوطنية. ومع هذه الانهيارات السريعة تبيّن أنّ النظام السياسي اللبناني كان يلحس المبرد، وأن الشعب كان ضحية نظام "بونزي" (هرم مالي) هزيل كان صرحاً من خيال فهوى. حقيقة هرم بونزيفكرة الهرم المالي ليست كفكرة اكتشاف البارود أو كما يقولون بالانكليزية ليست rocket science، بل هي فكرة ساذجة اخترعها مهاجر إيطالي فقير لا يحمل أي شهادة ويدعى كارلو بونزي Carlo Ponzi، هاجر إلى أميركا عام 1903 ثم انتقل إلى مونتريال في كندا حيث عمل في فرعٍ لبنك إيطالي وتعلّم شغل البنك بذكائه الفطري، ولكن ليس كمَن يحمل شهادة إدارة أعمال بل كمَن يعمل في دكان إسكافي وتعلّم مصلحة ترميم الأحذية. ثم أخذ بونزي هذا يهمس للزبائن باللغة الايطالية أو بلغة إنكليزية بلكنة إيطالية أنّ البنك الذي يعمل به يدفع لهم 3 بالمئة على ودائعهم، فيما هو يستطيع شخصياً أن يؤمّن لهم نسبة فائدة/ربحية تصل إلى 50 بالمئة خلال شهرين. فصدّقه بعض الزبائن ومعظمهم من أبناء الجالية الإيطالية وأخذوا يودعونه أموالهم الضئيلة. ومع الوقت كثر عددهم وخاصة الميسورون منهم الذين رأوا أنّ مَن سبقهم ووثق بكارلو بونزي قد حصل بعد 60 يوماً على نسبة ربح مغرية، حتى إنّ البعض طلب من بونزي أن يحتفظ بمالهم ليوظفوه معه مرّة أخرى....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم